-9:34ص-الثلاثاء 19 ديسمبر.
كانت في مقهى، وقفت ثم قالت:
"اهلًا جميعًا، أريد أنتباهكم للحظة"، كانت شابة بعمر الزهور، شقراء الشعر، طويلة ربمًا ب173، ملامحها طفولية، مرتدية فستان أبيض بسيط، كانت كطلفة، ليُنَظِر الجميع لها، فأردفت مبتسمة:
"ماذا هو الحُب؟"، لقد حل الصمت للثواني ثم نهض شخص، لديه نظارات غريبة الشكل، مرتدي معطف أحمر اللون، شعره برتقالي،
قال وهو يعمل حركات غريبة بيديه:
"الحُب امّم، كالوجبة الَتِي تأتيك في منتصف اللّيل، تشبعك ثم تذهب بعيدًا، ولن تعود مجددًا، لكن ستأتيك وجبة أخرى"، فمد له شخص صحن موجودة به، سندويش دجاج، ليضحك ويأخذه، فمشاركته جعلت شخص أخر ينهض، كانت شابة، سوداء الشعر، متوسطة الطول، مرتدية تنورة وقميص أزرق، قالت:
"الحُب، أنه شعور يشعر به إنسان، عندما يريد شخص يشاركه أفكاره ومشاعره، فيأتي شخص ليشعر به أنه مثله، فأما يكون مثله، أما يكون مُختلف"، بسبب أجابتها أعتقد الجميع أنها معلمة، فنهض شخص أخر، كان مراهقًا، مرتدي جينز ممزِّق من الركبتين، وبلوفر أسود ميكي ماوس، قال بلهجة بريطانية:
"الحُب، أنه شيء مقزز جدًا، يعتقدوا أنهم بخير، ثم فجاءه يصبحوا محطمين مكسورين، لذلك فهو مؤلم مقزز"، لتنهض فتاة بسرعة وتقول معارضة:
"الحُب، بَرِيء منكم، أنتم السيئون ومقززين، تجرحوا الأشخاص ثم تلؤم الحُب على ذلك"، ليقول النادل:
"الحُب، طاهر جدًا، لذلك نحن نتحطم ونكسر ونجرح، لأنك لن تصبح طاهر بدون أن تعاني"، ليحل الصمت ثم يدخلوا في شجار،
ليقول شخص وهو يَشْرب قهوتها:
"الحُب، هو المظلة التي تحمينا من الكراهية، أنت تمشي ثم فجاءه تتساقط عليك قطرات الكراهية، لترى المظلة لتقع في الحُب وعندما تنكسر المظلة، لن تصلح أبدًا، لذلك عليك أن تجد مظلة أخرى"،
فنظر الجميع له، من يعتقد أنه سخيف، من يعتقد أنه محقّ، من يعتقد أنه مخطئ، فقال الشخص ذو النظارات:
"أنتِ يا أيتها الفتاة، ماذا تعتقدين أنه الحُب؟"، لتنظر لها الفتاة ثم تغرق في خيالها، وتقول:
"الحُب، سيأتيك بنظريّة التي تعتقد بها عنه، أذا أعتقدت أنه وجبة ستأتيك على شكل وجبة، أذا أعتقدت أنه شخص يشبهك، ستأتيك على شكلك في المراية، أذا أعتقدت أنه مقزز ومؤلم، سيأتيك على شكل شخص حقير، أذا أعتقدت أنه بَرِيء، سيأتيك على شكل القطة،
أذا أعتقدت أنه طاهر، سيأتيك على شكل الشمس، أذا أعتقدت أنه مظلة، سيأتيك على شكل مظلة"، فنظر الشخص ذو النظارات الى الوجبة، فنظرت المعلمة الى المراية الصغيرة في حقيبتها، فنظر المراهق للأسفل، ونظرت الفتاة الى قطتها، ونظر النادل للشمس ثم غمض عيناه بألم، ونظر صَاحِب القهوة الى الفتاة ثم قال:
"الجميع يعتقد فهذا الفرق الوحيد بيننا وبين الحيوانات"، لتقول الفتاة:
"كيف تعلم أن الحيوانات لا تعتقد؟"، فقال:
"لأنها حيوانات"، فقالت: "أنت مخطئ، فحيوانات تعتقد أن البشر خطيرين، فتهاجمهم خَوْف ليس قوة، كالمثل المتنمرين"،
فترتقب الجميع رد صَاحِب القهوة، فقال:
"صحيح فالمتنمرين ضعفاء خائفين، وأنا كنت أحداهم"،
سكت الجميع، فقالت المعلمة:
"كانت محادثة جَمِيلَة مع أشخاص رائعين الشخصية، لكن علي عمل"وضعت المال على الطاولة ونهضت وفتحت باب المقهى البني وخرجت، فقال النادل:
"أشكرك آنستي على هذه المحادثة فلقد جعلتِ اليوم مثير للأهتمام"،
لتقول وهي تبتسم:
"من جعل اليوم مثير للأهتمام هي أجوبتكم، فغيركم مَن يتجاهليني أو يعتقد أن سؤال سخيف جدًا"، ليُخرج شخص ثم بعده شخصين ليصبح المقهى فارغ ويغلق النادل المقهى وينتهي اليوم بسلام.
-
قصة قصيرة عفوية فلسفيّة.مع من تتّفقوا على نظريته؟- أنا مع ذو النظارات الغريبة😂.
أنت تقرأ
ماهو الحُب.
Short Storyسألت السؤال بعفوية، لتأتي أجوبة عقلانية وأخرى عاطفية، لكن جوابه كان أكثر غرابة "الحب هو المظلة، التي تحمينا من الكراهية".