الفصل السابع

5.8K 120 0
                                    

في اليوم التالي صار الجو صحواً وحاراً بعض الشيء، وزوار الصيف يتوافدون على المحلات، وكانت محلات كونواي مشغولة كباقي محلات البلدة،
فاختيارهم الراقي للأثاث والهدايا التذكارية البسيطة، كان وراء توافد السائحين على المحل، نجحت ايستر في بيع عدد كبير من الهدايا التذكاريه كالشمعدان ، والثريات وفي الوقت المحدد لإغلاق المحل شعر الجميع بالسعادة الانتهاء ساعات العمل.
_هل انت مشغولة هذا المساء ايضا؟
تثائب ديفيد وهو يضبط جهاز الانذار.
_نعم...قالت ايستر بدون حماس...حفل عشاء في منزل آل ديموند
_هل أرى لمحه من الكٱبة؟
_ليس بالتحديد، ولكن حماماً دافئآ سيجعلني افضل
سمح ديفيد لإيرس، وشيليا بالانصراف ..وهو يشعر بالرضا عن اليوم ثم عاد لإيستر مرة اخرى،
_حينا اخبريني ، اعرف انك ذهبتي لمكان ما. بصحبة باتربك بالأمس ، فأمديني بتفاصيل لأن نتالي لتعرف التفاصيل.
اعطته إيستر ملخصاً إخبارياً من الليلة، وكيف كان العشاء في فندق بريد كوت .
اطلق ديفيد صفير دهشه.
_شيطان.....اليس كذلك ؟ هل هو رائع كسمعته؟
_بل افضل بكثير...وجمعت إيستر اغراضها....عيد زواجك وشيك اصطحب نتالي الى هناك ، إنه مكان رائع، غرف واسعة ، وحمامات جميلة إلخ " تم أسرعت بالحديث عندما رفع حاجبيه لقد رأيت الألبومات
ابتسم: وبعد كل ذلك تشعرين بخيبة امل بالطبغ لتناولك العشاء بصحبه دان ، وآني
_بالطبع لا.
_اتوقع ان يكون فرسانك الثلاثة هناك
اغلق ديفيد المحل بحرصه المعتاد ثم اصطحب إيستر وهو ينظر إلى واجهة المحل لبرهة قبل أن يذهبا لسيارته.
_اثنان منهظ فقط قالت بنبرة ذات مغزى، اتمنى أن تكون آني قد قامت بدعوة ناس جديدة حتى يمون هناك مجال للتغيير ، لقد مللت من رؤية نفس الوجوه في كل حفلة.
يعيش آل ريموند في منزل جميل ذي تصميم رائع تحيط به حديقة كبيرة نسبياً
ذات اسوار عالية ، كانت إبطيستر مرهقة جدا نهاية اليوم أكثر من المعتاد، ولذلك استغرقت وقتآ اطول من المعتاد في الحمام.
وصلت إيستر الحفل متاخرة ، كل الدعوين حاضرين ، ويملأون المكان،
وكان يضج المكان بالأحاديث والضحكات وأكواب الشراب .. رحبت آني بإيستر، واحتضنتها ، بدت آني عصبية بعض الشيء _انت تعرفين معظم الحاضرين بالطبع، تعالي واجعلي دان يقدم لك الشراب وسوف اقدم لك الوجوه الجديدة.
معظم الوجوه كانت بالفعل مٱلوفة بما فيهم تيم جيلبرت وجون برجهام، وقد أمد الاول إيستر بكوب كبير من عصير الفواكه الخالي تماماً من الكحول مقابل قبله من وجنتها ، ولكن آني سحبت إيستر  بلطف تقدمها إلى الزوجين اللذين تعرفت عليها في مباراة الجولف
_وطبعاً تعرفين باتريك هازرد أكملت آني وهي تتقارب النظر لإستر...لقد اشترى المنزل القديم في البرية بعد ايفي كوت ببضعة أميال
ادت إيستر دورها بنجاح ، تحدثت مع الوجوه الجديده وهي تجذب باتريك من محادثة لأخرى، وهي تبذل قصارى جهدها لتكون ضيفة مثالية ، لكن ذلك عسير ليس فقط بسبب غضبها من مفاجاة آني ، ولكن لأن ذكرى الأمس
لاحقتها بمجرد رؤيته ، لقد ظلت الذكرى تلاحقها طوال الليل، وهى متاكدة انه ما حدث مع باتريك.
بعد ذلك لم يكن غريباً أن تجلس بجانب باتريك على المنضدة في الشرفة حيث اجبرتهم أني على تناول الطعام، ولقد نجحت إيستر في الحديث مع باتريك مستترة حول المحادثة العامة التي تدور حولهم.
_لم أكن أعلم بحضورك تمتمت وهي تهز منديل السفرة خاصتها .
_لقد تركت لك رسالة على الهاتف ، اجابها برقة ، ونظر لها بنفس الرقة.
_كنت في عجلة من أمري..قالت بسرعة..ولم أستمع للرسائل،
دخل دان بينهما لبضع دقائق ليضع الخمر على المائدة اخدموا نفسيكما،.....،أنت تعرفين باتريك بالفعل إيستر، أليس كذلك؟».
_نعم، لقد إشترى بعض الأثاث من أجل منزله.
أومأ دان متفهما: لقد اتصل بي ظهر اليوم لطلب عقود المكان ولكني لم اكن موجودآ للأسف
_هذا هو بيت القصيد قال باتريك بعد مغادرة دان..وهذا ما جعل مسز ريموند تدعوني على العشاء الليلة.
_وهل فعلت " إنها محظوظة أن تجدك غير مرتبط
تمتمت ايستر ثم تناولت باقي مشروب الفاكهة الذى قدمه لها تيم قبل أن يجلس بجانبها من الناحية الأخرى.
_في الواقع كانت ساذهب إلى ليديا، ولكن كنت اتشوق لتناول العشاء هنا او بمعنى أدق اتشوق لرؤيتك مرة اخرى الليلة هنا هذا هو الهدف من الأمر باكمله
وبابتسامة مهذبة استدار باتريك ليحدث شريكة الأخر في العشاء تاركاً إيستر في براثين تيم جيليرث
تيم رجل وسيم جداً، وهو يدرك ذلك جيداً، ولكنها المرة الأولى التي يشعر بها انه ليس بؤة الاهتمام مما دفعه للالتصاق بإيستر وهو يناقش التغيرات المقترحة لتبديل حديقتها بصوت مسموع.
لقد كان يتصرف وكأنها موجودة خصيصاً لامتاعه أوتسليته، عادة تتخلص إيستر من تيم بسهولة ودون أن تشعره بضجرها ولكنها الليلة وجدت صعوبة في
ذلك وباتريك يجلس بجوارها ، لقد كان يرتدي بذلة انيقة تماثل التي أرتداها الليلة السابقة ، وكانت هناك امراة تتابعه بنظرها ، ودت ايستر لو اقتلعت عليها من اجل ذلك.
إنها تشعر بالغيرة ، لوهلة لم تعرف شعورها ، فريتشارد لم يعطها أي سبب لتشعر بالغيرة، ولتكون عادلة فباتريك لم يحاول ذلك.
عند هذه اللحظة كان تيم مجبراً على أن يتحدث مع السيدة التي تجلس بجواره على الجانب الآخر ، وضع باتريك منديل السفرة خاصته على قدمه
وللحظه شعرت إيستر بنيران تسري فى جسدها عندما وضع باتريك بيده على ركبتيها العاريتين لبرهة ثم اعتدل ونظر إلى عينيها مباشرة .
_هل كان يومك مشحوناً...يا إيستر؟
_جدآ.. اجابت بصعوبة وانت؟
_قضيت اليوم في الحديقه ، لقد اخبرني ويلف ان الامر سيتحسن قريباً ثم........صمت لبرهة أثناء تقديم سلطة المايونيز لهم ، ثم أضاف " لدى بعض الأخبار
عن مسز لاتيمر).
ابتسمت له ايستر بسعادة: حقا؟ ماهي؟
_سوف اخبرك لاحقٱ عندما إصطحبك للمنزل
نظرت إليه إيستر نظرة قصيرة ولكنها كافية لتنقل له توترها، ولكنه استدار وتناول بعض الخمر وتركها فى براثين تيم جيلبرت مرة اخرى.
منذ هذه اللحظة وحتى آخر وقت كانت الليلة مرهقة ، فطوال الليل تدفع آني بايستر لتكون بصحبه باتريك من ناحية ، ولكن تيم هو الآخر مشغول بإبعاد هذا الثنائي عن بعضهما من ناحية اخرى.
التصق تيم بها كظلها طوال الليل ، وحرص على تقديم كؤوس عصير الفاكهة لها. ويرغمها على تناولها .. حتى يطمئن انها تناولتها تماماً، كان يتصرف وكأنها تنتمي اليه.
تحكمت إيستر في غضبها المتصاعد بصعوبة ، وحاولت التركيز في فكرة ان باتريك سيصحبها للمنزل بعد الحفلة ، ولكن بعد فترة بدات تشعر بحرارة ودوار واصبحت أكثر رغبة في العودة إلى المنزل في الحال سواء بصحبة باتريك او لا.
في النهاية تلاقت عيناها مع باتريك خلال الغرفة ، فهربت من تيم متذرعة بالذهاب للحمام ثم قابلت آني في الصالة .
_حفله رائعة يآني، ولكني مرهقة قليلا ..".
_يجب أن ارحل انا الآخر، قال باتريك وهو يلحق بهما شكراً لك على هذه الليلة الجميلة مسز ريموند ) ثم استدار إلى إيستر هل تقوظين ام يمكنني توصيلك؟
_ايستر جائت سيراً على الأقدام، تدخلت آني بسرعة...انا واثقة انها ستقدر توصيلك لها.
_شكراً لك ، قالت إيستر التي بدأت تشعر بتعب غريب  طابت ليلتك يا آني، لن أقاطع دان ، ولكن بلغيه شكري.
_طبعاً عزيزتي قبلتها آني من وجنتها ثم صافحت باتريك بحرارة ، وتخبره انها سعيدة لأنه قبل دعوتها ، فتحت لهما آني الباب في اللحظة التي ظهر فيها تيم جيلبرت وكانه اسد جريح في الوقت الذي اغلقت آني خلفهما الباب بسرعة .
امسك باتريك يد ايستر وركضا سوياً في اتجاه السيارة الجيب، وبمجرد ان تلاقت نظراتهما لم يستطيعا التوقف عن الضحك بهستريا.
_ودودة جدٱ مسز ريموند؟ هل دائماً تفعل ذلك؟
_تدفع بى الى ضيوفها من الرجال .. تقصد ذلك؟ سألته ايستر وراسها يترنح بطريقة مزعجة....طوال الوقت وهي ودودة ونواياها طيبة
_اذا كانت ستدفع بك نحوي كما فعلت الليلة فانا ارحب بذلك ولكن اردت ان الكم جيلبرث على انفه أضاف بغضب حقيقي
مطت إيستر شفتيها: لا أعلم ما أصابه الليلة، فليس من عادته أن يكون مشاغباً، وضعت يدها على رأسها ، وازدرت لعابها بصعوبة.
_ماذا بك؟ سألها باتريك بنعومه وهو يتفحصها
_اشعر بتوعك غريب مضحك لقد شربت عصير فواكه فقط طوال الليلة».
_ما كنت سترحلين مع ظلك تحت أي ظروف
_لا لو لم أكن متأكدة لقلت انني أسرفت في الشراب.
_دعينا نذهب إلى المنزل ، قال بحزم، وخلال دقائق كانت الجيب تقف أمام منزلها ، وعندما فكت حزام الأمان لتخرج من السيارة احست إيستر ان قدميها تنوئان بحملها ، اخذ باتريك مفتاحها وساندها طوال الطريق للمنزل ، وعندما وصلا المنزل ، ابتعدت عنه إيستر بسرعة وهى تضع يدها على فمها ، وعيناها يملأهما الرعب.
دون كلام صعد بها باتريك للحمام وامسك راسها بينما هي تتقيأ كل الطعام.
ظلت ايستر كذلك لبرهة مضت وكأنها ساعات ، وامتلأت عيناها بالدموع من ارتباكها ، عندما انتهت نوبة الغثيان ، وتأكد باتريك انها بخير تركها بمفردها....وبعد ذلك بعشرين دقيقة ظهرت إيستر اعلى السلالم و وجهها يماقل الرداء الأبيض الذى تضعه، اسرع باتريك إلى السلالم وساعدها على النزول .
ابتسمت بوهن: يمكنني الهبوط بسلام،
_إستندي إلي...امرها.
اطاعته إيستر وهي تشعر ببرودة السلالم وهي تنزل وقدماها عاريتان سعيدة بالدفء الذى يبعثه باتريك
قادها باتريك للأريكة: لقد وضعت لكي بعض الشاي
نظرت إليه ايستر ممتنة: عظيم، هذا ما كنت احتاجه بالتحديد
_هل تشعرين بتحسن الأن؟.
- نعم كثيراً فرأسي توقف عن الدوران تماماً ، ابتسمت له لا بد اني تناولت شيئا غريباً ولكننا تناولنا ذات الطعام. وها انت بخير أمامي
قدم لها باتريك فنجانآ من الشاي ثم جلس بجوارها.
_ولكني لم أشرب كوكتيل الفواكه.
غضبت إيستر: ولكنه مشروب آني المعتاد التي تحرص على تقديمه لي
_وهل تناولتيه طوال الليل؟
اومأت براسها بالإيجاب: لقد كان طعمه غريباً قليلاً... ربما تكون بعض الفواكه فاسدة».
هز باتريك راسه نفيآ ثم لمعت عيناه: او ربما يكون جليبرث لوث شرابك؟
نظرت إليه ايستر: ولكني لم أتذوق أي نوع من الكحول.
_لقد كانت فودكا، وقد قام بذلك بدهاء ، حتى لاتشعرين بتغير بسيط
ثم لمس يدها: هل يوصلك جليبرث بعد مثل هذه الحفلات؟".
_نعم .. او جون ، وأحياناً اقود السيارة ينفسي، ليس هناك قاعدة ثابته لذلك
_اعتقد ان جليبرث كانت لديه خطة من اجلك الليلة.
ابتسم باتريك بجلافة واكمل...بمجرد رؤيتي شعر بالغضب الغريب يتعدى على أملاكه
وضعت إيستر فنجانها بسرعة احدث صوتا عاليآ: انا لست من املاك تيم جليبرث، لقد اخبرتك انه صديق وهو يعلم القواعد جيداً.
_محتمل ولكنه ذكرني باثنين منها الليلة عندما جلست بجانبك على العشاء ، أو ربما لأن اعرفك فجأة شعرت بالكلب الأسير يريد الانقضاض
احاطها باتريك بذراعيه وسحبها ناحيته برقة: هل كرهك للكحوليات معروف للجميع؟
_نعم ، المقربون لي يعرفون انني لا أتناول الخمور، كما أن القصاة لا يشربون الخمرة ، أضافت وهى تبتسم
_لقد كان واثقآ أن قليلا من الفودكا سوف يجعلك تصطحينه للمنزل وربما .. قد كان ينوي أكثر من قبله بريئة على وجنتيك".
_لو الأمر كذلك، لما نجى لأني كنت سأقتله».
قالت وقد احمر وجهها فجأة  عندما تذكرت نفسها مع باتريك فى الحمام.
_بالمقارنة بليلة امس فلقد خضت معي تجربة سيئة الليلة انا اسفه يا باتريك
_انا لست كذلك قال بكسل وهو يدفن وجهه في شعرها..وفيما الأصدقاء إذن؟
_ولكني لا افضل أن يمسك أصدقائي برأسي....وأنا ايضاً.
_هراء لقد كنا قريبين من بعضنا ، ثم تحرك فجاة ليتركها تستلقي على الأريكة ولكن أكيد انك ترغبين في النوم. .
شعرت ايستر بتوتر مفاجىء: وهو ما يعنى انك....؟
_نعم ولكن ليس في  فراشك ثم نظر إلى عينيها مباشرة.
في الواقع ، أضاف بتوتر...فأفكاري متجهة إلى الفراش بمجرد أن أكون بجانبك يا إيستر
عادت الدماء فجاة إلى وجهها الشاحب.
_وهل تفعل؟
تنفس بعمق: في ظروف اخرى احذرك انني سأعتبر ذلك دعوة ، وفي الظروف الصعبة سأكون نبيلاً، ولن افعل.
_ولكنك كنت ستخبرني عن مسز لاتيمر.
_كنت سافعل ماذا ستفعلين غدآ؟
ما كانت ايستر لتخبر أي احد انها حرة يوم الأحد.
_ليس الكثير ، فكرت ان اقوم بعض التهذيب في الحديقة.
_مقارنة بحديقتي فحديقتك تبدو كالجنة قال وهو ينهض.
_تعالب وساعديني في حديقتي بدلا من ذلك ، مسز ويلف اعدت الكثير من الطعام فالغداء لن يكون مشكلة
_اذا لم احضر لن تحكي لي عن مسز لاتيمر؟
_نعم...في بعض الأحيان أكون نذلا .. أكد لها
_أصدقك ، قالت ايستر حسنا سأتيك في تمام الساعة الثانية عصراً
_ليس قبل ذلك ؟
_لا لدى بعض الاعمال اؤديها أولاً.
انحنى باتريك للأمام، وهو يساعدها على النهوض: انهضي مازالتى شاحبة ما يعطيني العذر ل.... حملها باتريك بين ذراعيه ، ووضعها في الفراش، وعدل الوسادات خلفها كما تفعل الأم مع طفلها المدلل ، هل تريدين أي شىء اخر ؟.
هزت رأسها نفياً: اطفئ الأنوار من فضلك الباب سيغلق اوتوماتيكياً بعد رحيلك
اومأ باتريك برأسه ثم انحنى وقبلها برقة فاحاطت رقبته بذراعيها ، فاقترب منها أكثر وقبلها بقوة ثم تركها واعتدل مبتسما لحزنها
_ام أقصد ان افعل ذلك.....طابت ليلتك يا إيستر، نامي جيدآ
_طابت ليلتك يا باتريك ... شكراً لك
مسحت يداه شعرها الناعم واستدار ليذهب ، ثم توقفت وهو ينظر إلى الصورة المزينة: هل هذا ريتشارد".
_نعم
منحها باتريك نظرة ساخرة: صورة واحدة فقط؟
_ماذا كنت تتوقع .. معرض " عندما انتقلت إلى هنا كان الهدف الحياة بدونه ، ولكني لم استطع إقصاءة كلياً.
نظر باتريك إلى الصورة بعداء وذهب الى الباب ثم استدار ينظر إليها: أراك غداً لاتتأخري عن الثانية عشرة
_في الثانية ، طابت ليلتك
بعد أحداث الليلة والإرهاق الذى تعرضت له إيستر غطت في نوم عميق واستيقضت متاخرة فى الصباح منتعشة  وصلت إلى لونج وينتس في تمام الساعة الثانية عشرة ، خرج باتريك لتحيتها كان مختلفاً تماماً عن الشاب الأنيق الذي كانت بصحبته امس. كان يرتدي شورت من الجينز وقميصاً وحذاء طويلاً كان يمسك مقص النباتات ثم رغع يده لها بأن تظل بعيدة.
_انتي أنيقة وأنا مثال للفوضة، اسف يا ايستر كيف حالك اليوم؟
_في احسن حال ، أكدت له .
_تبدين كذلك ، تعالي واجلسي على أحد المقاعد حتى انتهي من الحفر حتى اغرس النباتات.....ما هذا؟ أضاف عندما ناولته صندوقاً صغيراً
_مساهمتي في الغداء
_هذا لطف منك
قادها باتريك بعد إغلاق الباب الأمامي المنزل إلى المطبخ وفتح الصندوق ثم لعق شفتيه مبتسماً عندما رأى كعكة الفواكه الموجودة بالصندوق .
