-صوت وقوع اقدام--يعلوا أكثر-
(العرق يتصبب منها، و هي تركض بسرعة، في أروقة المشفى، ضائعة في وجهتها، شاحبة الوجه، حافية القدمين، دخلت لجناح الطوارئ، أنتبهت اليها صديقتها لتذهب اليها و أمسكت بيدها و أوقفتها)
مومو: جيرو، جيرو أهدئي.
(أبعدت يدها متجاهلة صديقتها و أكملت طريقها، بينما تقل نسبة الضغط في جسدها و يزداد المها، و تعلوا صوت أنفاسها، و الأكسجين يقل في رئتها، عينيها جاحضتين بشكل يثير القلق، و الخوف يسري في عروقها، تتمتم بصوت غير مسموع)
جيرو: علي الوصول -تنفس-، علي الوصول هه-شهيق-، يجب أن أصل-تتنفس بصوت عالي-، يجب... أن أصل... قبل فوات الاوان.
(أتتها امرأة شقراء في الثلاثينيات من العمره، بملامح بائسة و عينين شبه دامعتين، نظرت اليها جيرو و هزت رأسها بنفي و من ثم أكملت طريقها بشكل أسرع، و لكن أتت و أمسكاتها)
المرأة: كيوكا، عزيزتي لا تذهبي، لن تتحملي ذلك، أهدئي، كل شيء سيكون بخير، فقط أهدئي و عودي الى غرفتك يجب أن ترتاحي.
(جيرو أعادت النظر الى المرأة، و هي تقول في نفسها)
جيرو في نفسها: ما الذي تقوله؟،... أنا... لا أستطيع سماع شيء، لا أستطيع.
المرأة: كيوكا، هل تسمعينني؟...، هل تستطيعين سماعي؟، أجيبيني.
(أفلتت يدها بقوة، و أكملت طريقها بسرعة، وجدت باب غرفة عمليات و من الواضح انها غير شاغلة، و تجرى عملية فيها، تقدمت خطوة بخطوة، ببطء و خوف، و الجميع ينظر اليها بأنكسار... و بشفقة، وقفت امام الباب أختلست النظر من خلال زجاج الباب و ضعت أناملها عليه، ظلت تنظر بهدوء و شرود، تنظر الى ذلك المريض، في غرفة الطوارئ، ذو الحالة الحرجة، و يبدو أن نجاته مستحيل، نظرت لخصلات شعرة الذهبية الذابلة، عينيه المتعبتين، و كانت تشعر بالندم... لكن لماذا؟، قلبها يتقطع و كأن روحها ستخرج من جسدها، حلقها جاف حيث انها لا تستطيع سوا الهمس، أما طبلة أذنها... قد أنتهى أمرها، لا تستطيع سماع سوا الطنين، تمتمت بألم و هي تنظر اليه، كأنه حياتها التي ستختفي، كأنه أملها في العيش، كأنه أكسجين رئتيها، عرق دمها، نبض قلبها)
جيرو: قاوم، قاوم، لا تمت، لا تمت و تتركني، كاميناري أرجوك، لا تذهب.
(وضعت رأسها على الزجاج و أمضت عينيها بألم، ثواني حتى ترفع رأسها و تمعن النظر الى وجهه و الأطباء حوله، نظرت اليه و كأنه آخر من ستراه في هذه الدنيا، كأنها هي التي تصارع الموت و ليس هو، كأنها على وشك الموت، نظرت اليه كأنها تترجاه... تترجاه بالبقاء، تترجاه الى يذهب و يتركها، تترجاه أن يحارب الموت... لأجلها، و يكمل مسيرته في هذه الحياة ليحقق حلمه، أنهمرت دموعها و تورمت عينيها و أحمرت، رفعت رأسها اليه ظلت تحدق به، حتى أتى خياله في عقلها، عندما كانا في الأعدادية، و كان كالتالي...)
أنت تقرأ
"ون-شوت: بنها"
Short Storyكتاب لون-شوتات بنها، لأخرج به عدة أفكار منسوجة من بحر خيالي الواسع و اللا متناهي...♥️