قِطارٌ مترُوك _ 1

187 14 5
                                    

¬

فِي صباحٍ واهِن ، غطّت فيه الثلُوج غالِبية التُرابِ الميت

أرضٌ جدباء خالِيةٌ مِن كُل حياة ، تُداسُ مِن قِبل أقدامٍ واهِنة ، خطواتُها غيرُ متزِنة وبطيئة كما لو كانت ستنهارُ بِصاحِبها ثقيلِ الروح

يبحثُ شيءٍ ما بعينيه ، حتى وجدَ ما أرادت حدقتيهِ الفارِغتين الالتقاءَ بِه

تِلكَ المقصورةُ القدِيمة المُنفصِلة عن قِطارها منذُ أمدٍ طويل ، حتى تآكلَ الحديدُ وتقشرَتِ الألوان

ولجَ إلى قلبها دُون أن يُطِيل النظر ، إذ أنهُ اعتادَ رؤيتها كثيرًا ووجدَ بِالداخِل كُل رفاقِه الستّة فِي أماكنهم التي لا تتغير

على يمينهِ في المقعدِ الأخير يجلسُ أصغرُ أفرادِ المجموعة بندقي الشعر ، مُحدِقًا في الشمسِ الواهنة خلفَ نافذتِه المُتصدعة دُون أن يجلسَ أمامهُ أو بجانبهِ أي أحد

ويسبِقهُ بصفّ واحِد عائِلةُ كيم الذين يجلسونَ معًا كالمُعتاد ، أكبرُ إثنين متقابلِين في المقاعِد بينما يجلسُ صغيرهم بجانِب الأوسط مرتديًا قُبعته التي تُغطِي أذنيه ، يحدقُ خارِج النافِذة مُبتسمًا

إتجهَ لِلجانب الأيسر مُتخذًا المقعدَ المُقابِل لأسودِ الشعرِ الذي يجلسُ في الخلف ، وأمامهُ تمامًا في صفٍ موازٍ لِلإخوةِ كيم ووحيدًا عكسهم فتى وردي يتكومُ جالسًا وعينيهِ منْغلِقتين فِي سلام

لمسَ يدهُ ليثير إهتمامَه ، لكِن أسودَ الشعرِ منعَه بنبرةٍ مُتملِلة

"أترُكه"

همهمَ مُعيدًا يدهُ إلى مكانِها ، وانسحبَ انتباهُ أكبر إخوةِ كيم نحوه

"أينَ كُنت هوسوك؟"

استراحَ هوسوك أكثرَ في جلستِه ، وأجابَ على سوكجين مُحبطًا

"تجولتُ لِمنطقةٍ أبعد ، أُرِيد اكتشافَ المزيد ، أشعرُ أن الأرضُ بأكملِها لا تسِعُ روحي!"

ابتسمَ سوكجين بِخفةٍ مُتفهمًا ، وتمهلّ فِي التحديق بأخيهِ الذي ابتسم فجأة لِتظهرَ غمازتيه

"في ما تفكِر نامجون؟"

جين قد سأل وهوسُوك حولَ عينيهِ لنامجون الذي هزّ أكتافه

"إنهُ مضحكٌ نوعًا ما ، تشعُر أن ذاتكَ تضيقُ بها الأرض بينما أنا أشعرُ بأني مفقودٌ بداخِلي لشدةِ اتساعِي ، بِكُل جديةٍ كُلما مكثنا أطولَ معًا استطعتُ ملاحظةَ تناقُضاتِنا المُتشابِهة"

You Never Walk Alone || Spring Dayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن