58

84 4 9
                                    

"دائما ما كنت أتحدثُ عن مشاعري و ما حل بيَّ منذ فراقنا و لكن بطريقة منفصلة و لم يخطر ببالي ماذا لو تحدثت عن الأمر أجمع؟ أنا لا أكتب هذا لكي أبدو لكَ مثيرة للشفقة أو ما شابه أنا حتى لا أُريدُ منكَ رؤيته و متأكدة بأنكَ لن تفعل.
في البداية أشكركَ على الأوقات الرائعة التي كانت برفقتك,على منحي الشعور بالامان بجانبك,الاهتمام و أيضاً عَلا تحطيمي عندما آمنت بكَ كاللعنة،لطالما كنت أبكي بمفردي في احدي زوايا غرفتي دائما أتحدثُ مع نفسي و أقوم بتشجيعي في الأوقات العصيبة ليس لأنني لا أمتلكُ أحدهم و لكنني أؤمن بأنه مهما طالت مدة بقاء شخصاً ما في حياتك ففي النهاية  سينتهي بكما المطاف بتخلي أحداكما عن الأخر، دائماً ما كنت تسألني لما أستمر في دفعكَ بعيداً أليس كذلك؟ هذا هو تفسيري.
بدأتَ تقتحمُ حياتي شيئًا فشيئًا رغم كل محاولاتي لأبعادك عني أنا فقط لم أجد سبباً لأمنحك فرصة كسري مرة آخري أجل فأنت فعلت سابقاً عندما تخليت عني لأجل آخرين بدوت لئيماً حد اللعنة تركتني لأجلهم ثم عدت طالباً المغفرة عندما تركوك لأجل آخرين،مضحكُ أليس كذلك؟ و بعد كل محاولاتكَ تلك لم أجد مفراً سوي منحكَ الفرصة الثانية و ليتني لم أفعل يا صاح.
مرت الأيام و بشكل غير متوقع أصبحتَ جزءاً من يومي ثم جزءاً مني أنا،من محادثة في اليوم إلي اثنين ثم اليوم أجمع، كنت تشعرني دائماً بأنني شيء مميز ثم بدأت في إعطاءي الوعود مرة آخري كتلك التي لم تفِ بما من قبل فلطالما كان من السهل إعطاء الوعود في الأوقات السعيدة  و لكنني بدأت بأقناع نفسي بتغيركَ حبك جعلني عمياء عن رؤية الحقيقة دائما؛حقيقة أنك تحبني لأنني الوحيدة التي لم تتخلي عنك فقط،الوحيدة التي كانت تستمعُ إلي أحاديثك السخيفة بشغف عندما لم يفعل غيرها ذلك و تذكري لتلك الحقيقة يظهرُ ليَّ مدي سذاجتي.
جعلتني أتخلي عن قاعدتي الأهم بأن كل شيء لا يبقي إلي الابد،أنا فقط أعتقدت بأنك ستفعل مثلما وعدتني كنت مخطئة...،بدأتُ في رسم أحلامنا الوردية معاً؛ما سنفعله في العطلات سويا,ماذا سنأكل و أيضا ماذا سنرتدى اليوم.
كانت علاقتنا تصبحُ أقوي شيئًا فشيئًا حتي بدأت أؤمنُ بأننا مُخلَدون لذا فقولت لكَ بأنني تخليت عن تلك القاعدة بأنني سأبذل قصاري جهدي لابقاءكَ تبنيتُ فكرة أنكَ ملكي و أنا ملككَ و من ثم بدأت بالتخلي عن كل ما يزعجك او يثيرُ غيرتكَ لأثبات أنكَ لا تحبني أكثر مما أفعل تخليتُ عن الجميع بما فيهم اصدقائي القدامي اعتقاداً مني بأنني لا أحتاج في العالم سواك أنتَ..
و في ظل نسجي لمستقبلنا معاً صُدمتُ بواقع أسود و هو أننا نسلكُ طريقنا للابتعاد عقلي توقف عن العمل أعتقدتُ بأنه يوم و ستأتي بالغد تعتذر لي كما كنت تفعلُ دوما طننتك تمزح وقتها ثم بدأت بالابتعاد علك تلاحظ غيابي و لكنك....فقط لم تفعل،تارة تعود إلي طبيعتك و تارة تعود غريبا مرة أخري و بينما كنت تتلاعب بأعصابي كنتُ في حالة يثري لها يوماً تبعدني عنك آلاف الكيلومترات ثم تقربني منك،شعرتُ بأنني كدمية الماريونت و أنتَ تتحكم بيَّ كليا كنتُ في المنتصف لم أعد أحتمل تغيرك و أريد البعد و بين أنني لا أقوي علي تركك لكنك شعرت بأنني أصبحت صلبةَ لتحمل أي كان منكَ،إلى متي أعتقدت بأنني سأظل بجانبك رغم تصرفاتك اللعينة تلك؟نعم أنا أحببتك و لكن تبا لك فكرامتي أهم لذا فنعم أنا تركتك دون أدني شعور بالذنب دون الأكتراث لدموعك عندما أدركت أن الطاولة أنقلبت عليك كما ينقلب السحر على الساحر دوما و لأنك منحتني فترة عشت فيها بدونك تقريبا فلم أجد صعوبة في التأقلم مع الوضع،لا أقول بأنني لم أعانِ بعد تركي لك و لكن كما تعلم فأنا قوية بما يكفي لنسيانك كليا،أتعلم ما المضحك؟بأنك و بعد كل شيء تتظاهر بأنك الضحية.
الآن أنا اعيش دون خوفِ من فقد أحدهم و ذلك يمنحني الشعور بالراحة دائما علي الأقل لستُ مضطرة للتظاهر بالسعادة بالرغم من افتقاري لها"

Dailyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن