كانت تُدعى فلسطين قديماً أرض كنعان، وهو أقدم اسم سميت به حيث كان أول شعب سكنها واستقر فيها هم الكنعانيون، وفي أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الحادي عشر قبل الميلاد جاءت شعوب بحريّة قادمة من غرب آسيا الصغرى، ومن بعض الجزر الإيطاليّة لتهاجم سواحل لبنان وفلسطين وسوريا وبعض مناطق مصر، وبدأت تستقر فيها، إلّا أن فرعون مصر رمسيس الثالث نجح بصدها عن مصر، وسمح لتلك الشعوب بالاستقرار جنوب فلسطين، وقد جاء في النقوش القديمة لفظ بلست (بالإنجليزيّة: PLST) وهو يعود لهذه الشعوب والتي أطلقته على البلاد ليكون اسماً لها
استقرت شعوب بلست في جنوب فلسطين بداية، ثم أنشأت خمس مدن خاصة بها وهي غزة، وعسقلان، وأشدود، وعقرون، وجت، ويُقال: إن هذه المدن لم تُؤسس من قِبل شعوب بلست وإنما من قِبَل الكنعانيين، إلا أن شعوب بلست وسعّوها ونظّموها، ثم استولّوا على سهل مرج ابن عامر وبقيّة الساحل الفلسطيني، وأقاموا مدناً جديدةً لهم وهي اللد وصقلية، كما ورد اسم بلست في اللغة العبريّة بلفظ بلشت، فهو يحتوي على الحروف الأساسيّة لكلمة فلسطين، والتي ذُكِرت أول مرة في التاريخ في وثيقة رسميّة مصريّة الأصل، ترجع إلى سنة 750 ق.م، وفي منتصف القرن الرابع للميلاد وتحديداً في العهد الروماني البيزنطي
قسمت فلسطين إلى فلسطين الأولى، وتضمّ المنطقة الواقعة من جنوب جبل الكرمل ومرج ابن عامر إلى وسط البحر الميت مروراً بجنوب رفح، كما تشمل بيسان والطرف الشمالي الشرقي من البحر الميت قاطعاً نهر الأردن، وتشمل فلسطين الثانية جبال الجليل ومرج ابن عامر وصولاً إلى مرتفعات شرق بحيرة طبريّة، وتضمّ فلسطين الثالثة منطقة جنوب رفح والبحر الميت لتصل إلى خليج العقبة وصحراء سيناء
عندما دخل العرب المسلمون فلسطين وباقي أجزاء بلاد الشام قسّموها إدارياً، واستعملوا لفظ جند لكلّ وحدة إداريّة، وأصبحت فلسطين من أجناد بلاد الشام، وقُسِّمت إلى جُندَين هما: جند فلسطين، ويضم فلسطين الأولى وفلسطين الثالثة، وعاصمة هذا الجند هي مدينة اللد، ثمّ أصبحت الرملة بعد أن أسّسها سليمان بن عبد الملك، والجند الثاني هو الأردن وعاصمته هي مدينة طبريّة، وقد اشتمل على قسم من مرج ابن عامر وشمال الغور وسهل عكا، أمّا الجغرافيون من العرب فلم تكن الأجناد محطّ
اهتمامهم، وإنما انصبّ تركيزهم على المدن؛ حيث إنها ترتبط بأعمال العمران والشؤون الإداريّة والخراج، وفي العهد العثمانيّ قُسذِمت فلسطين إلى مناطق عدة، إلّا أن هذا التقسيم لم يبقَ كما هو وإنما تجاوزه الحكام المتعاقبون على الحكم فيها، وفي القرن التاسع عشر أصبحت فلسطين جُزأين، هما: متصرفيّة القدس، وتشتمل على النصف الجنوبيّ منها، أما الجزء الآخر فهو متصرفيّتا نابلس وعكا، ويشتمل على النصف الشمالي من البلاد، وقد قُسِّمت فلسطين الحالية بعد الحرب العالميّة الأولى، وطُبِّق صكّ الانتداب وسياسات عصبة الأمم، تبعاً لمصالح الدول العظمى.
أنت تقرأ
قصة فلسطين
Ficción históricaأهم المحطات التى مرت على فلسطين وشعبها الصامد و مراحل المقاومة الشعبية و الصمود والتمسك بالارض ومقاومة الترحيل والابادة لشعب لا ينسى يعلم الكبير الصغير ليسير على نفس الدرب حتى النصر باذن الله