في صباح يوم لطيف ماطر..
استيقظت ذات العشرون ربيعاً على تلك الاصوات الغريبه..
فتحت عيناها برقة ورفعت يداها للاعلى كما هي عادتها عند كل صباح..
جلست بسرعة وهي تنظر بحماس من النافذة ورؤيتها غير واضحة، جلُّ ماتستطيع رؤية هو صورة مشوشة لضوء الشمس الذي يخترق تلك الغيوم الملبدة في السماء عبر نافذتها ..
نهضت وارتدت نظاراتها فبصرها ضعيف جداً ولا تكاد ترى لولاها..
توجهت للحمام وقامت بغسل وجهها وتنظيف اسنانها ثم توجهت لخزانتها كي تستعد ليومٍ جامعي جديد..
قررت ارتداء ملابس ثقيلة بسبب كرهها للبرد الشديد والذي لايتعبر شديداً إلا لها فدرجة الحرارة لا تقل عن الـ٢٠ خارجاً..
ارتدت بنطال جينز وسترة ثقيله باللون الاسود وتركت شعرها المجعد مفروداً على ظهرها، مما حول شكلها من لطيف لآخر مثيرٍ بذلك الشعر الاسود الطويل..
تناولت افطارها سريعاً كالعادة وتوجهت تركض بشدة متوجهة للحافلة التي تنتظر قرب منزلها..
فالرجل العجوز قد ضاق ذرعاً من هذه الفتاة المهملة بنظره والتي تتأخر دائما عن موعد الحافلة وتجعل ذلك العجوز ذو الـ60 ربيعاً يرتفع مستوى الضغط بدمه ويبدأ النقر بأصابعه على عجلة القيادة كعادةٍ له كلما تأخرت..
وصلت وهي تلتقط انفاسها ، هي بالكاد تأخرت عدة دقائق لكن ذلك اشعل غضب العجوز وظل يتمتم بصوت منخفض تارةً ويرفعه تارةً اخرى بقوله عبارات كـ:
"لما عليك التأخر هكذا يابنتي"
"عليك الاستيقاظ مبكراً المرة القادمة"
وغيرها من العبارات ، والفتاة فقط تشعر بالغيض لما خلّفته من مشاعر سيئة بقلب العجوز المسكين..
فضلت الصمت على الكلام ثم اخرجت حقيبتها الصغيرة التي تشبه حقيبة دورا..
انها صغيرة جداً تكاد لاتتسع لشيء لكنها تملؤها بجميع انواع الاشياء من مكياج وطلاء اظافر الى دفاتر واقلام ووجبات خفيفة وعلك وعطور وما الى ذلك مما تحتاجه الفتاة..
اخرجت مكياجها وبدأت تضعه على عجل وارتدت العدسات اللاصقة ذات اللون الاخضر الجميل والذي بدى مثيراً جداً مع لون شعرها المجعد الاسود ..
بدأت زخات المطر بالتساقط على زجاج النافذة..
راقبت الفتاة المطر بسرحانٍ قليلاً ثم عادت للنظر لمرآتها واكملت وضع احمر الشفاه ذو اللون العوديّ الباهت والذي اظهر شفاهها الصغيره الممتلئة بشكلٍ ساحر جذاب..
أنت تقرأ
قرمزيٌّ باردْ
Fantasyماذا سيحصل لو انقلبت حياة فتاةٌ رأساً على عَقب بسبب حادِثةٍ ما؟ تتحولُ من حياةٍ هادئِةٍ مُسالِمة لأُخرى مليئةٍ بالانشغالِ والأَعمَـال التي لا حَصرَ لها. حينما تتجَسد جسدَ ذلك الفتى ذو الحياةِ المليئَةِ بالأحدَاثِ الحافلةِ. حينما تعِيش حياةً أخرى لا...