-"إفتح هذا الباب اللعين .. إفتحه ! " صرخت بعصبية و قد علا صوتها ليخترق سكون الليل الذي كان يخيم على المكان ثم اكملت و هي تحاول فتح باب السيارة بقوة و بلا استسلام "سأعود الى إيطاليا و أختفي هناك ، لن تلمحني مرة أخرى أبدا ، لقد اكتفيت .. القدوم الى هنا كان اغبى قرار اتخذته في حياتي ! "
-"على جثتي" رد عليها بنبرة هادئة تتنافى كليا مع الغضب الذي يبدو أنه يستعر بداخله بينما كانت عيناه مركزتان على مرآة السيارة و يده تكاد تقتلع مقودها ..
-"حسنا ..من دواعي سروري " امسكت ذيل فستان السهرة ذي اللون الفضي الذي كانت ترتديه و شقته إلى أعلى فخذها ثم اخرجت المسدس الذي كان مثبتا أعلى ساقها ووجهته نحو رأسه بينما لم يتكبد هو عناء النظر إليها حتى :
-"اقترح ألاّ تهدري رصاصاتك بلا فائدة .. سنحتاجها بعد قليل .."رد عليها و نظره لازال مثبتا على مرآة السيارة بينما شعرت هي ببرودة مفاجئة سرت على طول عمودها الفقري :
-"ما الذي يحدث؟" تساءلت بقلق واضح على غير عادتها و هي تستدير خلفها لتتبين حقيقة مايحصل ، شهقت بفزع و هي تشعر بالسيارة تكاد تطير من فرط سرعتها ...
-"لا أدري منذ متى و هم يتبعوننا ..اللعنة ، إنشغلنا بهذا الشجار اللعين و أهملنا ماكان يجب أن يكون من أولوياتنا" ضرب المقود بغضب لاعنا تحت انفاسه : "كوني جاهزة ، إن لم استطع تضليلهم سنضطر إلى مواجهتهم" أكمل بنبرة اقرب إلى الجمود ثم داس على فرامل السرعة بشدة أكبر لتنطلق سيارته السوداء بسرعة تسابق الريح , و كأنها روح غاضبة اندفعت لتخترق سكون غابات موسكو الموحشة في تلك الليلة الشتوية التي غاب عنها القمر منذرا بخوفه هو الآخر مما هو قادم ...-"تبا .. يراودني شعور سيء حيال هذاالامر .. لماذا لا يهاجموننا ؟ إنهم لايفعلون شيئا سوى تتبعنا" قالت بقلق و هي تراقب السياراتين اللتان تتبعان سيارتهما حركة بحركة ..علا صوت تنفسها غير المنتظم و هي تراهما تقتربان أكثر فأكثر حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى مسافة صغيرة تكاد لا تحتسب
-" لم أرك يوما خائفة و لا أريد ذلك الان ... لا تقلقي ، سأموت قبل أن أسمح بأن يصيبك أي مكروه" طمئنها بنبرة واثقة بينما عكست عيناه صدق ما يقوله , أو بالأحرى ماكان يتمناه ..
أومأت له بابتسامة مرتعشة ثم استدارت مجددا لتراقب اولئك الذين يتبعونهم عندما رأت السياراتين تنعطفان بحدة , فجاة و بدون سابق انذار .. نظرت إليهما باستغراب لجزء من الثانية قبل ان يصمها صوت الذي كان إلى جانبها يلعن بأعلى صوته وهو يحاول كبح سرعة السيارة و إيقافها لكن دون جدوى .. استدارت بسرعة لتواجه الطريق و تدرك أنهما في مواجهة منحدر عميق و هما يتجهان إليه مباشرة و دون أدنى مقاومة , لقد كان فخا اذا .. و هذه هي النهاية .استفاق برعب و مشاهد الحادث تتكرر داخل راسه بلا توقف : صدى صراخها ، محاولته المستميتة لتغطيتها و حمايتها , ثم لاشيء ... لا يدري كم كم من الوقت مر على الحادث أو لمن هذه الغرفة التي هو فيها الآن ، و لايهمه الامر ، كل مايريده هو رؤيتها هي .. أصبح تنفسه اقرب الى الإختناق و هو يجول بعينيه في هذا المكان الغريب بحثا عنها , لكن بدل أن يجدها وجد طيفا يقترب منه شيئا فشيئا , تبين فيما بعد انه لصديقه المقرب ، نظر إليه هذا الأخير بملامح جامدة ثم تمتم بعد فترة صمت ليست بالقصيرة :
-"انا اسف، و لكننا فقدناها" .
أنت تقرأ
Heirs Of The Northern Winds
Action-"كما يمكنك أن ترى نحن الأشخاص السيئون هنا ، و نحن لا نخطط لتغيير هذه الحقيقة في أي وقت قريب" تنقلب حياة فالنتينا رومانو رأسا على عقب عندما تجد نفسها مجبرة على ترك حياتها في روما و الانتقال رفقة اهلها دون اي انذار مسبق الى برلين , اين توجد عائلة وال...