Shawn Mendez and the secret fan

الحقيقة أحياناً لا تعطينا ما نريد!

غرفة خضراء صغيرة، وجسد ممددٌ على السرير، لا يشاركه أحدٌ فيها سوى ضوء الشمس الذي تسلل عبر فتحة الستائر المغلقة، ليضيئ جزءً من يده الموصولة بالمغزي

وهناك في عالمه الخاص، بعيداً عن ضوضاء الصحفيين ورجال الأمن ومديره الثرثار كريس، كان هناك حلم بعيد يحيك نفسه داخل مخيلته وتحت جفونه المغلقة

هناك حيث كل شيئ ابتدأ بالعتمة والبرد داخل أسوار نفسه الموجوعة المكسورة والوحيدة

حلم عن أيام الطفولة، حين كان شون في العاشرة من عمره، يلعب داخل صندوق الرمل مع شقيقته وبقية الأطفال

حلم من تلك الأيام السعيدة التي لم يكن فيها كل هذا التعقيد والتزييف واعتبارات الآخرين، فقط ضحكات نابعة من القلب وصدر منشرح لكل شيئ

ولكن من ذلك الطفل الصغير الأشقر ذو النظارات؟ 

يجلس على دراجته الصغيرة الثلاثية، بجسده الهزيل ذاك والنظارات الدائرية الظريفة التي أخذت نصف مساحة وجهه الصغير

ويديه على المقود، يتأمل شون وأصدقائه كيف يلعبون داخل صندوق الرمل بسعادة

نظر شون الصغير نحوه، وتبادلا التحديق ببعضهما لثواني، ثم انقطع الحلم

وعاد كل شيئ لتلك العتمة والبرد، حيث اعتاد شون أن يكون عالمه هكذا

سريعاً انكسرت جدران الصمت، عندما فتح عينيه، مقابلاً لسقف غرفته الخضراء

تلفت حوله ولكنه لم يجد أحداً، ولللحق هو ارتاح لذلك لإنه لن يستطيع احتمال ثرثرة كريس التي لا تنقطع في كل الأحوال السيئة أو الجيدة

أمسك جهاز التحكم الخاص بالستائر وقام بفتحها بحيث يستطيع تأمل السماء الصافية لبعض الوقت

عاد برأسه نحو الوسادة مجدداً وأخذ،يسترجع ذكريات الليلة الماضية بأسى، كيف لذلك المعجب السري أن يرفضه مع أن شون استمات في اللحاق به، وسبب الكثير من الأذى لنفسه ولغيره، وبالأخص لسمعته الفنية التي لابد أنها في أوج صخبها هذه اللحظات

ولكن ما يؤلمه حقاً وفي هذه اللحظة هو قلبه، انفطر قلبه نصفان، عندما حاول وبكل ما أوتي من قوة وبعد ذلك الشوق والرغبة التي احتلت كيانه أن يقترب خطوة نحو ذلك المجهول ليجده يبتعد خطوتان عنه

وضع يده على قلبه واعتصر بها صدره المحترق، ودمعة وحيدة نزلت على وجنته، وأقسم لنفسه، أنه لامزيد من ذلك المعجب الغامض، لا مزيد من التعلق بأمل كاذب، لا مزيد من المشاعر المهدورة والوعود الكاذبة

لن يسامح نفسه لوقوعه بحب شبح وهمي، يستمتع بلعبة المطاردة فقط لقتل الملل

ضحك على نفسه بسخرية حينما وعده ذلك الصوت الدافئ في الحمام أنه سيكون معه في كل مرة يشعر بالبرد والوحدة