في ذلك البحر من الأضواء والأصوات والأيادي المتحمسة المرفوعة في الهواء، من بين كل تلك الحماسة والوجوه المبتسمة واللافتات التي تحمل الكثير من الحب والإعجاب
شاب يافع وسيم، يعتلي المنصة ، بملامح برتغالية جذابة وعينين عسليتين، يشعل الجمهور بصوته ذي الطبقة المميزة والبحة الظريفة
يرتدي قميصاً أسود وبنطال جينز، وفي يده غيتاره العزيز على قلبه ، يعزف عليه مغنياً لجمهوره الكبير كل أغانيه التي ألفها بنفسه
ليتعالى صراخ الفتيات عالياً في سماء مدينة غلاسكو الاسكتلندية بكل حب وإعجاب
إنها أحدى حفلات شون مينديز في أوروبا، والتي حتى الآن، قام بالغناء في خمس مدن مشهورة منها، برلين، باريس، مدريد،لندن، أمستردام، والآن غلاسكو
ولكنه وفي كل مرة، ومع كل هذا الحب الذي يتلقاه من الجمهور، ورغم الابتسامة التي تعلو وجهه طوال الحفل الموسيقي، وحتى حماسته وجهده في الغناء، لم يكن كافياً
لم يكن كافياً أبداً، لسد تلك الفجوة العميقة في صدره والتي بدأت تزداد عمقاً وكبراً في كل مرة يغني فيها
وحتى عندما غنى أمام كبار الفنانين الذين كان يطمح أن يصبح مثلهم، وحتى مع حضور كاميلا كابيو مع أمها للحفل
ومساندتها له ببقائها واقفة تتراقص على أنغام موسيقاه وغنائه الحماسي، مازال هناك شيئاً مفقوداً وناقصاً
شيئاً يرغب به شون بشدة، أن يتوقف عن الغناء ويحرره من صدره ويهرب بعيداً عن المنصة
ولكنه كان خائفاً جداً من السقوط، السقوط الذي هو أسوأ كوابيس أي فنان يسعى للشهرة
ولكنه متعب، متعب بشدة، لدرجة أن جسده لم يعد لديه القوة لحمله على الابتسام رغماً عنه، لم يعد قادراً أن يعطي الجمهور، بقوة كما فعل في الخمس حفلات الماضية
لذلك وفي منتصف أغنيته، وبينما الجمهور في وسط اندماجه، وعندما كانوا يرددون معه
"Tripping over myself
Aching,begging you to come help
And now that I'm without
Your kisses, I'll be needing stitches"وعندما أراد تكرار المقطع مجدداً، شعر فجأة كيف أن صوت الجماهير يتحول لصدى بعيد، بينما يده المعلقة في الهواء تنزل لجانبه متثاقلة، ولم يعد بإمكانه سماع نفسه وهو يردد أغنيته الخاصة، بل أن أضواء المسرح المشعة، صارت بالنسبة له نجوماً لامعةً وبعيدة
وطفا شون بعيداً
بعيداً جداً
وسط ذلك العتم البارد، كان هناك جسد شون، يطفو في السواد اللانهائي الذي يفزعه، يسمع صوتاً من بعيد
يسبح شون باتجاهه، ليتفاجئ بجسد آخر يشبهه محبوس داخل مرآة
كان هناك شون آخر، يدير ظهره عكس المرأة، يمسك بيديه حواف أضلاعه، يرتجف ويبكي، وينادي بصوت مبحوح
أنت تقرأ
Shawn Mendez and the secret fan
Fanfictionإنه لشيئ ساحر أن تدخل حياتي هكذا وتقلبها رأساً على عقب وتجعلني مجنوناً بك 💎