تراتيل الشياطين

part : 1

ملاحظة : شغلوا الموسيقى و اقروا الرواية

قالوا ان والدتي سيئة و تؤذي الناس لذلك هم اعدموها و كانوا سعداء للغاية لهذا جميعهم هتفوا بسعادة لحظة مغادرتها هذا العالم

لكن والدتي لم تكن سيئة على العكس كانت لطيفة للغاية .. اخبرتهم بهذا لكن لا احد صدقني .. هم ضربوني و نعتوني بالكثير من الالفاظ السيئة التي منعتني امي من استخدامها قائلة انها تؤذي مشاعر الناس و هذا امر سيء

منذ ذلك الوقت و كل سكان القرية يؤذونا انا و ابي حتى اننا لم نعد نجد طعاما نأكله .. خاصة بعد ان احرقوا بستاننا و قتلوا دجاجات امي التي كانت تحبها للغاية .. بكيت حينما رأيت اجسادهن المهشمة

ذات يوم خرج ابي بحثا عن الطعام .. ما زلتُ اذكر وجهه يومها .. شاحباً للغاية كل موتى و عظامه بارزه و لحيتهُ كثيفةٌ مغبره .. يومها حضنني و اخبرني انهُ يحبني و يحب امي كثيراً و ان امي كانت مستعده لفعل أي شيء مهما كان لحمايتي .. قبلني على جبتهي و غادر قائلاً انهُ سيعود بسرعة لكن مضى عشرة اعوام و لم يعد ابي .. اتساءل مالذي حل به ؟؟ .. حتى ذلك القط الذي كنت اراه اينما اذهب غادر معهم ..

" زاهاك انهُ وقت التدريب " .. صوت العجوز الآمر تسلل الى اذني و ما كان مني الا ان البي امره

ها نحن ذا كالعادة وسط ساحة كبيرة محاطة بالجدران الحجرية من كل جانب و في كل زاوية تجد تماثل امرأة و كل امرأة فقدت احدى اطرافها و احداهن كاملة الاطراف فاقدت الرأس .. جدران الساحة الحجرية القديمة بمجرد ان تأخذ نظره عليها ستعرف انها بنيت منذ وقت طويل .. طويل للغاية ..

" هيا ابدأ " امرني العجوز المتكئ على الجدار امامي .. تفصل بيننا مساحة كبيرة بحكم كبر الساحة و انا اقف بمنتصفها .. حدقت بالاناء امامي المملوء بالثعابين الميتة .. اخذت خطوة و مع الخطوة جرحت راحة يدي بالخنجر الذي اعطي لي قبل عشرة سنوات .. سامح لدمائي ان تنزل على جثث الثعابين بينما ارتل بتعابير باردة ما تم تلقيني اياه بحذافيره .. مضت الدقائق و ما زلت ارتل حتى خفت صوتي و تسلل الملل الى بواطني رغم اني اعلم ان الصبر من شيمنا حتى نبلغ ما نريده .. ثواني مرت و اذا بي ارى الثعابين بدت تضج بها الحياة او هذا ما خيل لي !! .. لكن ابتسامة ماردوش اخبرتني انها حقيقة .. ضجت الثعابين بحركاتها محاولة الخروج من الاناء و بالفعل نجحت و ها هي ذي تحوم حولي بينما انا ارتل و ارتل بعد طول انتظار و العديد من المحاولات ها قد استجاب لي اخيرا لكن يبدو انني كنت مخطئ فاجساد الثعابين باتت رمادا اخذته الريح و من شدت غضبي ركلت الاناء .. " اللعنة عليه ماذا يريد حتى يستجيب لي " .. " اهدأ يا ولد " .. صرخ بي ماردوش بينما يتقدم لي ماسحا على رأسي .. ليس من عاداتي الغضب لكن المحاولة التاسع و الاربعون و لا شيء !!

ادعى نينوس و انا من اولئك الذين ولدوا ليكونوا ملوكا ليس غرورا مني لكنها الحقيقة .. و من يعرفني و يعرف تاريخي الطويل رغم صغر سني سيشهد لي بذلك ..

" سيما تعال الى هنا " ناديت اسدي الصخم ليأتي مهرولا و ينام بجانب عرشي كعادته ..

انا الان في القاعة حيث اجتمع بقادة الجيش و كل من له شأن تحت امري و ها هم امامي منقسمين الى سماطين .. محنين رؤوسهم ينتظرون امري ليرفعوها .. الحقيقة انني احب تركهم هكذا كلما جاؤوا لمقابلتي .. فالالم الذي سيجتاح ظهورهم سيذكرهم دائما انهم خلقوا ليكونوا عبيد نينوس العظيم ..

" ارفعوا رؤوسكم " .. اعطيتهم هذا الامر بعد وقت طويل من الانحناء لي استغليته بارتشاف هذا المشروب اللذيذ الذي جاء هدية لي من اقاصي الارض ..

تقدم أونس ليقف وسط السماطين .. خادم ابي المطيع و خادمي .. " جلالتك العظيم لقد وصلتنا انباء استسلام مملكة النور .. مبارك جلالتك نصرك العظيم " هتف أونس باخر جملته ليردد من بعده الحاضرون بينما ابتسامة شقت وجهي .. مملكة النور بأسوارها الشاهقة التي لم يستطع أي احد احتلالها على مدى تاريخها الطويل و ها هي ذي تركع تحت قدمي كما يجب للعالم كله ان يفعل فانا نينوس العظيم ولدت لأحكم هذا العالم ..

حل المساء و ها انا ذا في كرسيي ذو القوائم الذهبية اقرأ التقارير التي جاءت من كل حدب و صوب في ارجاء مملكتي كعادتي في هذا الوقت من كل اسبوع في غرفتي الخاصة .. الغرفة التي لا يدخلها احد غيري لا خدم لا حرس لا شيء عداي انا نينوس ..

بعد عدة ساعات من القراءة انهيت كل التقارير التي احضروها لي لأسند رأسي على طاولتي المرصعة بالزمرد التي حملت كل التقارير ..

اغمضت عيناي بينما كلمات أونس تتدفق الى مسامعي " سيرسل لك ملك مملكة النور ابنته تعبيرا عن طاعته المطلقة لك " .. يا له من احمق من يرسل امرأة !! كان يمكنه ان يرسل اشياءا اكثر روعة .. مثلا اثار من التاريخ الضائع فكما علمت ان لديهم الكثير منها .. سأخبر اونس ان يجلبها لي كلها ..

...........

سيتم نشر الفصل التالي من توصل المشاهدات ٥٠

رايكم ؟

زاهاك لو نينوس جذبكم اكثر ؟

فقرة حبيتوها ؟؟

توقعاتكم ؟؟

لايك + كومنت ❤️