أتعلمون لماذا هذا العسكري مع هذا الطفل الصغير..
كانت قافلة الجيش الوطني مارة على إحدى القرى إذا بولد صغير يأتي مسرعا يعترض درب الساءق واقفا أمام الشاحنة العسكرية فنزل إليه هذا العسكري فضمه الطفل الصغير وهو يقول أخبر أبي أن يعود إلينا وقل له أني إشتقت إليك كثيرااااااا ولا أريد الدراجة مقابل ذهابك إلى الجيش والإبتعاد عني ...
ضمه العسكري بقوة لصدره ولم يتمالك نفسه لما سمعه من طفل صغير لا يتجاوز الرابعة من عمره ولم يشعر إلا والدموع تنهمر على وجنتيه..
بعد برهة من الزمن أخذ العسكري نفسا عميقا ثم قال له: نعم سأخبره لكن الآن هيا بنا نعود للبيت فدلني على مسكنك ..
وصلا إلى بيت ذاك الصغير فإذا يرى جدته أمام البيت تحمل مكنسة يصرخ الطفل مناديا جدتي ..جدتي..انظري من قدم معي هو صديق لأبي وسيخبره أني إشتقت له وسيعود إلينا ..
عندما سمعت الجدة كلام صغيرها شعرت بتعب وقدماها أصبحا لا يقويان على حملها فجلست في مكانها والدموع تنهمر وهي تتمتم ولدي..حبيبي.. فلذة كبدي.. روحي.. صغيري رحلت وتركتني أتألم ..رحلت عني وتركتني أحتسي وأتجرع لوعة فراقك ..
هنا علم أن أب ذاك الصغير قد إستشهد وهو حاملا سلاحه دفاعا على هذا الوطن الجريح ولم يخبره أهله بذلك ..
فأين أنت أيها الإنسان الذي تقول للجيش راك خالص عليها والله بدون تعليق لقد أبكاني حال الطفل الصغير والذي لا يحس بهذا الطفل إلا ذلك الذي يحمل بين أضلعه صخرة ...