💥الفصل الثالث💥

1.7K 62 8
                                    

لم يمضِ وقت طويل على مكوث

سندريلا وهي تبكي أمام المنزل، حتى

سمعت صوتاً يناديها. في البداية ظنت

سندريلا أنّها تتخيّل، ولكن ما إن نظرت

إلى مصدر الصوت خلفها، حتى رأت

طيفاً لامرأة وقورة وجميلة، هذا

الطيف كان طيف أم سندريلا.

تحوّل شعور الخوف عند سندريلا إلى

إثارة عندما دار الحديث التالي

بينهما: المرأة: ما بالك تبكين يا

سندريلا؟ سندريلا: لقد تحمّلت ظلم

زوجة أبي طوال هذا الوقت، وتحمّلت

كذلك قسوة ابنتيها، وكنت أنظّف

المنزل وحدي كل يوم، وأقوم بكل

أنواع الأعمال الشاقة. المرأة: وماذا

أيضاً؟ سندريلا: كما أنّني كنت أكوي

ملابس زوجة أبي وابنتيها، وأسرّح

لهنّ شعرهنّ، وأرتّب فراشهن، وأجهّز

لهن كل شيء يحتجنه، وأحضر لهن

الطعام، وأشعل لهن النار. المرأة:

وماذا أيضا؟ سندريلا: وقد كنت أراهن

يلبسن أجمل الثياب، ويأكلن أفضل

الطعام، وينلن أحسن المعاملة، وأنا

أنام على سرير بائس من القش، ولا

أرتدي سوى الثياب البالية المستعملة،

ولا آكل إلّا بقايا الطعام. المرأة: وماذا

أيضاً؟ سندريلا (وقد مسحت دموعها

واحمرت وجنتاها من الخجل): لا..

شيء آخر. المرأة: بلى يا سندريلا، أنا

جئت لأنّي أعرف كم ترغبين بحضور

حفل الأمير، ولذلك عليك مساعدتي

بإحضار بعض الأغراض كي أستطيع أن

أنقلك إلى الحفلة. سندريلا: حقّاً؟ ومن

أين لي فستاناً أرتديه؟ وحذاء ألبسه؟

وعربة تقلّني إلى الحفلة؟ المرأة: لا

عليك، من كل هذا، أنا سأتدبر الأمر.

ولكن أريد منك أن تحضري لي أكبر

حبّة قرعٍ تجدينها، وأن تحضري كذلك

ستة فئران صغيرة وواحداً كبيراً.

وكذلك أريد منك الذهاب إلى البحيرة

حيث ستجدين بعض السحليات، اجلبي

منها ست سحليات. تعجّبت سندريلا

من طلبات المرأة، ولكنها نفّذت كلّ ما

طلبته منها، وغابت لبرهة من الزمن،

وعادت بستة فئران وست سحليات

وحبّة قرع كبيرة، وأعطتها للمرأة التي

كانت تقف هذه المرّة وبيدها عصىً

ذهبيّة اللون، تتلألأُ في الليل كأنها

مصنوعةٌ من إحدى النجوم. أشارت

المرأة بعصاها إلى حبة القرع،

فتحولت للتو إلى عربة فارهة لم ترى

سندريلا مثلها حتى عند الملك. ثم

أشارت المرأة إلى الفئران الستة

بعصاها، فتحولت الفئران إلى أحصنة

أصيلة نظيفة قوية ليس لها مثيل،

وأشارت للفأر الكبير، فصار سائقاً

يرتدي زيّاً أنيقاً، وأخذ يربط الأحصنة

إلى العربة. ثم أشارت مرّة أخرى

بعصاها إلى السحليات، فتحولت إلى

خدمٍ يرتدون زيّاً أنيقاً كالذي يرتديه

السائق.وقفت سندريلا مذهولة أمام

العربة والجياد والخدم لا تدري ما

تقول، ثم نظرت إلى ثيابها الرثة

المهلهلة، فقامت المرأة بالإشارة

بعصاها إلى سندريلا، فتحولت ثيابها

البالية إلى أجمل فستان رأته سندريلا

في حياتها، والتف عقد من

المجوهرات حول رقبتها كان من أثمن

العقود التي يمكن أن تقتنيها فتاة في

البلدة، وكذلك فقد صار في قدميها

حذاء زجاجيّ يلمع أكثر مما يلمع

الألماس ليس له مثيل قط. وقبل أن

تنطق سندريلا بكلمة واحدة، قالت لها

المرأة: "لا وقت لدينا الآن لنتحدث،

اذهبي إلى الحفلة واستمتعي بليلتك

يا سندريلا فأنت تستحقين ذلك. ولكن

هناك أمر واحد يجب أن تعرفيه جيّدا

وتلتزمي به، وهو أن عليك مغادرة

الحفلة والرجوع إلى المنزل قبل أن

ينتصف الليل، فإذا دقّت الساعة الثانية

عشرة؛ ستعود كل الأشياء إلى سابق

عهدها، فترجع العربة قرعة، والجياد

فئراناً، والخدم سحليّات، وفستانك

سيرجع إلى ثياب المطبخ الممزقة

التي كنت ترتدينها، فأسرعي الآن

واركبي العربة كي ترجعي قبل

منتصف الليل."ثم فتح الخدم باب

العربة لسندريلا، فركبتها وانطلقت

إلى قصر الملك.

سندريلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن