part : 2

93 15 113
                                    


بحكم كوني اميرة و وحيدة والدي فقد اعتدت على الترحال و مقابلة الغرباء يعد من  الامور الاعتيادية لدي لكن هذا الغريب الذي يبدو كأله من الهة الجمال يجعل شيئا في داخلي ينتفض مطالبا اياي الهرب بعيداً .. بعيداً حيث لن اراه مجددا و لكن هذا مستحيل بحكم كونه ابن عم نينوس و وريث العائلة التي اينما ذهبت و في أي ارض وطئتها قدم بشر ستسمع اسمهم .. عائلة كوش .. و حظي السيء جعلني التقي بابنهم هازارد بينما احاول التسلل من غرفتي الي منعت من خروجها حتى يعود الامبراطور ..

" في أي دنيا انتي الان شميرام ؟؟ "

.. صوته اللعوب جعل جميع حواسي تستيقظ و تذكرني انه ليس وقت الشرود .. " الا يمكن لسيد هازارد ان يعذر الاميرة التي خرجت من الحرب لتوها " .. ازدادت ابتسامته بينما عيناه الصفراوتان معلقتان بسواد عيناي بنظرة جعلتني ابتلع ريقي .. " و لأنها خرجت من الحرب لتوها احب هازارد ان يهديها هذا العقد .. فمحبوبة الحمام تستحقه بلا منازع " .. نطق بنبرة لعوب بينما يخرج من جيبه قلادة على شكل حمامة مرصعة بالجواهر .. خطفت انفاسي من شدة جمالها ..

" أتسمحين ؟؟ "

قال هازارد بينما يأخذ خطوة الي و عيناه لا تترك عيناي .. "  يمكنني ارتداءها بنفسي " قلت بينما أخذت خطوة مبتعدة عنه .. ألا يمكنه ان يكف عن الابتسام فهو يوترني حقا ..
" انا ارفض محبوبة الحمام فرجل مثلي لن يفوت شرفاً كهذا "
.. لننهي هذا بسرعة و اهرب من هنا ..

ابعدت خصلات شعري السوداء تاركة اياها تنساب على صدري وصولا الى وركي .. بينما اتجه هو ليقف خلفي و يلبسني القلادة .. انتفضت بمجرد ان احسست باصابعه تلامس عنقي !! .. " أشكرك سيد هازارد " قلتها لأهرب مسرعة انا حقا لا اريد رؤية هذا الرجل مجددا فكيف يجرأ على فعل هذا !!؟ ثم كيف عرف معنى اسمي ؟؟ ..

..........................................

أنانا ملعونة في الارض و ملعونة في السماء هذا ما اخبرتني به ساحرة قبل عشر سنوات .. لم افهم وقتها معنى حديثها و تناسيت الامر ..

" لقد وصلنا "

صوت الرجل العجوز صدح بأذني لأترجل من العربة الخشبية بصعوبة خوفاً من ايذاء طفلتي لكن الرجل العجوز كان حنوناً و ساعدني ..

" يجب ان تحذري فالحمل الوحيد فريسة مغرية "

نطق جملته بينما يصعد العربة تاركا اياي وسط الطريق لوحدي .. حينما كنت صغيرة كنت اؤمن ان كل ما يقوله العجائز ترهات لا معنى لها لكن و لأن تلك الطفلة لم يعد لها وجود بل حل محلها مسخٌ مشوهٌ بوجه جميل و قوام مثير .. بت اعلم ان ما قاله العجوز و الساحرة من قبله حقيقة لا تشوبها شائبة لكن لا تقلق ايها العجوز فهذا الحمل عاشر الضباع حتى اصبح واحدا منها و اصبح يعرف كيف تفكر ..

" عشتار ماما ستفعل المستحيل لحمايتك "

همست بها لطفلتي بينما اشد على حضني لها اكثر .. اخذتني قدماي الى ذلك البناء الضخم  ذو الاربعة ابواب التي تبين الاتجاهات الاربعة و امام كل باب تمثالان حجريان احدهما لمرأة و الاخر لرجل .. تقدمت بخطوات بطيئة و عيناي تتجولان على جدران المعبد العتيق التي تبدو كعجوز رغم سطوة الدهر احتفظت بحمالها ..

حل المساء و ها انا ذا مع صغيرتي في احدى غرف المعبد الخاصة بخدمه .. غرفة بسيطة للغاية لكنها و بكل تأكيد افضل من المبيت في العراء .. صوت فتح الباب الخشبي المهترء جذبني اليه و ها هي ذي العجوز التي تبدو بعقدها السادس تدخل من خلاله بينما تحمل في يدها اناء احتوى عدة ارغفة .. وضعته امامي و ابتسامة دافئة ارتسمت على محياها بينما تقول " اسكتي جوعك حتى تستطيعي ارضاع طفلتك عزيزتي اوداج " ابتسامة تلاها شكر  ثم بدأت بالاكل ..

حينما انتهيت نطقت العجوز بينما نظرها معلق على اثار الحروق التي تملئ احدى يدي و صولا لأصابعي ..
" احكي لي قصتك يا عزيزتي اذا كان الامر لا يزعجك " ..

وضعت كلتا يدي في حجري و بقيت احدق بهن لثواني معدودة .. " لقد كان لدي زوجٌ محب و منزلٌ دافئ لكن كل ذلك تهاوى بعد ان اخذت الحرب زوجي و النار منزلي " سحبت نفسا عميقا لأكمل بينما احبس دموعي " لم اعرف اين اذهب و الى من التجئ و كيف اطعم رضيعتي فلا احد لدي بعد زوجي.. و " .. " لا تكملي فقط انسي الامر .. حسنا ؟ " همست العجوز  بحنية بينما تأخذ يدي المحترقة بين يديها المجعدتان البيضاوتان .. " يمكنك البقاء هنا بقدر ما تريدين و الحقيقة ان لا احد يزور المعبد منذ وقت طويل الا نادرا بسبب الحرب " .. سالت الدموع على خدي بينما احتضنتها و بكيت على صدرها بحرقة و انا اشكرها .. يبدو انني ممثلة بارعة .

...................

سلام ❤️

شلونكم ؟؟

رايكم بالفصل ؟؟

انتقاداتكم ؟؟

شغلات ما فهمتوها تحتاج توضيح ؟؟

شميرام لو انانا ؟؟

اعرف البارت قصير بس لان تعريف بالشخصيات الجديدة و بداية قصتهم

لايك + كومنت

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 30, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تراتيل الشياطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن