تبدأ الأحداث دائمًا بـلمحة خاطفة من المدينة و سكانها العشوائيين، لكن مدينتي أنا مختلفة، فـأنا فاتحها أي أنني حاكمها.
يبدأ يومها مساءًا عندما تتسلل النجوم إلى سطح السماء في محاولة بائسة لإضاءتها، ذلك الكون الفسيح لا يحتاج إلى نجوم بل إلى منارات. و بـطريقة ما عملي متعلق بها! تضيء دربي ليلًا؛ فـعملي يقتصر على قواعد بسيطة :-
- قذف حقائب بها ممنوعات و استلام حقائب أخرى بها ثمن تلك الممنوعات.- طلقات نارية عشوائية كـعقاب للخائن أو كـحركة غدر!
و جميعه يتم تحت ظلال السماء، أتحرك بـخفة خفاش أو وطواط رشيق يلتحف بـسواد الليل.
هذا هو أنا!
خطيرًا، مجازفًا و مخترقًا لكل قوانين العالم.جميعنا نقبل أنفسنا بما نحن عليه أو نحاول على الأقل، فـهناك دائمًا ما نعجز عن تغيره؛ فـنرضى به! ربما هي هبة من الله أو ندبة من ندوب الزمن لكنها في النهاية ثابتة.
لم يكن للثبات أو للاستقرار مكانًا في قاموسي، أسعى دومًا إلى ما هو صاخب و مغامر و ها أنا مُقدم على دخول مغامرة جديدة.. منذ زمن لم أستنشق عبير الصباح و أرى ضوءًا طبيعًا عوضًا عن الظلام و الكشافات ذوي البطاريات التي أنسى دومًا شحنها!
و كما يقال - لكل قاعدة شواذ - اليوم اخترق قواعدي و أُدمر نظام يومي للقيام بمهمة واجبة التنفيذ.* * *
دسست سلاحي في ملابسي من الخلف بعد أن تأكدت من وضع كاتم الصوت، ثم خرجت بـوقار لا يَليق لي، لكن مهنتي كـرجل عصابات تجربني أحيانًا على ما لا أهوى. تجرعت كوب من الماء الذي كانت تحمله لي الخادمة و التي بالطبع لا أذكر اسمها و يرجع ذلك؛ لأنني سيء جدًا في تذكر الأشخاص، بالكاد أذكر أفراد عصابتي و لذلك لا أستخدم أسمائهم أبدًا.
و هكذا تركت الكوب يهوى و يصبح قطعًا مهمشة على الأرضية، هذه عادة أخرى سيئة لازمتني منذ فترة، لكنني لا أجدها سيئة بهذا القدر!
فـربما تلك خير ما أفعله بجانب عاداتي الأخرى.حجبت اشعة الشمس عن عيناي بـيدي و هتفت :
- الجو حارًا اليوم.تبادل الرجال الضحكات عندما قال أحدهم :
- ليس أحر من دماء چيمي!ضحكنا جميعًا وسط مزاحهم المعتاد.. ببساطة هذه هي عائلتي.
اقتربت منهم قليلًا ثم هممت بـشرح الخطة :
- چيمي يخرج من مسكنه في تمام الحادية عشرة، يتوجب أن نكون أمام مسكنه قبل خروجه بـدقائق؛ كي لا يشك بنا أحد و يحذرونه من الخروج.. السيارتان سـيبقوا بـمقدمة الشارع و دخولنا سـيكون كـخروجنا، هادئًا. لا جلبة أو شكوك.
عندما يخرج سـنلتف حوله ثم ننهي حسابتنا و نرحل كما جئنا، حسنًا ؟!تمتم جميعهم بالموافقة ثم هممنا بركوب السيارات حديثة الطراز، كانت خاصتي BMW سوداء من التي نظن أنها تظهر في الأفلام فقط، فـسرعتها تساعدني في الهروب دائمًا و إن كنت لا أخشاه.
YOU ARE READING
The Conquistador
Fanfictionلا أذكر كيف أصبحت ثرثرتها و فضولها جميلين، جميلين بـطريقة تضئ بها عيناي عندما أري طريقتها في الشرح و التفسير أو عندما أستمع إلي صوتها المرتبك خوفًا من أن تكون قد تلفظت بشيء يُثير أعصابي. كانت جميلة بـخجلها الذي يجعلها تصمت في ذروة حديثها فقط عندما أ...