في مكانٍ ما هُناك حيثُ يقع قصرٌ كبير لعائلة ملكية ، يبدو القصر هادئاً جداً من الخارج لدرجة أنهُ إن رءآهُ شخصاً ما سيظُن أنهُ قصرٌ مجهول ، هكذا تبدو العائلة الملكية فـهم حريصون جداً ، حسناً لنتعرف عليهم من الداخل ، يبدو أنهُ لا يُوجد الكثير من الأطفال فالبطبع جميعُنا نعلم أنهُ يجب أن يكون هُناك طفلٌ واحدٌ فقط ليرث هذه الأملاك جميعُها ويُصبح المالك ، لكن في هذه العائلة في الواقع الوريث ليس فتى إنما فتاة ، هذه الفتاة تلبغُ مِن عُمرها سبع سنوات فقط ، دائماً ما تبدو وحيدة بالرُغم من وجود الكثير من الأطفال بِمدرستها لكنها كانت تُفضل العُزلة وتجنب الأخرين...
-
في يومٍ ما داخل القصر ، تحديداً الصالة الكُبرى
السيدة ميشيل -بِصوتٍ عالي-: كم مرة علي أن أُخبرك بأن لا تفعلي هذا!!! هل أنتي حمقاء لهذهِ الدرجة؟ يا الهي سوف تُصيبيني بالجنون لقد كبرتي ويجب عليكِ التعلم لِتُصبحي وريثة هذه العائله وتُحافظي على سُمعتها اللتي دامت 21عاماً! فقط توقفي عن كونكِ غبية وطفولية هكذا!
-تنظر الفتاة للأرض مُغمضه عينيها وتتمنى بأن تتوقف هذهِ المُزعجة عن الكلام وتذهب-
نظرت لها السيدة ميشيل بغضبٍ مكبوح أصدرت صوت تنهيدة ثُم قالت: هذه ستكون أخر مرة أُنبهكِ فيها في المرة المُقبلة إن أخطأتي سوف أُعاقِبُكِ وأحبِسُكِ في القبو هل هذا مفهوم؟. أنهت كلامها وصعدت لِمكتبها.
رفعت الفتاة رأسها لِتنظر إلى هذا القصر الكبير الفارغ بدون تعابير ، هي فقط تمنت لو أنها فتاة عادية تستطع فعل كُل ماتُريد بِدون قيود أغمضت عيناها وبدأت تسقُط الدموع ، لقد كانت أول مرة تبكي فيها هي حقاً لم تعد تستطيع تحمل هذا..
-
في الساعة العاشرة مساءً خرجت الفتاة إلى فناء القصر مع أدوات رسمها و جهاز المُوسيقى الخاص بها ، لقد إعتادت الخروج في هذا الوقت دائماً لِترسم فهذا المكان الوحيد اللذي لا يذهب إليه أحد ، إنهُ يُعتبر مساحتُها الخاصة وعالمُها اللذي تستطيع الهروب إليه دائماً لتهرُب من الواقع ، لكن في هذه المرة لم تكن لِوحدها ، عندما خرجت وجدت فتى يبدو في نفسِ عُمرها كانت المرة الأولى اللتي تراهُ بِها في هذا المكان كان يفصل بينهُما سِوار الفناء فقط.
تقدمت الفتاة نحو السِوار وتمسكت به نظرت للفتى بإستغراب ثم قالت: مرحباً هذهٍ المرة الأولى اللتي أراك بها هُنا ، هل أنت جديد في المنطقه؟
نظر لها الفتى قليلاً ثم أجاب: نعم لماذا؟
...: لِما تجلس وحيداً هُنا؟ هل لديك أشقاء؟
...: أُفضل الجلوس وحدي دائماً ، لا أنا وحيد وأنتي؟
...: أنا أيضاً -إبتسمت- ماهو إسمك؟
...: جاك ، أنتي؟
...: تشرفتُ بِمعرفتك جاك ، أنا إيميلي يُمكنك مناداتي ب إيم
جاك: حسناً إيم -نظر لأدوات الرسم- هل ترسمين هُنا دائماً؟
إيم: نعم إنهُ مكاني المُفضل للرسم ، يستطيع إلهامي
جاك: هل أستطيع رؤية رسمك؟
إيم: في الواقع لا أُحب أن يرى أحد رسمي ، لكن أعتقد أنني سأُريك في يومٍ ما
جاك: حسناً -نظر لساعته ثم وقف- يجب علي الذهاب الأن فـوالدي سيُبوخني إن لم يجدني في المنزل
إيم: ما رأيُك أن نلتقي غداً في تما الساعة العاشرة لِنلعب سوياً؟
جاك: حسناً موافق غداً في الساعة العاشرة ، لن أنسى
إيم-بإبتسامة-: حسناً وداعاً
جاك: إلى اللقاء
-
ذهبت إيميلي إلى غُرفتها وهي تُفكر ، لقد شعرت بأن جاك كان حزيناً و وحيد تماماً مثلها لذا هي قررت بأن تُصبح صديقته ، أغمضت عيناها وغطّت في نومٍ عميق...