كانت فيوليت تمرر بأصابعها بين مجموعة من الجرائد و التي كانت موضوعة بطريقة عشوائية لتجد أخيرا ظالتها
أنا أتسائل لماذا يضعون جريدة بمثل شعبية التايمز في مكان ملتو قالت الشابة و هي تنظر الى ساعة يدها وهاهي ذي تضع يدها في جيب معطفها لتسحب تذكرة كتب عليها دورهام المحطة الثانية المحطة الزرقاء رقم 16 قطار الساعة الرابعة أخذت ثم رفعت رأسها اثر سماعها صرير السكة و هاهو قطار الأنفاق يقترب تدريجيا
جلست فيولت في مقعدها و قد كان في المقعد المقابل لها شابة متوسطة العمر تبدو شاردة الذهن و منفعلة حقا
و فكرت فيوليت في قرارة نفسها قد تكون خسرت رهانا على أحد الخيول و نظرت اليها مجددا ثم قالت لا تبدو ذلك النوع الذي يخوض في الرهانات ربما هي تعاني ضيقا ماليا و هاهي ذي الفتاة الجالسة أمامها ترفع صورة بين يديها ثم تدفنها بين كفيها و تعيد النظر كل دقائق معدودة
تنهدة فيوليت تنهيدة خفيفة و رفعت جريدتها لتغطي بها وجهها حتى لا تكاد ترى ما حولها و قد انغمست في قراءة عنوان كتب بخط عريض "الأوبئة في بيئة حديثة " لقد كان مجمل الخطاب يتحدث عن كون انتقال الفيروسات أمرا سهلا خاصة في أيامنا هذه و ذلك لأن العامة لم تعد تهتم بما يحيط بها من مخاطر و عدم اكثارتها بالأدوات التي تستخدمها يوميا .. وهنا سحبت فيوليت الصحيفة وقد طوتها عدة مرات هي تفكر في أن هذا العنوان قد تستخدمه في احدى رواياتها القادمة ربما و هنا انتبهت الى أنا الفتاة الجالسة أمامها قد أخذت تغط في نوم عميق فراحت تحدق فيها وتتملقها بنظرات اعجاب لقد كانت فتاة نحيلة تبدو لأول وهلة كأنها فتاة في العشرينيات كان شعرها الأسود يتدلى على معطفها الأحمر وهي تسند رأسها على النافذة و قد طوتبين يديها شيئ لم تعلم فيوليت كنهه لكنها خمنت أنها نفس تلك الصورة من وقت سابق و راحت فيوليت تفكر انها حقا فاتنة
في تلك اللحظة حد القطار من سرعته بصورةمفاجئة مما جعل بالفتاة تميل رأسها و قد فتحتيداها لتسقط منهم تذكرتين تحركت فيوليت لتساعد الفتاة
فلمعت عيناها و ذلك لأها قرأت على احدى التذاكر: المحطة الثانية دورهام رقم 17 أما الأخرى فكانت بطاقة حجز في الطائرة ووجهتها أستراليا
غضت فيوليت بصرها عن تلك التذاكر وهي تعلم تماما أنه ليس من الصائب التجسس على الاخرين ووضعتهم بهدوء على مسند الكرسي الخاص بتلك الفتاة و قد كانت تغمرها سعادة ممزوجة بنوع من الفضول وهمست لنفسها بينما كانت تحدق في الجبال المتجلدة عبر النافذة : أنا حقا أريد رؤية عينيها
وهاهو قطار الأنفاق يتوقف بعد ساعة كانت فيوليت قد قلبت فيها رأسها بالتفكير في هذا و ذاك و بينما هي تتجهز للنهوض لاحظت أن الفتاة لا تزال نائمة وهنا اقتربت منها و همست : سيدتي أظن أنه عليك الاستيقاظ
فتحت الفتاة عيناها لتبدي عيونا كبيرة سوداء وبفزع قالت : أوه يا الهي أظن أنني فوتت محطتي
لتبتسم لها فيوليت بشيئ من المودة : كلا تبقت بضع دقائق لنصل ال دورهام
وهنا تنهدت الفتاةالصعداء و بعد ثوان قليلة انتبهت الى كلام الأخيرة لتستغرب ذلك وهي على وشك سؤال فيولت التي انتبهت وراحت تتاسف بأنها اختلست النظرعلى تذكرتها و سردت لها ما حدث لكن الفتاة قالت بهدوء : شكرا ايتها الانسة , حسنا أنا ماري . كيم ماري وشدت الأخرىعلى يدها و هي تقول : انا فيوليت ريس سررت بلقائك
______________________________________
كانت لوسي جالسة في بهو الفناء الخلفي للمنزل و هي تتناقش مع ألوفيا عن تقسيم الغرف للضيوف و هناتقدمت الخادمة و هي برفقة رجل الذي أخذ يبتسم باشراقة جاعلا بذلك أسنانه البيضاء تبرز من فكه العريض : هلاو لوسي شكرا على دعوتك وشد على يديها وهو يقول: أنا حقا أردت تمضية عيد الغطاس في مكان رائع كهذا
و قبل أن يتعمق بحديثه قالت لوسيوهي تتكلف ابتسامة طفيفة :هذه ابنة أخت لي وهي تقيم لدي منذ عام مضى, أوليفيا هذا جون و هو زميلي من الجامعة و زميلي في العمل أيضا
و راح ثلاثتهم يرتشف شايه و كل منهم يغوص في أفكاره عدا جون الذي كان يتشوق الى القاء محاضرة كعادته عن رحلاته و مدى روعتها
و قد قطع حبل الصمت وصول زوج الانسة لوسي الذي بادر بالتحية و بدأ يقص عليهم كيف أن العامل الجديد لا يصغي له جيدا فهو يتهاون في أداء واجبه كبستاني حتى أنه أتلف شجرة الغرقد الخاصة به و أؤدف يقول : ان شباب اليوم لا يكف عن تصرفاته الطائشة ألا توافقونني في ذلك
فحركت كل من لوسي و جون رأسهما دلالة على الموافقة بينما طأطأت أوليفيا برأسها الى فنجانها و هي تحمر خجلا
أنت تقرأ
ذكريات في عيد الغطاس
Mystery / Thriller"أيمكن لأحد حقا أن يكن هذه الكراهية و الحقد لغيره ..... انهم بالقعل وحوش بأقنعة لطيفة"