_ما هذا .. كعكة التفاح ؟
_نعم
_انت امرأة متعددة المواهب
_شكراً لك ، لقد حضرت للمساعدة ، لقد أحضرت ملابس اخرى في
الحقيبة وانا على أتم الاستعداد لأتسخ
_في هذه الحالة يمكننا تناول الساندوتشات فى الغداء ونبقي الوجبة الأساسية للعشاء؟"
_هل سأبقى للعشاء؟
_بالطبع ستبقين
ابتسمت ايستر: اعطني دقائق لإبدال ملابسي والحق بك
_لقد اعتقدت انك ستبدلين فيما بعد، .
_في الحقيقة هذه احب الملابس لقلبي
عالياً في حجرة باتريك بدلت إيستر ملابسها سروال قصير من القماش الكاكي وتيشيرت أصفر وارتدت حذاء تنس قديم ، وقبعة خضراء،
_عملي جداً قال باتريك عندما لحقت به في الحديقة .. وماذا في الجراب؟
_قفازان، مالج، مقراض وشوكة".
_لدي بعض ادوات الحدائق اخبرها بلطف.
_واثقة من ذلك".ابتسمت له ، ولكن هذه الأشياء خاصة...لقد اهدتني أمي إياها عندما انتقلت إلى المنزل الجديد ، لقد اعتدت عليها..هيا الى العمل»
وكانت إيستر بارعة بحق في اعمال البساتين فخبرها الطويلة جعلتها خير سند له إلا أنه لم يكن بنفس مثابرتها، فبمجرد أن انتهى من زرع  آخر النباتات رمى المحول من يديه وقال:سأخذ حمامآ قبل ان نتناول العشاء تعالي انتي الأخرى .. هيا.
نظرت إستر إلى ساعتها: سوف انتهي من هذه الأشياء عندما تكون مستعدآ
ذهب باتريك إلى المنزل وهو يصفر لحناً جميلاً وانكبت إيستر على عملها واندمجت كثيراً ، فلقد مرت دقائق قليلة عندنا وجدته يحيط بكتفها ويقول :هيا عزيزتي إلى الداخل .
_دعني اعمل باقي الأعمال
_لن يكون هناك عمل قبل الغداء
فابتسمت له وسارت بصحب، فلم يكن هناك مجال للاعتراض فدخلا إلى المنزل سوياً.
_ياإلهي قالت إيستر وهي تنظر الى منضدة المطبخ....لقد صنعت السندويشات أيضاً كنت ساقوم بإعدادها
بدا باتريك الآن أفضل بكثير، لقد ارتدى سروالاً قصيراً يشبه ذلك الذي ترتديه إيستر، وتيشيرت ابيض نظيفاً،
_سأعطيك يا ايستر خمس دقائق لتغتسلي ثم تعالي وتناولي شراب....عصير البرتقال، أو ماء ..؟».
_ماء من فضلك قالت مداعبة بعد ليلة أمس سأكف عن تناول الفاكهة
خلعت حذائها ، وركضت إلى الطابق العلوي لتغتسل حيث الحمام ، احست بتحسن كبير من ليلة الأمس، وأسرعت إلى أسفل عارية القدمين كانت تشعر وكانها بمنزلها ، لقد بدأت تستسلم لذلك الشعور.
تناولا بعض ساندوتشات الجبن بالخيار ، ولكن إيستر هزت راسها رفضاً عندما أشار باتريك إلى كعكة الفواكه.
_لن تستطيع مواصلة العمل إذا تناولت الكعكة حذرته...سوف نتناولها على العشاء
_هل انت دائمآ مثالية؟
_أحاول أن أكون، فانا قاضية هل تذكر..
_ولكنك ذات قوام جميل !
ابتسمت إيستر لمغازلته ، ونهضت لإعداد الشاى " هل تسمح لى بإعداد الشاي؟
_تصرفي وكأنك بمنزلك يا إيستر افعلي ما تشائين
انحنى باتريك للخلف وهو يراقبها أثناء إعداد الشاى ،
_ لقد وعدتني أن تخبرني من مسز لاتيمر ذكرته إيستر.
لن يمكننا العودة إلى العمل إلا بعد هضم الطعام احكي لي إذن.
اعتدل باتريك في جلسته واسند مرفقيه.
_هل تصدقين أن مسز ويلف هي ابنة أخت مسز ليلي ديكن مديرة منزل مسز لاتيمر منذ منتصف الثالث وحتى وفاتها عام 1980
_حقا واتسعت عينا ايستر دهشة وأين هي الآن؟
_تعيش بخير وبصحة جيدة في إحدى دور المسنين في ايفكوت
_انا اعرف المكان ، قالت إيستر بحماسة كم عمرها الآن
_حوالي سبعين ولكنها متألقه كما تقول مسز ويلف ستكون سعيدة جداً لتحدثنا عن مسز لاتيمر في أي وقت نرغب
_إنه أنت من يجب التحدث إليها ، قالت إيستر بنعومة.انه منزلك.
_سوف أحدثها. بمفردي للمرة الأولى فقط ، اخذ باتريك الراديو الصغير ليستمعا تلى أحد الحفلات الموسيقيه وهما يعملان بالحديقة، وعندما انتهت الحفلة قال: هذا يكفي يا إيستر انه يوم اجازتك وانت متعبه من الامس ، لقد نسيت هذا الأمر.
_أنا سعيدة ، قالت وهي تمسح وجهها هذا هو باتريك هازرد يبدو دائمآ في احسن حال
_اشكرك على مجهوداتك الكبيرة معي ، لقد كنا فريقاً متجانساً
جمع ادواتها في حقيبة الأدوات ثم قادها إلى المنزل
_اصعدي وخذي حماماً ، وبعد ذلك يمكننا تناول العشاء هنا في الحديقة ، فمن المحزن أن ندخل فى هذا الجو الجميا
_حسناً لن اغيب طويلاً ركضت إيستر الى اعلى وأخذت حماماً دافئاً ، اخذت إيستر تجفيف شعرها بتمرير اصابعها به لبضع مرات ثم تركته ينسدل على كتفيها في جاذبية ثم لفت جسدها بمنشفة كبيرة ثم ذهبت إلى حجرة باتريك لترتدي ملابسها ، ثم وضعت بعضا المساحيق الخفيفة على وجهها .. ثم جمعت
ملابسها المتسخة ووضعتها في حقيبتها ثم نزلت بسرعة إلى باتريك الذى كان يطالع الجريدة اليومية: دورك قالت بحماس.
_أنت مسرعة .
_لن أجعل الشمس تفوتني ، أكدت له "سوف اعد الشاي حتى تنزل
عندما عاد باتريك كانت إيستر قد أعدت الشاي واخذت الجريدة وبعض المجلات إلى الحديقة، وهي تضع نظاراتها تقرا كتاباً.
تناولا الشاي وأكلا مما تبقى من الكعكة  ، وانهمك باتريك في قراءة احد المقالات ، وانهمكت إيستر في مطالعة المجلات.
_إنه يوم رائع قال برضاً تام ثم جلس بجانبها.
_حقيقي ، فالجو جميل جداً، وافقته فأيام إجازتي عادة ما تكون حارة
_لم أكن اشير للجو ، قال وهو يمسك بيدها هوى قلب إيستر بين قدميها
فشغلت نفسها بمطالعة الحديقة ، فقالت له بمحاولة للتخلص من توترها: ستكون الحديقة جميلة بعد أن تثمر النباتات ، ولكن ألا يعطلك ذلك من العمل بالرواية.
_لا ، أنا معتاد على العمل خمسة أيام في الأسبوع، فقط ولكن إذا رغبت في العمل في اي وقت، فانا أعمل، ثم أحاطها بذراعية وهو يقترب منها اكثر.
_ولكن لأصدقك القول فأنا افضل قضاء أيام الآحاد كلها معك.










حملة حب _ مكتوبة_كاترين جونزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن