لؤلؤة المحيط

عودة ادوارد

توقف زوجها فجأة مما أجبرها هي كذلك على الوقوف وقال بصوت حزين : لا أظنه سيطول البقاء هذا ما فهمته من رسالته .. اتجهت ناحيته فجأة ووقفت على عتبة باب المنزل تمنعه من الدخول إليه ونظرت في عينيه بدهشة : ماذا .. ماذا تقصد بأنه لن يطول البقاء .. توقفت عن الكلام تأخذ نفس وهمست بوجه حزين : .. كنت انتظره بفارغ الصبر .. مستحيل لن أسمح له بذلك ..
تمتم لها زوجها وهو يرتب على كتفها : سأحاول اقناعه بالبقاء ولو لبضعة أيام .. فأنا أيضا مشتاق له كثيرا .. ثم أردف بصوت مرح وهو يمسك بيدها يجبرها على الدخول : يبدو أنه لا بأس بفطور بارد أليس كذلك..

~~~~~~~~~~

في حين توقفت روز أمام بوابة حديدية ضخمة جالس بجانبها عجوز كبير في السن يضع رأسه على يديه المسندتين على عكازه ينظر لأسفل، يبدو من منظره وكأنه نائم ...
نزلت من على حصانها وتقدمت نحوه ببطء تمسك بقوسها، عندما وصلت أمامه قالت بصوت خافت : صباح الخير سيدي ... لم يبدي العجوز أي ردة فعل ..فرفعت صوتها قليلا : صباااح الخير سيدي.. لم يبدي العجوز أي ردة فعل كذلك، فرفعت صوتها أكثر : المعذرة سيدي ..هل أنت نائم..أريد الدخول من فضلك، فلتفتح لي البوابة.. فقد تأخر الوقت كثيرا.. لم يبدي العجوز أي ردة فعل أيضا الأمر الذي أغضب روز كثيرا فقالت بصوت مرتفع وهي تلوح بيدها أمام وجه العجوز: استيقظ أيها العجوز الخرف
..
(لماذا تتظاهر بالنوم ...) قالها شاب كان واقف خلف روز يمسك بيديه حزام حصانه ويجره خلفه.
رفع العجوز بصره لحظة نحو ذلك الشاب لكن سرعان ما انتفض واقف يتكأ على عكازه حيث انحنى باحترام له قائلا : المعلم ادوارد .. مرررحبا بك .. ت.. تف.. تفضل بالدخول سيدي ..

بينما نظرت له روز بحيرة وقالت : هل أنت معلم حقا ..لم آراك هنا من قبل .. ابتسم الشاب قائلا وهو متجه نحو البوابة للدخول : نعم.. أنا هنا من أجل المسابقة التي ستقام غدا..

ضحكت بخفة قائلة : حسناإذا .. هل يمكنني الدخول معك .. لأن الوقت تأخر كما تعرف ولن يسمح لي ذلك العجوز بالدخول ..

تجاهلها ادوارد وهو يعبر البوابة التي فتحها العجوز .. مما أجبر روز على اتباعه بسرعةوهي تبتسم بنصر : شكرا معلم ادوارد .. لن أتأخر مجددا أعدك..

وهكذا بعد أن دخلت روز إلى المدرسة ذهبت مسرعة لكي تنتضم إلى مجموعتها في ساحة التدريب وما إن وصلتها حتى سمعت صوت السيوف وهي تضرب بعضها وصراخ البعض ألما وشجارات بعضهم حتى فاجئها صوت المدرب يقول ببرود:آنسة رووز.. ستقومين بتنظيف هذه الساحة بعد التدريب عقابا على تأخرك..
ردت بصوت خافت وهي تضع قوسها وسيفها جانبا : وماذا عن التدريب .. قاطعها بحدة : بدون نقاش .. ردت بصوت يائس وهي تتجه نحو الخزانة لتخرج بعض الأعشاب كي تقوم بطحنها ووضعها على قطع من القماش : حاااضر يا معلم..
وهكذا انطلقت روز بين الأشخاص الذين جرحوا أثناء التدريب لتقوم بعلاجهم أحدهم كسرت يده والثاني التواء في قدمه والأخر اغمي عليه...
ومن هذا إلى ذاك حتى انتهى وقت التدريب بعد ثلاث ساعات والكل انصرف إلى وجهته بينما جلست روز تشرب القليل من الماء وتأخذ قسطا من الراحة وهي تنظر لأدوات التنظيف المركونة في الزاوية بكره :أنا حقا أكرهك .. لماذا علي التنظيف كل يوم ..
(نسيت اقول لكم أن روز كانت تدرس الطب قبل أن تنضم إلى هذه المدرسة .. وهي طبعا دكتورة شاطرة 💉💊 .. وهي تتدرب بنفسها ولا تتدرب مع زملائها لأنها ابنة مزارع فقير لذلك تعمل كممرضة لتساعد والدها ..
ولأنها ماهرة جدا في القتال وهي تخفي ذلك عن الجميع عدا والديها ) .