خالد جالس يتذكر شريط حياته مع سارة من زواجهما الى اليوم وهو يدعي الله أن يسهل على زوجته الولادة ...
مرت ساعة و خالد ينتظر الى ان حس بالتعب و تمدد على الكرسي لعله يرتاح بعض الوقت.. بعد مضي ساعتين و اذا بالطبيبة توقضه من نومته
فقالت : مبرووووووووووك رزقك الله بولد..
لم يتمالك نفسه من شدة فرحته.. ومسك الطبيبة من دون أن يشعر و أراد أن يضمها.. الى أنه تدارك الوضع فتعذر منها و شكرها.. ثم توجه للقبلة و سجد شكرا لله..
ثم قال للطبية : وما هو حال زوجتي ؟؟؟؟؟؟؟
قالت : انها تعبة قليلا و نقلناها الى العناية المركزة ....
قال خالد : ماذا بها يا دكتورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت له : لديها نزيف حاد و ارتفاع في الضغط مما جعلها تدخل في غيبوبه..
صعق خالد من هذا الخبر فكاد أن يغشى عليه مما حدث لزوجته..
هدأته الطبيبة و قالت : عليك بالدعاء لها و نحن سنفعل ما بوسعنا وما كتبه الله سيحدث ...
ذهب خالد و توضأ ثم صلى ركعتين دعى لزوجته بأن يشفيها الله مما هي فيه.. بعدها ذهب ليرى ابنه وهو يضحك تارة فرحا بابنه و يبكي تارة بسبب ما حل بزوجته.. ثم ذهب الى الطبيبه يستأذنها للدخول عند زوجته.. دخل على زوجته فرآها صفراء اللون شاحب وجهها و الأجهزه على جميع جسمها.. فبكى بكاء الطفل بعد أن كانت قبل قليل معه في أتم صحة و عافية ... كيف تبدلت الأحوال و صار ما صار !!!!!!!!! جلس بجانبها يقرأ عليها القرآن و يدعوا لها.. أتت الطبيبة و أخبرته بأن عليه أن يخرج لأنه ممنوع الزيارة لها.. خرج خالد الى بيته و جلس هناك يصلي ويدعي الله بأن يشفي زوجته الى أن أحس بالتعب.. ثم ذهب لينام قليلا..
في منتصف الليل جرس الهاتف يرن و رد عليه خالد.. اذا به المستشفى.
المستشفى: ألو.. ؟؟؟؟؟؟؟؟ أنت خالد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال :نعم..
المستشفى: أعظم الله أجرك في زوجتك.. أردنا أن نخبرك أن زوجتك قد فارقت الحياة لكي تأتي لانهاء اجراءت استلامها.. سقطت السماعه من يد خالد من الصدمة التي حلت به.. و بكى حتى جفت عيونه من الدموع.. اتصل بأخيه و والده و أهل زوجته و أخبرهم.. ذهب الى المستشفى وقد قرر المستشفى خروج الاثنين من المستشفى ( الأم و الطفل معا ).. جميع من في المستشفى بكى لهذا المنظر.. خرجت الأم ملفوله بالكفن الأبيض مودعة الدنيا ورائها.. و خرج الطفل ملفوفا بتوب ابيض الى هذه الدنيا من دون أم.. خرجو في لحظة واحدة وفي دقيقة واحدة وفي سيارة واحدة .... ولكنه لم يكتب لهما أن يرى بعضهما.. ولم يكتب لهما أن يجتمعا.. اجتعما طيلة تسعة أشهر وفي اللحظات الأخيرة تفرقا.. خرجا من المستشفى وكل منهما له طريق.. الأم الى المقبرةو الولد الى بيت والده.. أخذو سارة و نقلوها الى القرية التي يعيش بها أهلها و أهل زوجها لكي يصلى عليها و تدفن هناك.. تقبل زوجها العزاء بكل ألم و حسرة و مرارة على فراق زوجته وهو راض بقضاء الله و قدره.. كان يتذكر كلمات زوجته و يرددها.. أحس بما كانت تحس به من دون أجلها عندما كانت تقول له تلك الكلمات في السيارة وفي المستشفى.. وضع خالد ابنه عند والدته كي تهتم برعايته و تربيته.. اهتم خالد بصغيره فهد الذي أسماه على اسم والد زوجته حبا لها.. وكان خالد يأتي كل أسبوع من المدينة و يلاعبه و يحضر له الهدايا و الألعاب.. و يقضي معه يومي الخميس و الجمعة في اللعب و الجلوس مع ابنه.. ويوم الجمعة يودع ابنه مساءا لكي يذهب الى عمله
