لا أذكر الكثير بين الطفولة والشيخوخة فقد شخت دفعة واحدة , كان هناك ضجيج وارض سريعة الدواران , اذكر اني كنت انام كثيراً كالأغماء اظهر كالظل في الظلام وسرعان ما اختفي .
رافقتني تلك الاشياء بعضها ما زال وبعضها رحل , جهاز الحاسوب ودمية بيضاء وبضعاً من اقراص الافلام التي لا اذكر كيف حصلت عليها , دفتر اسودت صفحاته حين زرعت عليها اسراري وافكاري تحت تساؤل " هل انا حمل زائد على الدنيا ؟؟".
عشت تلك الحقبة في عزلة غائبة عن الوعي اعتزل الجميع حتى الرياح اذا مرت بقربي أسألها الرحيل ، يوماً بعد يوم كنتُ استجدي السكينة فيما افعل ولا افعل , ظل ملون بأبعاده الثلاثية لا يسعى لشيء حياته لا يدري عنها شيء مقيدة في علبة سوداء , تمنيت الموت لاكون مع الله لا مع البشر فأذكر ان الطريق لله لا يخلو من عذاب القبر فأعدل عن الامنية .
الحياة اقصر من السنفونية السابعة اطول من صيف استوائي , التأمل فيها يقود لحقائق تمنيت لو ادركتها بالفطرة كالآخرين لا بضياع الوقت مثل حتمية الفشل وان تُضل الفرص طريقها إلينا , بقاء الفراق عنوانا لكل لقاء والروابط البشرية اسرع تفكك من الروابط "الهيدروجنية".
كنت أتماشى مع خيالي حين اشاهد نهاية فلم سعيدة , اسمع عن قصة عشق خرجت من فم الأسد ، هوايتي ان اجد الآمل حيث لا يوجد كمسكن للخيبة حين الدواء يكون عاجز عن علاج عجز الحظ .
النظر بعيونهم يُخولني لدخول إلي أفئدتهم إلى كُهوفِهم السوداء فلا أرى بصيص شمعة ولا منفذ هواء ورائحة الحقد تفوح إلى حد الاختناق , ابتساماتهم تخفي طلبات وحاجة لفيتامين "و" عند الرؤس الكبيرة , الخروج من عالمهم غنيمة من لعبة الكراسي والهوية , هؤلاء البشر الذين تعثرت بهم على دروب الحياة اياً كانت وجهتي ، فيفور دمي و تبدأ معدتي بأستفراغهم مع الوقت .
لم تعد قضية مهمة فقد تخليت عن عروبتي عندما تخلت عني ولم ادخل لعبة القذارة ولم اكن يوماً حليفاً لنقاش حدوده جنسية ودولة , كانت الابتسامة مذهبي ودرع الحماية من عُشاق القصص و مصاصين الاشاعات من عالم لا يبتسم إلا لغاية قذرة .
ما اسهل ان تنال مني لحظة بأسة في العتمة عندما اتجرد لضعف ولا يعود ما يشغل الفراغ داخل الهيكل ، او ان تلمع افكار الرحيل عن كل شيء بلا عودة , اخرج من جسدي استرق النظر على حياة فتاة لم تعلم شيء عن طفولتها .
بين رحيل وعودة يقبع سؤال ذو فلسفة "من اكون وأين يكون الأيمان في قلبي ؟؟" , اتشبث بعدالة الله فوحدهُ يعلم ما نُخفي ويدرك ما لا نُدركهُ آليس هو علِم بذات الصدور واقرب إلينا من حبل الورد ! أذا لما نسرف الوقت لنسوعب التناقض فينا ؟ , مثليتي والدين هما انا احدهما جزء يكمل نقص لا يكتمل إلا في حدودي والآخر يكمل الكمال الناقص .
الحياة تسير ونحن معها احياناً نُرهق نتوقف لنلتقط بعض الأنفاس ولكنها لا تنتظر احد ولا تقبل عذر طبيب ولا ختم على جواز سفر , انها الحياة ولا رحمة تملكها .
أنت تقرأ
سوار الفضة
Romanceرواية مثلية تأخذ من الواقع نصيب ... تقع احداثها في الاردن تعكس انعكاسات كثيرة