كان وجودك جميلا ، كنسمة ناعمة في صباح شتوي هادئٍ ..25/12/2017
استيقظت على السادسة صباحا كالعادة ، ساعة قبل موعد استيقاظ أخي .
مررت بغرفته و جلست أتأمل في ملامحه الهادئة . لطالما امتلك عينين جميلتين ذات لون فاتح غريب ، كانت أول ما جذبني له يوم وصولي للميتم .
أنا و هو لسنا إخوة حقيقيين لكن بحكم أننا تربينا معا منذ االصغر على أساس أن كل من في الميتم إخوة اعتدنا على معاملة بعضنا على هذا الأساس ..
رغم أننا إعتنقنا الكذبة .. نحن لم نعشها و نؤمن بها إلّا مؤخرا .***
أغلقت باب غرفته بخفة محاولا عدم إصدار أيّة أصوات مزعجة قد توقظه ، ثم خرجت إلى الفناء الخلفي للمنزل حيث جلست على الكرسي الهزاز و أغمضت عيني مستمتعا بمداعبة نسمات الصباح الناعمة لبشرتي .
***
لطالما كنت منغلقا و قليل الكلام ، رسمت دائرة حول نفسي و منعت أي شخص من الإقتراب ، فاقتناعي حينها بأن كل الأشخاص سيتركونني و يرحلون تماما كوالديّ و أعمامي الذين رموني إلى أقرب مكان يستقبل اليتامى منعتني من الوثوق في أي شخص كان و بالتالي لم أكوِّن علاقات مع الآخرين . لكن تشانيول كسر كل القيود التي وضعتها و دخل إلى دائرتي ثم اقترب مني ، لقد اكتشف ضعفي فأشعرني بالقوة و عالج جراحي .. كان أول شخص أثق به بعد والدي ، هو حتى لم يجعلني أحس بألمه الذي يدفنه عميقا داخله إنما أظهر لي أنّ الوحيد الجدير بالإهتمام هو أنا .
و مع مرور الأيام و تعلقي به جاءت تلك الليلة حيث أخرج صندوقا من تحت سريره و أراني إياه ، كان فيه الكثير من القطع النقدية . يومها شاركني حلمه في الهروب من بين هذه الجدران التي تخنق حريتنا و العيش في قرية صغيرة في منزل صغير ، ابتسمت له و طمأنته بأنني سأساعده لتحقيق حلمه ؛
و بالفعل بدأنا بجمع المال قطعة قطعة حتى أصبح مبلغا كافيا لجعلنا نهرب و في اللحظة المناسبة كنا في الخارج ننعم بحريتنا .***
شددت كنزتي الصوفية حولي و فركت يدي في محاولة للحصول على بعض الدفئ . نظرت للشمس التي بدأت ترتفع في السماء ، لقد بدت جميلة و متلألأة لكن للأسف عليّ التوقف عن تأملها بينما أسترجع أشرطة الماضي لأن تشانيول سيستيقظ قريبا و لم أحظر فطورنا بعد .
_____
كنا نتناول الإفطار حينما قال لي :
"بيكي أنا لن أذهب للعمل اليوم ."
رفعت نظري له بتفاجأ
" لماذا ؟! "
كان يأكل من قطعة التوست و يتكلم بحماس
" بما أن الكريسماس غدا فقد سمحوا لنا في الشركة بأن نأخذ عطلة ، لذلك فكرت أن نخرج معا لنقتني زينة العيد ! "
أحببت الإبتسامة الواسعة التي شقت وجهه و لم أستطع منع نفسي من الإبتسام أيضا و الموافقة على فكرته .
لطالما أحببنا التجول في اليوم الثاني للكريسماس (الموافق ل25 ديسمبر) حيث كان طقسا مهما نقوم به طوال السِّتّ سنوات الماضية التي قضيناها معا .
أنت تقرأ
أنَا و أخِي
Fanfictionعندما ترقص لا يكون هدفك الوصول إلى مكان ما في ساحة الرقص ، لكنك تحرص على الإستمتاع بكل خطوة . #واين_داير _______ الرواية مثلية ، إن كان المحتوى لا يناس...