ابتسم بلباقة للشاب أمامه بينما يستلم الكتاب منه ، شفاهه الممتلئة تستمر بالتحرك بما أنه يخبره شيئا ، عدل نظاراته و هو ينظر للمجلد أمامه أظن أنه يسجل إعادة الكتاب المستعار ..
غادر الشاب و وقف هو يجول بنظره من وراء المنضدة حول المكان ، تباا لقد كاد يكشفني !
دفنت رأسي في الكتاب بين يدي و الذي لم أستوعب و لا حرفا منه ، الكتب لم تستهويني يوما و لا فكرة لدي ما الذي أفعله هنا بين مجموعة المثقفين هذه .. أنا فقط .. آتي لأجله ..
أتذكر ذلك اليوم الذي أصبح بمثابة ذكرى مقدسة أتذكرها آلاف المرات باليوم ، حين طلبت مني صديقتي مرافقتها للمكتبة لتعيد كتابا اقترضته ، تذمرت منها و رفضت بداية مرافقتها ، لكن بعد بكائها المزيف رافقتها ..
أذكر حين وقفنا أمام تلك المنضدة الواسعة ، تنهدت بضجر أحملق بالجالسين بصمت رهيب هنا و هناك ، استدار الشاب الأسمر ذي الابتسامة الساحرة إلينا ليجعل فاهي يفتح عن آخره ..
- نعم .. أي خدمة ؟
لقد كان سؤالا بسيطا لكنه بدى لي و كأنه لحن أغنية صيفية هادئة ، انجذبت إليه و كأنه ألقى علي نوعا من السحر الجميل ..
وجدت نفسي في اليوم التالي أركع لصديقتي أطلب منها العودة للمكتبة لتقترض كتابا آخر ، بعد أن خلصت قدمها من يداي بصعوبة أخبرتني أن أذهب و أتظاهر بقراءة كتاب ما فحسب ، و هذا ما أقوم به منذ شهران ..
حدقت بالكتاب أمامي بملل و مددت شفتاي أفكر ، فقط لو قرأت كل تلك الكتب التي كنت أحملها لساعات لارتقى تفكيري و توقفت عن التجسس على شاب لا أعرف عنه شيئا ..
عدت لمراقبة "أمير المكتبة" كما سميته بما أني لا أعلم اسمه محاولة إخفاء ابتسامتي كلما ابتسم ، تقدمت نحوه مجموعة فتيات ليضعن بعض الكتب أمامه ، كانت إحداهن تستمر في الضحك على كل ما يقوله بينما تضع يدها على فمها ، فقط لو بإمكاني اقتلاع أسنانها البيضاء تلك واحدة واحدة و أصنع منها عقدا أزين به رقبتي !
شددت يدي على القلم بينما أراها تميل بجسدها المنحوت و تعيد خصلات شعرها خلف أذنها .. لما بحق الله تسدله إذا كانت ستستمر في إعادته خلف أذنها كل جزء من الثانية ؟ ! ألا تملك مقبض شعر ببيتها ؟ فقط لو أخبرتني كنت لأحلقه لها كاملا كي تشعر بالراحة !
أخرجني تكسر القلم بين أصابعي من السيناريوهات الدموية التي أرسمها بمخيلتي ، نظر أحدهم إلي بغرابة ، ابتسمت بخجل ثم انكمشت على كتابي ، عدت للواقع كي أشعر بالخوف من أفكاري ، طأطأت رأسي و ألقت تنهيدة طويلة ، بالنظر إلي ، أنا لست جميلة مثلهن ، و لا ذكية و مثقفة مثلهن ، كيف سيعجب بي بينما لا أستطيع إكمال قراءة صفحة من كتاب دون أن أغط في النوم ؟ !

أنت تقرأ
OneShot - أمير المكتبة
Fanfictionوان شوت بطله ليدرنا الذكي السكشي اللطيف الجميل أبو غمازات تجنن إلخ إلخ .. كينغ نامجون 💜💜