طفولة مؤلمة

259 13 2
                                    

_ ماذا ستفعل اذا قرر القدر ان يسلب منك كل شئ .. عائلتك ، أصدقائك ، مستقبلك حتي أحلامك .

وليس بطريقه عادية بل بطريقه مميزة ، مميزة لتلك الدرجه التي تدفعك للانتحار ..
بشعة للحد الذي يجعلك تتألم ببطئ دون اعتراض ..

نائمة علي فراشها بسكون تام تتطلع إلى سقف الغرفه بجمود ..

دموع على الجفون هادئه و كأنها تصارع على خروج يأبى التحرر  ..
صرخات تهوي الصمت .....
روح تقاتل للموت ...........
جسد غلبه الضعف ..........
عقل لا يكف عن التفكير ...
تفكير في ماضي مؤلم و مستقبل مشوه ......

تتمنى عقل بلا ذاكرة ..
جسد بدون آلام ........
روح بلا عذاب .........

على الرغم مما عاشته في طفولتها من عذاب لكن كل هذا لا يقارن بما تعانيه الآن ..

منذ نعومة أظافرها و هي تتألم ، لكن ليس جسديا بل ذلك الألم الذي يتسلل بحذر إلى داخلك ، لتتحول ببطئ الي كتلة من البرود و القسوة ، نعم انه الألم النفسي ، الذي يدفعك كل لحظة للانتحار لتعيش عمر بأكمله و الخوف هو من يتحكم بك ..

وكل هذا بسبب عائلتها ، هه و هل تسمى هذه عائله ..

عائلتها تتلخص في كلمتين (مال و جاه )
لا تعرف غيرهما لا يوجد حنان ..
لا احتواء ..
لا يملكون مشاعر ، هذا هو الوصف الكافي

طفولة مؤلمة

هذا هو ملخص حياتها ، منذ الصغر إلى الآن ، و كأن القدر لا يكفيه هذا ليجعل حياتها جحيم ، و هاهي الآن هاربة كاللصوص ، خوفا من جحيم الموت ، لكن ليس كجحيم الطفولة ..

هل رأيتم من قبل ابنة تكره ولدتها ؟!! غالبا تكون الإجابة لا ، لكن بالنسبة لها لا يوجد لا في قاموسها ، يجب ان تتوقع كل شئ بشع في حياتها ، وكل هذا بسبب أمها اولا و عائلتها ثانيا ..

بعضكم يرى هذا شئ مبالغ به ، التحدث الدائم على العائله ، لكن اليست العائلة شئ مقدس منذ أن خلق الله البشرية ، والده تكون رمز للحنان و العاطفة ، و والد مصدر للقوة و السند ، الأخ درع الحماية و الدفاع ، اخت تستمد منها التشجيع و تكون بئر أسرارك ..

هذا هو معنى العائلة و حينما تفقد رابط من روابط هذا الشئ المبارك تفقد معه شخصيتك تفقد معه قوتك ، لكن عندما تفقد جميع الروابط ماذا ستطلق عليه ..

طفلة صغيرة ، لا تفقه شئ ، تريد حنان والدتها ، تريد أن تشعر بذلك الحضن الذي طالما تحدث الجميع عنه ،
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن هذه الجملة الشهيرة التي كثيرا مانسمعها و نقرأها ، هي الوحيدة التي تعبر عن حالتها آنذاك ، وجدت نفسها تكبر على يد الخدم ، و خطوة خطوة تنعزل عن العالم لتبقى وحيدة دائما ، تجلس بغرفتها تذرف الدموع ، دموع على والدة لا تهتم ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 05, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

آريس العشق | وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن