اقترب العام من النهاية، اقتربت أعياد الكريسماس والجميع ينتظر هدايا السانتا بفارغ الصبر.
هل هدايا السانتا حقيقة أم مجرد هدايا يحضرها لنا آخرون يعرفوننا؟كانت جيسي فتاة جميلة تشبه أمها كثيرًا، أمها التي رحلت عن دنياها من أعوام، ومنذ رحيل أمها وهي ترتدي قلادتها ولا تفارقها أو تخلعها أبدًا حتى أنها لتسبح بها لكن تتحسسها من حين لآخر لتطمئن على وجودها.
كان لجيسي صديقتها جينا التي لا تفارقها فدائمًا معًا، تذهبان، تغدوان معًا في أي مكان و أي وقت.
وذات يوم عادتا متأخرًا فصحبتها جينا لمنزلها تبيت معها تلك الليلة، دخلت الحجرة، أبدلت ملابسها و مضى وقتًا لطيفًا بينهما و في اليوم التالي غادرت جيسي منزل جينا.
بعدها بأيام ذهبت جيسي مع صديقتها إلى حمام السباحة، كانت جيسي كعادتها وهي تسبح تتحسس قلادتها، فتفاجأت بعدم وجودها، انزعجت كثيرًا، ظلت تبحث عنها في كل مكان حتى أنها كانت تغطس لقاع الحمام تبحث عن القلادة ربما سقطت في الماء، لكن لا فائدة، فلم تجدها.
حزنت جيسي كثيرًا على فقدان قلادة والدتها، عزمت على شراء غيرها تشبهها تمامًا، لكنها لازالت تبحث عن قلادتها الأصلية و عن أخرى جديدة مماثلة لها تمامًا.
مرت أسابيع وشهور بحثت فيها عن قلادة تماثل التي فقدتها فقد أيقنت ضياعها، لكن مع ذلك لم تجد التي تماثلها تمامًا، لم تيأس حتى إنها ذهبت يومًا إلى الكنيسة، أوقدت شمعًا، تمنت أن تجد قلادة تماثلها لتذكرها بذكرى من أمها.
اقتربت أيام العيد، الكل سعيد ومشغول بالإعدادت اللازمة للإحتفال، الزينات، الأجراس الملونة والكل مشغول بتزيين شجرة الكريسماس، صنع الأشكال المختلفة بالثلوج البيضاء الرائعة وتزيينها أيضًا.
لتصبح مراسم الإحتفال جاهزة تمامًا وليعد الجميع نفسه للإحتفال تلك الليلة الرائعة والذهاب للكنيسة وعمل المراسم الخاصة بهذا اليوم.
دقت الثانية عشر وبعد المراسم الخاصة قضى الأهل والأصدقاء هذه الليلة يتبادلون التهاني، الأطعمة المختلفة وأحيانًا من يجمع الجميع عنده في بيته للاحتفال في حفل بيتي.
في نهاية الليلة يذهب كل منهم لبيته ويبيت على أمل أنه في الصباح الجديد سيجدون هداياهم كما تمنوها فالسانتا لا يجئ إلا ليلًا.
واستيقظت جيسي هذا الصباح، فتحت باب بيتها لتجد هديتها في انتظارها، أخذتها، ترددت كثيرًا قبل فتحها فهي لا تتصور مايمكن أن يكون بداخلها هل كما تمنت أم شيئًا آخر!
وما أن فتحت الصندوق المزين الصغير حتى وجدت قلادة والدتها التي فقدتها منذ زمن وحولها الورود الصغيرة.
فرحت كثيرًا والتمعت عيناها من السعادة، دق قلبها كالطبول، لا تصدق أنها وجدتها وإن كان شغلها بعض الوقت أين كانت! وكيف أتت؟!
لكن لا يهم المهم أنها وجدتها وعادت ترتديها من جديد.الحقيقة أنها في ذلك اليوم الذي باتت فيه عند صديقتها جينا، أثناء تبديلها لملابسها، خلعت القلادة في وسط الملابس دون أن تشعر حيث كانت الصديقتان وقتها تمزحان، تضحكان فلم تأبه وقتها أنها قد خُلعت منها.
وعندما علقت ملابسها و القلادة عالقة بها، سقطت بعدها خلف الكومود وبعد مدة اكتشفت جيسي إختفاء القلادة وحزنت وظلت تبحث عنها.
لكن جينا لم تكتشف وجود القلادة إلا منذ وقت قريب، كان ذلك أثناء تنظيف وترتيب الحجرة فعثرت عليها و عرفتها، عزمت على إعطاءها لصديقتها.
لكنها وجدتها ألطف أن تكون في هدية الكريسماس في ليلة العيد أي هدية السانتا.
إذن فهدية السانتا قد تكون هدايا من أحباء قريبين يريدون إسعاد ذوييهم...NoonaAbdElWahed
أنت تقرأ
(سر السانتا) By:NoonaAbdElWahed
Historia Cortaقصة قصيرة من فصل واحد الفائزة في مسابقة ربيع تشرين 2018 فقدت قلادتها منذ عام وظنت أنها قد ضاعت ، وفي أعياد الكريسماس وجدتها هدية السانتا، فمن أين أتت ؟