ذكريات ..

8 2 1
                                    

الآن أنا جالس في المقهى ،، على كرسي عمره خمسون سنة و ألف دمعة !
هذا الكرسي جلست عليه زوجتي و هي في سن الخمسين ..
أذكر ذلك جيدا فأنا معتاد أن أتذكر كل ما يتعلق بزوجتي ❤
و كيف لا أذكر ؟ و هي الروح و القلب و أغلى ما يمكن للإنسان امتلاكه ^^
كانت عادتي كل أسبوع أن أزور ذلك المقهى مع زوجتي و تجلس هي على هذا الكرسي و أنا أجلس على الكرسي المقابل !
لا أعلم ما السبب الذي جعلنا نقوم بهذه العادة لكن أعتقد أننا فعلنا ذلك كي لا ننسى أننا كنا نخشى الجلوس في مقهى قبل الزواج أما بعد الزواج فلنا الحرية التامة في فعل ذلك دون خشية أي شيء ..
و الآن أصبحت عادتي أن أزور هذا المقهى وحيدا و أجلس على كرسي زوجتي السابق و تجلس ذكرياتنا و آلامي على الكرسي المقابل ")
.. رحلت زوجتي فصرت أفعل ما تفعله لأقنع نفسي أنها لم ترحل ❤
هي حتما لم ترحل ،، من قلبي على الأقل !
هي تخاف من النسيان .. تزعجها فكرة أن تَنسى أو تُنسى ،،
لذلك أردت أن أحترم رأيها حتى بعد موتها !
فقررت أن لا أنساها و أجعلها هي كذلك لا تنسى نفسها ❤
قررت أن أكمل دورها في حياتي عوضا عنها لأنها هي التي تكمّلني '))
.. أخذت جريدة و قرأت ما كُتب عن الأبراج فلقد كانت تحب أن تقرأ حظها كل يوم أما أنا .. دعكم مني فالمهم أن أفعل ما تحبه هي ❤
تذكرت حينها آخر يوم جمعني بها في هذا المقهى ،، قالت لي يومها و هي تقرأ حظ برجها أنها ستحبني حتى بعد أن تموت و يصبح جسدها عظاما لا تتحرك !
يومها قلت لها أن تكف عن هذا الكلام لأن فكرة موتها تخيفني ..
لا أعلم ماذا جرى بعدها ! كل ما أتذكره أن قبل يوم من موعدنا الأسبوعي مع هذا المقهى وجدت حبيبتي في الصباح جثة هامدة ")
يومها شعرت بالندم لأني لم أعبر لها عن حبي قبل أن ترحل ❤
أردت أن ترحل و هي سعيدة على الأقل فربما رحلت يومها حزينة لأنها لن تقابلني في المقهى غدا !
وفاتها جعلتني أفقد جزءا من نفسي و كل قلبي')
" إستودعتك قلبي يا حبيبتي فلا تنسي أن تعتني به كما كنت تفعلين  " قلت في نفسي و أنا أذرف دمعتي المائة و التسعين !
أ كانت تشعر بقرب رحيلها ؟ أ كانت تريد أن ترى خوفي من موتها حينما أخبرتني أنها ستحبني حتى بعده ؟ أم أن الصدفة هي التي فعلت ذلك ؟
..عدت إلى واقعي على صوت النادل و هو يسألني عن طلبي!
أخبرته أني أريد قهوة دون سكر ..
حقيقة أنا لا أحب القهوة و خاصة دون سكر لكن زوجتي كانت تحبها هكذا فلقد كانت تقول دائما أن "شرب القهوة دون سكر يجعلنا نحس بقيمة السكر لأننا لا نشعر بقيمة الشي إلا حين نفقده"!
كنت لا أوافقها الرأي كثيرا لأني كنت أشعر بقيمتها حتى و هي موجودة لكني اليوم صرت أؤمن بكلامها لأن قيمتها زادت عن العادة بالنسبة لي حين رحلت و تركت لي سوى الذكريات!
.. أتاني النادل بطلبي فشربت قليلا منه و قلت : هكذا هي حياتي بدون حبيبتي و ليتها تعلم.❤
#بقلمي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 22, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ذكريات ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن