نادر وسيدرا

20.4K 651 85
                                    

أشعر وكأن العالم بين يدي عند قربك.... ولكن لن اكون ضعيفة بعد الان امامك... سأكون بنفس قوتك... بنفس هذه الثقه التي تحدثني بها..سأتحدى كبريائك وكأنه ليس إلا عائق لحبنا..سأسير بسلاحي الذي اخذته منك عنوة..ثم اجعلك تتلوي من وجعه..لن اجعلك تموت ولكن سأجعلك تعلم انني لست ضعيفة... ايها النادر.
بعد عودته من الخارج دخل القصر بخطواته البطيئة وهو يحل ربطة عنقه ويجلس علي المقعد الذي يوجد امام القبو الذي تجلس فيه سيدرا وخلع سترت بذلته ووضع قدم علي الاخرى وأمر أحد من رجاله أن يحل قيد سيدرا ويحضرها
له ... وبالفعل خرجت سيدرا من القبو بعد حل قيدها بملابسها الغير نظيفة بفعل الأشياء الكريهة التي كانت بداخل هذا القبو... فنظرت له وهو مازال مكانه ويبتسم بسخرية ويضع قدمه علي الاخرى و ينظر لها ويقول وعينيه تتأمل ملابسها المتسخة: لنرى متي ينتهي هذا التحدي ؟
نظرت له بقوة وقالت وهي ترفع رأسها عالياً : ماذا تريد؟
يبتسم نادر وهو يحرك رأسه جانباً علي شخصيتها الجديده عليه : سأحب ان يكون اليوم يوماً اسطورياً.
سيدرا وهي تنظر له بتحدي : بعده سأتحرر منك.
نادر وهو ينهض ويسير بخطوات بسيطة اتجاها ويتلمس خدها بابتسامته الساخرة فتبعد وجهها عن يده : سنعقد اتفاق.... تحدي صغير لنتسلى قليلاً.
سيدرا وهي الاخرى تبتسم بسخرية وتحدي : ستخسر امامي.
نادر وهو يفتح زراعيه : حسناً..... لتعرفي التحدي أولاً.
سيدرا وهي تبعد عينيها عنه التي لم يستطيع ان يقرأ فيها أي شيء غير التحدي : لا اثق ان ادخل معك تحدي... فأنت من الممكن ان تتلاعب بأي شيء.
نادر بإبتسامة خبيثة : هل هذا يعني انك خائفة؟
سيدرا وهي تضع يديها الاثنين علي خصرها المنحوت.. حركة جعلت قلبه يرفرف رغماً عنه :لست كذلك.... سأتحداك ايها النادر.
النادر الذي لا تعرف انه سعيداً جداً بداخله : حسناً... سأتحداكِ انني سأجعلك تتوسلين ان تظلي بجانبي للأبد... وعندما افوز ستفعلي كل ما أريده او اطلبه منك بكل قبول وسعادة.
سيدرا بسخرية : وانا اتحداك أن يحدث ذلك... فذلك في أحلامك فقط...وإذا فوزت وهذا بالتأكيد ما سيحدث ستتركني افعل ما أريد وتجعلني اذهب لعائلتي دون رؤيتك مرة اخرى.
نادر وهو يكشر ما بين حاجيبه بعبس : للأبد!
تألمت هي الاخرى من التفكير فقط في ذلك ولكنها قالت بقوة : أجل.
صمت نادر قليلاً ثم قال وهو يبتعد عنها ويسير للاعلى : حسناً ولكن قبل بدأ التحدي اتمني منكِ تبديل ملابسك هذه.
نظرت سيدرا لملابسها بتقزز ثم ذهبت خلفه الي غرفتها
لتبديلها......
بعد استحمام طويل دافئ لاحظت سيدرا انها لم تأخذ اي ملابس معاها الي الداخل... فبحثت عن اي شيء تخرج به فلم تجد أيضاً المنشفة فتعجبت... والاعجب لها إنها وجدت فقط بعض ملابس نادر الباقية في حمامها... ففتحت فمها بصدمة لتفكيرها بأنه قام بالاستحمام هنا فتحولت ملامحها للغضب.... وفي النهاية لم تجد غير ملابسه فقامت بإرتدائها ثم نظرت لنفسها في المراءه وهي تبتسم رغما عنها حيث كانت تشبه اللعبة الصغيرة بين ملابسه... ثم تلقائياً انزلت رأسها قليلاً لتستنشق رائحته العالقة بالملابس ثم قالت وهي تأنب نفسها : تريدي ان تبتعدي عنه بهذه الطريقة ايتها الغيبة! .. إذا ظليتي هكذا لن تبتعدي أبداً وسيفوز حرفياً... فمن رائحته فقط تفقدي صوابك!
ضربت رأسها بيدها ضربة خفيفة... ثم خرجت وهي مازالت تسب نفسها وأتجهت مسرعة للخزنة لتبدل هذه الملابس التي تعد خطر عليها... ولكن وقفت بتعجب وهي تجد خزنتها فارغة!... فأغلقت بقوة بغضب ثم خرجت وهي تصرخ وتتجه لغرفة نادر غير متذكرة بماذا ترتدي. : ايها البغيض!... اين ملابسي؟
فتحت باب غرفته دون انتظار رده.. فظهر وهو يقف امام الفراش  يرتدي بنطاله القماشي ونصفه العلوي عارياً ثم قال بخبث : ماذا هناك؟...يا جارية البغيض!
سيدرا وهي ترفع صابعها امامه بغضب : اين ملابسي؟!.. تكلم.
نادر وهو يرفع يديه الاثنين كمزاح وكأنها ترفع سلاح عليه وقال بتعابير مدهشة مصطنعة : هل ستقتليني الان؟
سيدرا وهي تقترب منه خطوة بعد اخرى وتضرب علي يديها ومازالت غاضبة : اين...... ملابسي.؟
كانت تضغط علي اسنانها بعد كل كلمه ومازالت تتحرك اتجاه ولكن توقفت عندما اصبحت ملتصقة به فسارت رعشة صغيرة في جميع اطرافها ثم نظرت له وهي تبلع ريقها بتوتر وصمت وهمت ان ترجع بجسدها إلا هو الذي كان مستمتعا بالوضع فلف يديه الاثنين حولها ليسيطر عليها ثم قال وهو يقرب وجه من وجهها بخبث والعصافير الصغيرة تتلاعب في معدة سيدرا : لم اكن اعرف ان ملابسي جميلة لهذه الدرجة!
في هذه اللحظه تذكرت بأنها ترتدي ملابسه فهمت ان تبرر ذلك بغضب مرة أخرى إلا هو جعلها تصرخ بسبب حركته المسرعة التي قام فيها بحملها وألتف بها بقوة فوقعت علي الفراش وهو فوقها.......
سيطر الصمت لحظات وهي تتنفس بقوة بسبب قربهم وهو يستمتع بإلتقاط انفاسها بفمه وكأنها تجعله يعيش.... ولم تسلم من عينيه التي كانت تتأمل وجهها وكأنها خريطة ليس لها نهاية... وكأنه اول مرة يراها... وهي فقط تحاول ان تبعد عينيها عنه لعدم ضعفها.... فمن اول ساعة من الاتفاق تهم ان تستسلم وتخبره انها تحبه وبقوة....
فقالت بعدم استيعاب: هل انا علي الفراش؟
نادر وهو يتصنع التفكير: اعتقد ذلك.
سيدرا ومازالت كما هي : وانت فوقي الان؟!
يهز نادر رأسه بأبتسامته الغريبة التي تخطف روحها... فتبلع ريقها بتوتر وتكمل : هذه غرفتك.. أليس كذلك ؟
نادر بسخرية لحالتها وهو يمرر اصابعه علي زراعها : أجل.
سيدرا وهي تضع يديها علي ذقنها تفكر : لماذا انا هنا يا تري؟
نادر وهو يمسك يديها التي تلعب بذقنها : الملابس ايتها الغبية.
سيدرا وهي تتذكر وتتحول بغضب : أجل.... ايها البغيض اين ملابسي؟
نادر وهو يمسك وجهها بيده الكبيرة وهو يقترب بحب مرعب: لسانك... يجب ان يتحسن قليلاً... أليس كذلك؟
سيدرا وهي تحاول ان تخفي خوفها من نبرة صوته : قل لي اين ملابسي؟
نادر وهو يحرك كتفيه بلا مبالاة : التحدي يجب ان يكون منصفاً.
سيدرا بعدم فهم : ما دخل هذا؟
نادر وهو يبتسم بخبث : هذه الملابس من مالي الخاص... ويجب في هذا التحدي الاعتماد علي نفسك فقط.
نظرت له بصدمة وقالت : ولكن هل سأظل هكذا؟
نظر لها نادر وملابسه تحتضنها وكم يحسدها علي ذلك : لا لن تبقي هكذا.....
شعرت براحة لكلامه ولكن تحولت لصدمة عندما أكمل قائلاً : فهذه من مالي أيضاً.
سيدرا بخوف وهي مازالت لا تستطيع الحركة بسبب ثقله عليها : ماذا تقصد؟!
نادر وهو ينظر لها بخبث ويبتسم ابتسامة لعوبة : أريدها الان.
قال جملته وهو يمد يده ليخلعها لها إلا هي اوقفته بصراخ وتوسل : لا... لا...ارجوك.
نادر وهو يقترب ويهمس لها في أذنيها فسارت رعشة اخرى في جسدها بسبب انفاسه الدافئة علي أذنيها : يبدو ان التحدي سهل.. فها انتي من البداية تتوسلين.
استغلت قربه الذي يعد شيء مضاد لحركته المقيدة لها فأستطاعت ان تبعده عنها بقوة ثم نهضت وقالت وهي تحاول ام تلمم اعصابها التي تبعثرت بسببه وتمسك بملابسه التي ترتديها : اترك هذه... وسأعطيك شيء مقابل لها.... اتفقنا؟
نظر لها نادر وهو مازال يبتسم : حسناً.. لنعرف ما هو المقابل أولاً؟!
سيدرا بتفكير : ماذا تريد؟
نادر وهو يغمز لها بعينيه ويبتسم : هل ستفعليه حقاً؟
سيدرا وهي تحاول ان تخفي غضبها : رغماً عني.
نادر وهو يقترب منها مسرعاً دون مقدمات... فيقوم بلصق خصرها الي جسده بيده وهو يقول بطريقة غريبة لم تفهم معناها حيث هذه المرة الاولى التي تراها : سيدرا!
قام بالنداء عليها بصوته الخفيف الذي به بحه جعلت كل دفعتها تنهار فظلت عينيها تتحرك هنا وهنا بتوتر وانفاسها تتسارع بقوة بسبب يده التي تحيط بخصرها بتملك غريب... وعينيه التي تقوم بأخذها الي عالم لم تكتشفه إلا علي يده هو فقط... اقترب أكثر منها وهو يتحرك بها ببطء وكأنه يرقص معاها ويهمس لها بإذنيها : أريد رقصة صغيرة... بمفردنا.
دون رد منها تحركت معه.. او بمعني اخر حركها هو معه.. كانت مستسلمة... تريد اكثر...رائحة عطره الذي يسحب انفاسها... ودفئ جسده الذي تتمني ألا تنحرم منه أبداً...
