((الفصل الخامس عشر )) " الجزء الثاني"

18.7K 379 2
                                    

*في قبضة الطاغية*
((الفصل الخامس عشر )) " الجزء الثاني"


_أوقفته "جود" بنبرة متحدية وهي تمسك بيده قائلة :
-لازم أعرف كل حاجة عنك ،وهتحكيلي !
كان وقتها "الصقر" في حالة لا يرثى لها فبعد ما علم ما حدث من أخته لم يصبح في وعيه وكان يحتاج إلى من يأخذ بيده ،أشار لها بيده بنبرة غريبة :
-تعالي معايا !
أمسك بيدها بطريقة مفاجأة ولم تستطع "جود" أن تفلتها من قوتها !َ،كانت خائفة مظنة أنه سيعاقبها، فكانت الأفكار السيئة هي التي تخطر ببالها !
_وصل إلى حديقته السرية الخاصة ودلف إلى هناك وهو مازال ممسك بيدها ،تعجبت "جود" من وجودها هنا وإلى هذا المكان الجميل أيضًا ،يا له من مكان مريح للأعصاب ،....
أفلت يدها هنا ، ثم جلس على الأرضية الخضراء وفرد جسده عليها وهو يخاطبها دون أن ينظر لها :
-تعالي!

وقفت مترددة لكنها يجب أن تعلم كل شيء عنه ربما تكون هي نقطة التحول بحياته فهي لن تقبل أن يظل هكذا طاغٍ لا يعرف الرحمة !
تقدمت بخطوات بطيئة ، تشعر باضطراب ورعب فهي لم تتعلم الكثير في حياتها ،بحياة "جود" كانت مؤلمة لكن كانت تتعلم من الحياة وتسمع من هنا وهناك فتتعلم وتحاول ، كانت ترفض بكل عزم أن تصبح جاهلة ليس لها كيان ورغم ما عانته في حياتها إلا أنها تريد ومازالت تريد أن تصبح شيئًا كبيرًا....
تقدمت نحوه وجلست على الأرض فنظر لها ووضع رأسه على قدميها مثبتًا يدها حتى لا تهرب منه ثم بدأ الحديث وهو مغمض عينه :
-أنتِ الشخص الوحيد اللي أقدر أحكيله !
تنهد بصوت عالي ولم يفتح عينه وهو يبدأ بالحديث:
-لو سألتيني عن أهلي فأنا مليش أهل ،ولو سألتيني عن رحمتي فأنا مفيش في قلبي رحمة !
أكمل وهو يضغط على نفسه فهو يشعر بألم حاد يكتمه :
-تعملي إيه لو أهلك رموكي وأنتِ لسة صغيرة ومش فاهمة ولا واعية بحاجة !
صدمت "جود" قائلة :
-بتقول أيه ؟!
أكمل بابتسامة ونبرة ساخرة :
-رموني وأنا لسة مكملتش 7 سنين ،فضلت ماشي لوحدي خايف ومخنوق ومش عارف هما طردوني ليه ،سمعت كلامهم بس مفهمتش أنا مالي بالموضوع ،وبعدين فضلت أجري لحد ما وصلت لشارع كله ضلمة خفت منه وفضلت قاعد على جنب أعيط لحد ما ..
حسته "جود" على التكملة وقد ارتعبت مما يحكيه :
لحد ما إيه ؟!

أقام وهو ينظر لها بعينه التي تشبه عين الصقر ،ثم التفت بعيدًا يتأمل في كل تلك المناظر مكملًا :
-لحد ما لقيت واحد شكله غريب وكان معاه سيف خدني معاه وضحك عليا ووداني مكان مقرف مكان إجرام وقتل !
فتحت عيناها بشدة غير مدركة ما يقوله وبعدها أخذ يحكي لها كل طرق التعذيب الذي حدثت له ،حتى وقف عند تلك الجملة :
-وبعدها بتلت سنين نفس الراجل اللي علمني القتل والسرقة وكل حاجة من دول ،بقى يغير مين وفاكر إني هاخد منصب أعلى منه ففكر يقتلني !
..........................."
وفي ذلك اليوم أتى "بطحة" وبيده شومة كبيرة ووجد "غيث" جالسًا على طاولة وأمامه "مخدرات" يشمها ،أظهر "بطحة" غضبه وهو يهتف ظاهرًا شومته له :
-مش هسمحلك تاخد مكاني وأنت حتت حشرة لا راحت ولا جت !
هوى بها على جسده فأسرع "غيث" بتفاديها لكنها أصابت ظهره وأخذت الدماء تنزف منه ،ابتسم "بطحة" بشيطانية كبيرة ليحاول قتله لكن يدًا أمسكته :
-إياك تحاول يا زبالة !
التفت "بطحة" ليجد المعلم الكبير فيرتعد ولكن لم يظهر لك بل أظهر غضبه قائلًا :
-الواد ده لازم يموت يا معلم !
أمسك بشومته تلك وألقاها أرضًا ثم ضربه في رأسه وقال :
-شكلك أنت اللي هتموت !
أوقعه أرضًا ،ثم نادى على رجالته القوية ليعذبوه ضربًا ويرموه بعيدًا ،كان المعلم يطمح في "غيث" بأن يكون مالك كل شيء من بعده فلم يرد أن يعمل عملية جراحية ل"غيث" بل رأى أن يخيطها بنفسه لتظل علامة كبيرة في ظهره تجعله يتحمل أي ألم بعدها !
................."
كان ذلك على مسامع "جود" من أغرب ما يصدق ،ليخلع "الصقر" قميصه ويريها ظهره الذي به علامة الشومة والخياطة ،أقشعر بدنها ونظرت إلى أسفل أما هو لم يهمه الأمر وأكمل قائلًأ :
-ده كان أكبر وجع حسيته ولواحد كان عنده عشر سنين بس!،وبعدها اتعلمت القوة اتعلمت الشر وبقى مفيش حد يقف في طريقي !
-وبقيت غني كده ازاي ؟!
سألته بوجه به علامات الضيق فأجبها :
-الكبير بتاعنا مات بعدها بعشر سنين وكتبلي كل حاجة باسمي فبقى معايا الفلوس اللي خلت كل واحد يحط جزمة في بوقه والفلوس دي درست فيها برا وبقيت رجل أعمال كبير برا ولما رجعت محبتش حد يعرف إني عايش وموجود بس لقيت الشخص الوحيد اللي حبني فعلًا وهو أخو الزفت "رحيم" جوز الهانم "كوثر"أمي بس معرفتوش حياتي ولا حد بقى يعرفها ،وكمان بقيت أتاجر في المخدرات والأسلحة وأعمل كل حاجة غلط وعيب زي ما بتقولي ،ومبقتش أعرف ولا حابب أعرف حاجة غيرهم وفضلت شغال في الإجرام ؛ أقتل وأسرق وأغتصب وأعمل كل اللي كيفي فيه ، لحد ما جيت القرية هنا واستوليت عليها وبقيت أعذبهم زي ما كنت بعمل ومش هرحمهم في يوم، وبعد ما فهمت ليه اللي اسمهم أهلي رموني جي في بالي الانتقام وبس وكنت هنتقم انهاردة منها بس حظي طلعت عارفة كل حاجة !
سألته بفضول رافعة أحدى حاجبيها :
-هي مين ؟ّ!
أكمل دون أن ينظر لها :
-أختي !
أنهى حديثه وجلس بجانبها ثم هتف :
والحالة اللي بتشوفيني بيها دي بتبقى أثر التعذيب اللي كان بيحصلي وأنا صغير !
-طب واسمك اللي مكتوب بالدم !؟
تنهد "الصقر" وقال مبتسمًا ابتسامة عابرة :
-قبل ما المعلم يخيطلي جرحي كان جنبي منديل اخدته وكتبت عليه اسمي عشان منساش اللحظة ويفكرني بالوجع فأخلي أي حد يحاول يعارضني أو يقتلني افتكر طريقة اسمي فأقدر أواجه أي حد !
وقفت "جود" قبالته وهي تتحداه بيعنها وتأنب ضميره :
-وبقيت دلوقتي مرتاح بكل حاجة غلط عملتها يا "غيث" باشا !
احتقن من حديثها وأمسك بيدها في قبضته القوية قائلًا :
مش معنى إني حكتلك عني يبقى تسوقي فيها عليا !
دمعت عيناها وهي تهتف ضاربة بيدها على صدره :
كفاية بقى اللي بتعمله معايا حاول مرة واحدة بس تعمل حاجة صح ،بطل تعاملني كعبدة عندك ارحمني ارحمني !
تركته راكضة نحو غرفتها وسط دهشته من حركتها ليجلس مكان ما جلست ويخفي ما يشعر به
........................................
جلست "جود" بغرفتها تبكي بحرقة بعدما علمت قصته تشعر بالشقفة عليه ليكن يجب أن تغيره يجب أن يصبح أنسانًا صحيحًا !
...................................."
وصل "باسل " إلى أرض مصر وهو ينوي قتل "الصقر" لكن لا يعلم ما هي خطته حتى الأن !
...................................
الفصل مش قصير لأنه تكملة فيعتبر مضاف على الفصل اللي قبليه

*في قبضة الطاغية*...💖 للكاتبه دينا عادل 💖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن