تعالت أصوات النساء بـ منزل الحاج قدري بعد قراءة الفاتحة..فـ في مساء اليوم كان بدر و والده بـ منزل العروس..وأنغام لا تُصدق ما قام به هذا المجنون..يتكلم ظُهرًا ثم يأتي مساءًا..وبـ الطبع والدتها واقفت و والدها ما أن لمح وجهها المتورد ما أن سألها عن رأيها
ضحكت بـ خفوت وهي ترى بدر يغمزها بـ الخفاء..لتزجره بـ عينيها فـ حمحم بـ خفوت ثم إعتدل بـ جسلته دليلًا على جديته..لتعود وتضحك فـ يبتسم معها
إلتفت على صوت والدها وهو يقول بـ حبور
-طب نسيب العرسان يتكلموا مع بعض بقى...
نهض الجميع وما أن غادروا حتى إنتفض بدر من مجلسه وجلس بجوارها..تراجعت هي بـ مقعدها من فعلته وعيناه الآتي تأكلها بلا حياء..بدءًا من وجهها المُتورد وشِفاها المُمتلئة بـ إغراء الذي يغوي قديس..حتى ثوبها الذي لم يترك لمُخيلته وشأنها..ويداه تتحدان أن تمدت وتضمها إلى صدره
تنهد بـ إحباط..لتسأله أنغام بـ خفوت
-في إيه يا بدر!
-رفع رأسه وسألها بـ قوة:هنتجوز أمتى!!...رفت بـ أهدابها عدة مرات ثم قالت بـ نبرة مُتعجبة وإن بدت عادية
-مش فيه فترة خطوبة!!
-رد عليها بـ عناد وهو يضرب كفيه بـ بعضهما:مفيش فترة خطوبة ولا دياوله..إحنا بنخش فـ الجد
-إندفعت قائلة:حيلك حيلك..مش المفروض تنعرف على بعض؟
-وجاء صوته كـ صاعقة على رأسها:فـ بيتنا...همت الحديث ولكنها أدركت بـ الآونة الأخيرة أن العناد معه لا يجلب سوى نتيجة عكسية..لذلك أخذت نفسًا عميقًا وقالت بـ هدوء وهي تُحاول إقناعه
-يا بدر يا حبيبي..لازم نفهم بعض الأول..الفترة اللي عرفنا فيها بعض مش كفاية
-أشار بـ سبابته أمام أنفها وقال:أهو عشان حبيبي دي لازم نتجوز فـ أسرع وقت...تورد وجهها بـ خجل ولكنها أخفضت رأسها تُخفي تعابير وجهها المُنتشية بـ تلهفه لها..لا تنكر أنها بدأت تعتاده وتعتاد أحاديثه..كلماته التي تُرضي غرور الأُنثى بها..عبثه المُحبب وللحق أنه لم يتجاوز بـ أفعاله معها..فقط حديث يروي ظمأه بها
شهامته التي فُتنت بها بـ عدة مواقف..عند تعرض لها أحد الشباب فـ دخل معه بـ مُشاجرة عنيفة إستخدما بها الأسلحة البيضاء..حتى إنتهت بـ فوز ذلك الكائن العملاق والهمجي وأخبر الآخر على الإعتذار..تصديه لمن يتعدى على حقوق المظلوم حتى قبل وبعد ما تعرضت إليه شقيقته
أما هيئته الشرقية,الهمجية,الجذابة بـ درجة مُهلكه..كا لها الفضل الأساسي بـ وقوعها بـ شباكه ولن تنكر إنجذابها إليه عندما رأته بـ منزلهم أول مرة..ولكن تبخر هذا الإنجذاب عندما علمت أنه آتي لكي يُزوج شقيقتها لوالده
إستفاقت من شرودها على سؤاله
-إيه رأيك!!
-تساءلت بـ شرود:فـ إيه!
-فـ اللي قولته..إسألي الل عاوزة تعرفيه عني...
أنت تقرأ
حارة الأعيان (قصه قصيره/ نوفيلا) الكاتبه اسراء على
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه اسراء على صفحه الفيس بوك باسم :روايات بقلم إسراء علي سلطة والنفوذ وجهان لعُملة واحدة... تظن أنك تُملك الدنيا ومن عليها... وعند أي نسمة تمرد..تخنع وكأنك تنظر تلك النسمة ليزهر قلبك... فـ لذة التمرد تُعطيك حلاوة النشوة...