(1)

107 18 5
                                    

نبيلة ورجاء جارتان نشأتا معًا، رغم جمال اثنتيهما إلا أن نبيلة كانت محبوبة أكثر، كان  ذلك يثير بعض الحقد بداخل رجاء، لكنها كانت ترى نفسها الأفضل.

أحبت رجاء شابًا مهذبًا من نفس منطقتهم لكنه لم ينتبه لحبها ربما لأنه يحب غيرها، أجل نبيلة!

تقدم أحمد لخطبة نبيلة وقد وافقت ورحبت العائلتان بذلك النسب، حتى من أحبت تفوز به نبيلة!

وتحول ذلك الحقد بداخلها لسواد أكبر وكره عاصف يريد أن يدمر ويسحق كل شيء.

وذات يوم حيث كانت تعمل رجاء في ترميم الآثار فذهبت يومًا لأحد المقابر تنفذ عملًا وأثناء تواجدها إذ لاحظت شيئًا ما يظهر منه جزء، وهو مدفونًا جانب التابوت، دفعها فضولها للحفر وإحضاره.

إنه مخطوط قديم ورقه من أوراق الشجر مكتوب عليها بطلاسم سحرية، ما أن رأته حتى التمعت عيناها بشر، لقد علمت كيف تعيد أحمد إليه، فأخذت ذلك المخطوط، خبأته، عادت به لمنزلها.

كانت رجاء من زمن لم تزور نبيلة، عكفت على قراءة وفك طلاسم هذا المخطوط وقد استطاعت بعد فترة ليست بالقليلة.

وبدأت تفكر في خطتها الشريرة وكيف تنفذها، ذهبت لزيارتها يومًا، تحججت بكثرة عملها وأثناء جلوسها معها سقط رباط شعرها الحريري منها فأخذته رجاء خلسة.

ذهبت رجاء لشراء شيئًا ما لتضع به ذلك السحر ويكون ملازما لنبيلة في نفس الوقت حتى وجدت بغيتها سلسلة رقيقة وبها قلب كبير منحوت عليه    (A. N).

عادت بالسلسة للبيت، فتحتها باحتراس، صنعت سحرًا أسودًا، وضعته بداخل ذلك القلب وأعادته من جديد ألصقته جيدًا بشكل غير ملحوظ، لفتها في هدية بديعة، ذهبت بها إليها كهدية لعيد ميلادها وأقسمت عليها ألا تخلعها أبدًا وقد فعلت.

وبدأت أحوال نبيلة تسوء فقد كانت تعد نفسها لزفافها القريب، لكن بدأت تشعر بآلام تعتصرها، كلما أكلت شيئًا تتقيأه، ذهبت عند أطباء متعددين لكن بدون فائدة حتى شحب وجهها، خارت قواها وكل ذلك وأحمد جوارها لا يتركها أبدًا، كلما سمع عن طبيب ماهر ذهب بها عنده بلا فائدة.

كانت رجاء تتابع كل شيء بسعادة بالغة وترى وجود أحمد لن يطول فسرعان مايتركها.

وذات يوم كانت أم رجاء تنظف البيت فوجدت ذلك المخطوط المترب ذو الرائحة الكريهة فألقت به في القمامة دون أن تعرف ماهيته ولم تعرف رجاء أيضًا.

أيقن أحمد أن مشكلة نبيلة ليست عضوية ربما نتيجة توترها لاقتراب موعد الزفاف فأراد أن يعلقها بشيء آخر.

فسألها ذات يوم إن كانت تواظب علي الصلاة والأذكار فأجابت أن نعم وإن كانت أحيانًا تغفل عن قول الأذكار فعزم على تذكيرها بإستمرار حتى واظبت.

ثم جاءها ثانيًا وسألها إن كان لها وردًا قرآنيًا فأجابت أن لا، فاتفق معها على ورد يومي قصير يجمعهما حتى يجتمعان معًا في الدنيا والآخرة ففعلت.

شعر بتحسن طفيف في حالتها فأكمل وطلب منها قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام بشكل مؤكد وإن لم تستطع فتستمع إليها.

فزاد تحسنها وهنا تيقن أن مرضها ليس مرضًا إنما شيء من السحر، لكنه إطمأن الآن بتمسكها بسورة البقرة فهي لايستطيعها البطلة(السحرة).

وذات يوم كانت تخلع نبيلة ملابسها فانخلعت معها السلسلة دون أن تشعر ومن يومها شفيت نبيلة تمامًا.

ولما علمت رجاء تعجبت وعزمت على إعادتها فلم تجد المخطوط و تفاجئت بفعلة أمها، كما تفاجأت أم نبيلة بما رأته في تلك السلسلة التي وجدتها في الغسيل، وكان بسهولة معرفة من الجاني، التي فقدت عقلها عندما انكشفت.

NoonaAbdElWahed

🎉 لقد انتهيت من قراءة (عودة السحر ) By: NoonaAbdElWahed 🎉
(عودة السحر ) By: NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن