متى شعرُت بأنني حياً آخر مرة؟.
أكان هذا عندما بلغت الثانية ،اما الرابعة أما حتى السابعة؟.
لا أذكر بالضبط كيف سارت سنوات حياتي السابقة وكيف ستؤول مستقبلاً،مُجرد أنني عالقاً بجانبً ما حبيساً داخله.
لا مفر،لن أستطيع أن أمد ذراعي أكثر لكي أصل إلى ضوء النور نعم ...هذا لأنني وقعت تحت رحمة الوحدة.*******
كانت أمي دائماً ما تخبرني أن لا أكذب مهما كان الأمر، فهي من النوع الذي يمقت الكذب أكثر من اي شيئاً آخر في الحياة ، ولكن لقد حصل وإن كذبت عليها ذات يوم وكشفتني، حينها قامت بضربي حتى كدت أُقتل على يديها لولا تدخل الجيران لإبعادها عني ،ذلك الموقف قد أثر على نفسيتي بشكلاً كبيراً حتى هذه اللحظة.
ربما يعود سبب فعلها ذلك بسبب الأشخاص الذين واجهتهم في الحياة والذين كذبوا عليها كثيراً مثل أبي.
****
كالطائر الذين تّخلف عن اصدقائه ليعيش وحيداً بسبب أن جناحيه لم تعد لهما فائدة،هذا ما كُنت أُطلق على نفسي في عزلتي وتعسي.*****
عندما كنت صغيراً كنت الحق العالم كي يضميني بين يديه ولكنني لم أكن بتلك السرعة أبداً وبسبب ذلك أصبحت بالتدريج اسقط تحت دوامة من اليأس المتواصل،حتى وصلت إلى قاعً مظلم لا نهاية له.
كذلك كنت أفعل مع اصدقاء العالم المتجولون في الأنحاء كنت كلما أحاول أن أتمسك بأحدهم أتعثر وأفشل ، حاولت وحاولت وسرعانما توقفت عن ذلك عندما وجدتني أسقط من حافة ذلك الجبل لأرى الأشياء أمامي تبعد أكثر وأكثر حتى بعدما رفعت يدي ظنً مني أنني سأستطيع تسلق الجبل مجدداً ولكن لا!! كنت أبعد أكثر بعد فعلي ذلك حتى أصبحت سجين ذلك المكان.****
حتى إذا قررت محاولة الخروج من رحمة وحدتي أجد عائقاً كبيراً يوقفني في مكاني وحينها لا شيء يحدث سوى أن جسدي في تلك اللحظة يصبح كالجثة الهامدة ، يسقط ببطءً حتى يتحسس برودة الأرض الناتئة اسفله وحينها يبقى هناك تتساقط عليه الثلوج تغطيه بالكامل حتى يغرق تحتها ويسقط الى اللامعلوم.كانت دورة حياتي تسير على نحواً واحد لا مفر منه ، دورة مملة متكررة لا تتوقف أبداً، عندما كان يحدث ذلك كانت مشاعري وقتها تتحرك من تلقاء نفسها لتخرجني من صمتي ولكن الآن فقد توقفت وقد توقفتُ معها لأنه لم يعد يهمنا ما يحصل معنا من اليوم وصاعداً ،سنتوقف وننظر إليها فحسب،نعم هذا ما سنفعله أنا...ومشاعري التي أطفأت نورها منذ زمناً بعيداً جداً.
******
دائماً ما كنت أشاهد أمي تقرأ كتاباً ما أردت وبشدة معرفة ما يحويه لذلك وفي ليلة ما بينما هي نائمة تسللت إلى مكتبة منزلنا وحصلت عليه ثم بقيت هناك أتصفح أوراقه القديمة وأدهشني ما كان مكتوب فيه لدرجة أنه جعلني أبكي على الفور،كانت هذه الكلمات هي ما جعلتني أتأثر فعلاً.
"لا يوجد إنسان لا يمتلك شيئاً بداخله لا يستطيع فعله،جميعنا نستطيع فعل مالا يستطيع غيرنا فعله،أنا أراهن بأنه وبداخلك يامن تقرأ هذا الكتاب شيئاً ولو بسيطاً تستطيع فعله لتغير ذاتك وتغير عالمك ومن حولك أيضاً".