كل ذلك جعلها شخص اخر... ليست سيدرا القوية... او الثرثارة.. سيدرا الخجولة... سيدرا العاشقة دون ان تنكر ذلك... فأحبت النادر السيء دون اي مقدمات... عشقت حضنه... عطره... قسوته.. انفاسه... عينيه... كل قطعة من جسده تعشقها.... وكأنها ملك لها..
وضعت رأسها علي صدره العريض تستمع نبضات قلبه لترقص عليها معه... فها هي ترقص علي انغام اخرى غير انفاسها وضربات قلبها... اصبحت ترقص علي صوت انفاسه هو وصوت قلبه الذي تتمني ان يكون يتمناها كما تتمناه كالحمقاء.... أصبح حلمها شيء اخر... حلمها هذا القلب الذي لا يفهم ما هو الحب... لم يعد الرقص حلمها الاول... أصبح هو بكل الكلمه من معنى... لم تعد الأميرة الصامتة... اصبحت الاميرة الهائمة... اصبحت اخرى بسببه هو... تعلمت ما هو الحب الذي يسبه الكثير... تعلمت كيف تجعل قلبها ينبض... وذلك منه هو... نادرها.
يمتلك خصرها بين يده يثبت له ولها بأنها ملك له لا لأحد اخر..... يتحرك ببطء لا يريد ان تنتهي هذه الرقصة أبداً فرغم عدم وجود موسيقى إلا انه احب ان يجرب ما كانت تفعله قبلاً..وكيف كانت ترقص هكذا؟!.. شعر انه يحتاج ما كانت تفعله.. ليشعر انه يشاركها كل شيء حتي لو كان في الماضي فقط..سيجعل كل ذكرى لها ملك له بطريقة او بأخرى... تتذكره دائماً..ماضي.. حاضر.. مستقبل... يكون في
عقلها كما هي في عقله ولا تتركه...كما سيطرت علي نفسه الداخلية... كما اخذت كل ذكرياته الصغيرة والكبيرة...كما جعلت ماضيه حاضر دون ان يفهم كيف....!
بعد دقائق نظر لها لشعوره بأنفاسها المنتظة فرأي كم كانت ملاك البندق الخاص به نائمة... فأبتسم ابتسامته الصغيرة ثم قام بحملها ووضعها برفق علي الفراش الخاص به.... ثم نظر لها لحظه وهو يتأملها ثم طبع قبله صغيرة علي جبينها ونهض بعدها ليخرج لعمله....
_____________
يدخل إلي قفصها الصدري عطره الجميل.. فنهضت بتعجب ولكن فهمت عندما تذكرت بأنها ترتدي ملابسه.... وأيضاً علي فراشه.. وقفت مسرعة وهي تتفحص ملابسها براحة فقد ظنت انها ضعفت أمس.. فرغم انها لا تتذكر غير رقصهم إلا انها أيضاً تتذكر انها كانت في حالة ليست قوية أبداً بجانبه... تنهدت بأمل ألا تفعل ذلك مجدداً..... ثم أسرعت للخارج متجهه لغرفتها...... بعد لحظات سمعت هذا الصوت المألوف لها... فنهضت وتنظر من الباب للخارج... فرأت نادر وهو يمسك بخصر فتاة ويضحك معاها وهي تهمس له...
يبدو ان نادر يستعمل اتجاه اخر لتعترف سيدرا بحبه...فحاولت أن تهدأ من نفسها قليلاً وتدخل دون ان تتكلم معهم إلا هذه الفتاة اوقفتها بسبب حركتها حيث اقتربت من نادر بقوة تهم لتقبيله.... فصرخت بقوة مانعة ذلك وعندما نظروا لها نادر بخبث والفتاة بتعجب تصنعت بأن قدميها تتألم فقال نادر بخبث وهو يعلم ما بها : ما الذي حدث سيدرا؟!
سيدرا وهي تسمك قدميها بألم مزيف : قدمي انها تؤلمني جداً.
نادر وهو ينظر لها مستمتعاً ومازال يمسك بخصر الفتاة التي تتابع بصمت: ليس بها شيء... ادخلي غرفتك وإرتاحي قليلاً.
قال جملته وهو يهم ان يلتف للفتاة فتقول بصوت عالي معترضة : لا... لا استطيع ان اسير انها مؤلمة... هل تساعدني؟
قالت جملتها الاخيرة بغضب مكتوم وهي ترى الفتاة تتشبث فيه... ورغم انه يفهم ما تفعله اعجب كثيراً بمساعدتها
فترك الفتاة وإتجه أليها ثم دون مقدمات قام بحملها مثل الطفل وهو يقول بإبتسامة ويغمز لها بأحد عينيه: هذا أفضل... أليس كذلك؟
لم تهتم بما يعنيه فقط نظرت خلفها للفتاة ونظرت لها بترفع وقامت بلف يديها حول رقبة نادر بتملك امامها ثم تنظر لها بشيطانية وتخرج لسانها لها بغيظ وكأنها تخبرها بأن تذهب ولكن غير مخطوطها نادر الذي كان يكتم ضحكته ويقول : انتظري هنا روما... سأتي بعد قليل.
نظرت له سيدرا بغيظ وهي تسبه في نفسها ثم دخل هو لغرفتها ووضعها اعلي الفراش وهو ينحني قليلاً ولكن عندما رقدت لم يعود وظل منحني أمامها وهو يتأمل وجهها بعينيه ويقول بإبتسامته الصغيرة التي بدأت تظهر هذه الأيام.. : اصبحت اكتشف أشياء جديدة بكي ايتها البندقة!
سيدرا بغضب بسيط وهي تضع يديها علي صدره كحركة لمنعه من أي تقدم : هيا ايها العاشق اذهب لحبيبتك.
نادر بخبث وهو يلعب في خصلات شعرها الخارجة من حجابها : تغاري علي؟!
سيدرا بإستنكار مزيف : ماذا؟!... انا! ؟... لماذا اغار عليك؟.. هل انت زوجي او حبيبي وانا لست متذكرة؟
نادر ويبدو انه لم يعجب بجملتها التي تدل علي عدم وجود له صفة في حياتها : لا تتفوهي بما هو ليس بصالحك سيدرا... سأفعل عندها ما يجعلك تكرهيني حقاً.
سيدرا بغضب وهي تعتدل في جلستها فيستقيم هو : ماذا تريد مني الان؟... أليس معك الان فتاة تنتظرك اذهب لها وأتركني هنا سجينة لك...مسجونة ليس لها اسم غير انها جاريتك فقط.
نادر بصراخ هو الاخر ويمسك زراعها بقوة إلمتها : لا يعجبك ذلك؟!... لا يعجبك ان تكون معي حتي لو كنتِ مسجونة.
سيدرا وهي تبعد يده عنها بغضب وقد فاض بها : أجل.. لا أريد ان اكون جارية نادر.. انا حرة.. لسنا في العصر الحجري يا رجل.
نادر وقد هدأ بطريقة لا نعلم ما هي : وماذا تريدي ان تكوني إذا؟!...زوجتي؟
نظرت له بصدمة لما قاله وهذه النظرة التي لثاني مرة تراها حتي الان فأحتل التوتر مكان الغضب بسبب نظراته وكلماته وتلطخ وجهها باللون الاحمر مسرعاً... ثم قالت بعدم استيعاب: ماذا؟!... زو... زوجتك!
لم يرد نادر فقط ظل ينظر لها وهو يتأمل رد فعلها الخجول... ثم قال وهو يتركها ويذهب : إذا لا تريدي ذلك فلا تعترضي علي كونك جارية.
خرج تاركاً خلفه سيدرا التي ضربت الفراش بقوة وهي تقول بغضب وصوت منخفض : ايها الاحمق... لماذا لم تنتظر ردي؟
__________
بعد ساعات كان يدخل هو والفتاه روما القصر مرة اخرى بعد عودتهم من مكان لا نعلمه ولكن هذه المرة وهو بعيد عنها وهي لم تحاول التقرب... ثم أمرها بأن تذهب الي غرفة ما حتي يعود لها ثم صعد بابتسامته الخبيثة لسيدرا...
لسيدرا التي كانت تجلس وهي تأكل بعض السكاكر بغيظ لتفكيرها بماذا يفعلون الان!..وقطع ذلك دخول نادر دون طرق الباب كعادته ثم يدخل وهي تتابعه ويستند علي الحائط بجانبه ويربع زراعيه علي صدره ويقول بخبث : جاريتي!
سيدرا بنفاذ صبر : لست كذلك.. التحدي لم ينتهي بعد.
نادر وهو يعتدل في وقفته ويقول بابتسامة : اريد انا وحبيبتي ان ندخل غرفتي ويبدو ان الجارية التي كانت نائمة بها لم تنظفها جيداً.
نظرت له بغضب ثم قالت : ماذا تريد؟
نادر بسهولة : أريدها نظيفة بعد ساعة.
سيدرا وهي تسأل بكبرياء. : وإذا لم افعل؟!
نادر وهو ينقل نظره في غرفتها : سأستعمل هذه الغرفة.
سيدرا وهي فاتحة فمها بإستنكار: ما هذا الشيء الهام الذي تريد ان تفعله؟
نادر وهو ينظر لها بخبث : عندما تكبري سأخبرك به.
قال جملته بسخرية ثم خرج وسيدرا تلقي عليه الوسادة بغضب وهي تصرخ بأسمه بغيظ.....
جلست علي فراشها وهي تفكر بوجه عابس فيما سيحدث بعد قليل ولم يعجبها أبداً تخيلها فتنهدت بإصرار وقالت وهي تنهض وتتجه لغرفته : حسناً لنرى نهاية ذلك.
ذهبت لغرفته وقامت بالوقوف لحظة وهي تشاهد الغرفة وكأنها تودعها... ثم رفعت رأسها بترفع ودخلت إلي المرحاض وقامت بفتح المياه من كل مكان يخرج منه مياه ليغرق المرحاض ويهم ليخرج للغرفة.. ثم أحضرت خرطوماً ووصلته بصنبور اخر وأتجهت به إلي الفراش وقامت بنشر المياه به في جميع الغرفة وخاصةً الفراش وهي تضحك بقوة وتتوعد لنادر.... ثم تركت الخرطوم أرضاً وتركت كل شيء كما هو يغرق وذهبت مسرعة إلي غرفتها وهي تغلق بابها من الداخل كي لا يستطيع ان يدخل لها... ثم ابتسمت بثقة وهي تجلس علي فراشها وتضع قدم علي الاخرى وتستند بيدها عليها وهي تتخيل ماذا سيحدث بعد قليل؟...
...
دخل نادر الغرفة الخاصة به هو وروما وهو متأكد بأن سيدرا ستفعل شيء بالتأكيد... ولم يخطأ ظنه حيث رأي الغرفة بخبر كان وهي غارقة بالمياة فصرخت الفتاة وهي تقول : ما الذي حدث هنا؟
نادر وهو يبتسم بخبث وينظر لها بدون اهتمام : اذهبي انتي الان.
روما بتعجب : ماذا؟!... ولكن..
نظر لها نادر نظرته المرعبة فلم تستطيع ان تكمل كلامها وذهبت مسرعة من امامه... وظل هو ينطر للغرفة بإبتسامة صغيرة....
كانت تجلس بترقب في تعلم انه سيأتي بعد قليل ويفرغ غضبه عليها... وستحاول الهرب منه مهما كان..... ولكن خاب املها عندما مرت الساعات ولم يأتي... عبست بقوة وهي تتأفف لتخيلها انه ذهب مع الفتاة لمكان اخر..... فظلت تسير ذهاباً وإياباً.. لا تعرف هل تخرج ام لا؟....إذا خرجت
ووجدته بالخارج سيمسك بها ويغضب عليها... ولكن من الممكن ان يكون غير موجود.!... ابتسمت بأمل لهذا التفكير الاخير.... ثم اتجهت للباب وخرجت بحذر وأخرجت رأسها أولاً وهي تراقب المكان ثم خرجت كاملةٌ وهي تبتسم ولكن عبست مرة اخرى عندما تأكدت الان أنه مع الفتاة....... وبعد هدوء صرخت بقوة وهي ترى نفسها في الهواء فنظرت لمن يحملها فرأته هو وهو يمسك خصرها ويرفعها للاعلي به فقالت وهي تنظر من الاعلى له وتحاول ان تهبط من يده : نادر!... ماذا تفعل؟ اتركني.
نادر وهو يرفع رأسه للاعلي لينظر لها ويدور قليلاً بها ويبتسم بخبث : هل أنتي واثق من هذا الطلب؟
سيدرا مسرعة عندما علمت انه سيتركها تقع ككل مرة : لا... لا... لا تفعل.
ابتسم ابتسامه عريضة وهو يقول : لطيفة وانتي فوق هكذا.
سيدرا وهي تبتسم بإستنكار : ماذا؟!.. لا تتكلم هكذا لتجعلني اتوسل للبقاء هنا.
نادر وهو يتصنع التفكير : لدي طرق اخرى وانتي تعلمي ذلك.
صمتت سيدرا وهي تنظر له كم تريد ان تخبره ان عطره فقط يستطيع ان يفعل اكثر من ذلك بها.... انزل نادر يده قليلاً فأصبحت تستند علي صدره بجسدها وهو مازال يحملها من خصرها... : لماذا فعلتي ذلك بالغرفة؟
سيدرا وهي تنظر لعينيه ولا تعلم ماذا حدث لها فقالت بعبس محبب وهي تعاتبه بعينيها وتقترب وتضع جبينها علي جبينه : انت تعلم قلبي.. يؤلمني عند رؤية اخرى معك.
نادر وهو هائم بعينيها يريد ان يعرف اكثر...: لماذا؟
اغلقت عينيها دون الرد عليه وظلت انفاسها الغير منتظمة هي التي ترد عليه وهو فقط ينظر لها لا يريد ان يذهب هذا المشهد ابداً.. فوجهها اصبح شيء لا يستطيع ان يتخلى عنه.... عينيها دواء له.. شفتيها مصدر الحياة بالنسبة له....
توقف العالم لحظه من الزمن ينظر لهم وكأنهم تمثاالان من الشمع... لا يجب ان يفترقوا.. لا يجب ان يترك خصرها... ولا يجب ان تبعد عنه... انهم نصف مكتمل ببعض... روح مشتركة لا يجب ان ترحل الاخرى وتترك الاولى...... انهم شخص لا يوجد جمع بينهم...... قلبه يخبره وهو لا يفهم... قلبها تخبرها وهي تكابر... متي سيرتاح القلب المسكين وتستمعوا له....!..........
: اتمني ان تتوسلي قريباً.
فتحت عينيها وهي تنظر له بتعجب وتقول : لماذا تريد ان اكون ضعيفة هكذا؟!
نادر وهو يتركها لتقف أرضاً ويتلمس خدها الذي يشبه حبة التين الان : هل هذا يغضبك لهذه الدرجة؟!
سيدرا وهي تنظر له بعينيها التي اختفى باب الدخول له وتبقى اسراراً يتمني ان يعرفها : اريد ان اكون قوية معك.
نظر لها نادر نظرة لم تفهمها ثم هم ان يذهب فوقفت امامه وهي تقول : هل ستجعلني ملك لشريف حقاً ؟
نادر وهو يحاول أن يهرب بعينيه: سيدرا..... لقد فعلت ذلك قبلاً.
نظرت له بدون تصديق وعينيه فتحت له بكل انواع العتاب والندم علي ثقتها به فلم تتحمل قدميها كل هذا فهمت ان تقع أرضاً إلا يده هو الذي قام بالفصل بينها وبين الأرض... وظلت مستقرة بين يده وهي تنظر له بعتاب فقط ثم قالت وهي تضربه علي صدره بيديها الضعيفة : لماذا فعلت؟... لماذا؟
نادر : أليس هذا ما تريدين أن تتحرري مني؟
سيدرا وهي تصرخ به ونست من هو وابتعدت عنه : ايها الاحمق... كنت فقط أعاند معك... كنت أريد ان ابقى معك ايها الاحمق.
نادر بابتسامة صغيرة : حقاً؟
سيدرا ولم تلاحظ ابتسامته وأكملت وهي تشرح كالغبيه وتثرثر بغضب منه : أجل... كنت فقط سأطلب عندما افوز أن ارى اهلي... كنت سأظل معك... ايها الاحمق لن استطيع ان اذهب بعيداً عنك..ولكن انت احمق....لا تفهم شيء.. لا تهتم بشيء غير نفسك فقط.. مالك... حياتك.. ليس غير....
ظلت تتكلم وهي تكسر كل شيء حولها فأقترب وهو يقيدها ليمنعها من ان تكمل ذلك وهو يقول بصوت عالي لتسمعه وسط هذه الضوضاء : لم افعل... اقسم لم افعل.
هدأت سيدرا وهي تنظر له بتعجب : ماذا؟!
نادر وهو يبتسم لها : قلت ذلك لأسمع توسلك الغير مباشر لي.
سيدرا ظلت لحظة تستوعب ما يقول وعندما فهمت أبعدته بقوة وبدل ما كانت تكسر الاشياء اصبحت تلقيها عليه وهو يحاول ان يهرب من يديها وهو يضحك بقوة.... وهي تصرخ به وتسبه وأصبح القصر يمتلئ بالحياة.. رغم صراخ سيدرا إلا انه يظهر فيه السعادة لانها علمت انها تمثيلية ليس أكثر.... وصوت ضحك نادر الذي لأول مرة يضحك بهذه الطريقة... من الممكن انه اصبح سهل التغير قليلاً...
وذلك بسببها هي... ملاكه التي فعلت المستحيل...
ولكن لم يتحمل نادر اكثر فأقترب منها وهو يحاول ان يجعلها تهدأ ثم قيديها بسهولة بسبب حركتها العشوائية وقال بهمس لتهدأ : جميلتي.
هدأت قليلاً ثم نظرته له بعبس شديد ومازال انفاسها متسارعة فأكمل بخبث : رغم هذا كله إلا انني الرابح في النهاية.
سيدرا وهي غاضبة : هذا ليس عدل... وأيضاً لم اتوسل.
نادر وهو يضحك : يا فتاة... يكفي ما قلتي.
صعدت الحمرة خدها عندما تذكرت ما قالته... ثم نظرت للأرض بخجل فقال وهو يرفع رأسها قليلا للأعلى : ايتها الخجولة.
سيدرا وهي تبعد وجهها وتتصنع الغضب لعدم ظهور خجلها : ماذا تريد؟
نادر وهو يبتسم : لقد ربحت.. اين جائزتي؟
سيدرا وهي تحرك يديها بعشوائية : ما هي جائزتك؟
نادر وهو يتذكر كلامه : قلت قبلا انك ستفعلي كل شيء اطلبه منك بكل سعادة وحب.
لم تتكلم سيدرا فأكمل هو وهو يتصنع التفكير : ماذا اطلب؟!... ماذا اطلب منك؟....
نظرت له تنتظر ماذا سيطلب فأقترب منها وهمس لها بإبتسامة الخلابة : ماذا عن طلب يديكي؟

عينيها تكفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن