تمنيت قتلكِ مرة

الرسالة الثانية ♥♠

"كنت اعرفك منذ البداية .. قبل ان نلتقي قبل ان احبك قبل ان تقتحمي حياتي..كنت اعرف انك في مكان ما في هذا الكون لي .. تنتظريني .تحبيني .
في العادة تكون النساء اكثر هوسا بالتفاصيل الاولى اللقاء الاول و نظرة العشق الاولى..
لكن دعيني اخبرك ان الرجال ايضا يتذكرون كل ما يخص فتاة احلامهم .. فانا احفظ بسمتك رائحة بشرتك يومها لون قميصك و كلماتك الاولى و نبرة صوتك
لذالك لم يكن صعبا علي عندما رايتك اول مرة ان اعرف انك انت ...انك قدري
منذ تخرجي من احدى كليات الطب في موسكو
كنت وبعد انتهاء دوامي في المشفى اعود الى عيادتي يوميا اقضي بها ساعتين ثم اعود للمنزل لانام بضع ساعات اغير ثيابي ثم ادرس قليلا مع زميل لي
كنت عازما على اكمال تلك الزمالة في امراض القلب و الشراين التي تاخذ كل وقتي و تركيزي حتى احقق حلمي و حلم والدتي الذي عشت لاجله و ماتت هي دونه......
تعلمين ذلك كنت اعاني من الارهاق الدائم و الجوع و نقص السكر بسبب عدم انتظام وجبات الطعام
فتصبح افكاري مضطربة و مزاجي سيئا ..
كنت اتوق للعودة الى بيتي سريعا يومها و خاب املي عندما علمت بوجود مريضة اخرى كانت سبب لقائنا ..
احيانا الخيبات كانت اجمل ما يهدينا القدر و لقاؤنا الاول ابتدا بخيبة و من يومها تتالت بنا الخيبات يا صغيرتي ..
يوم رايتك اول مرة ..كان شتاءا و كنت اكره الشتاءات كثيرا تعرفين بسبب موسكو و بردها القارس الذي جمد اوصالي يذكرني بغربتي ووحدتي وموت والدتي دون ان اراها
لذا طالما عشقت الشمس دائما ..
و كنت انت شمس هذا اليوم و كل يوم و شمس كل الفصول
..بعد ان غادرت مريضتي المسنة طلبت مني موظفة الاستقبال ان ابقى
فطلبت منها كوبا كبيرا من القهوة لاسترد تركيزي و ان تستقبلكما ريثما ارش بعض الماء على وجهي .. لاحصل على شيء من الانتعاش و اكمل هذا اليوم المرهق ..
..كنت في اسوء حالاتي بعد يوم شاق و عمل ل36 ساعة متواصلة ..
يومها كنت اظن ان يومي سيغدو اسوا حتى عدت لمكتبي .. ورايتك .......
لم تكوني اجمل فتاة رايتها في حياتي لكن كنت مختلفة اربكت نبضي .. وكان مخيفا جدا ماشعرت به ان اعي ذلك انك سبب هذه النبضات الغير منتظمة كان امرا كارثيا بالنسبة لي.
. كان ذلك مجال تخصصي النبض القلب الشراين و انت اقتحمتيه و دمرت كل ما اعرفه عن الانتظام و التناغم بنظرة واحدة فقط .. انهيت كل تاريخي العلمي و ما اعرفه منذ سنين ..
اتظنين انني ابالغ قليلا ؟..
حسنا انت مخطئة انت لا تعرفين ما فعلت بي عيناك السوداوان و حاجباك الكثيفين و رموشك الطويلة شفتاك المكتنزة يومها ...
كان هذا كل مااستطعت ملاحظته من نظرة واحدة كانت كافية لتجعل من قلبي قارع طبل اخرق غير محترف .. و عاشق غبي وقع بحب فتاة من نظرة واحدة ..
لم يكن يليق بي ان اطيل النظر اليك بجراة كما وددت حينها فالجمت بصري
لكني لم استطع ان افعل شيء بحواسي الاخرى التي تنبهت فورا لوجودك
.. كنت فتاة طويلة ممشوقة القوام .. عرفت ذلك عندما مررت بقربك سريعا لاصل لمكتبي كنتِ تصلي الى كتفي .. انعشني عطرك شعرت حينها و عرفت ان لبشرتك نكهة غريبة اقرب الفاكهة اللذيذة فراولة او خوخ او العنب ..
هذه الفكرة ازعجتني ايضا فنهرت نفسي عنها مجددا و عدت لمكتبي و انا القي تحية مقتضبة عليكما دون ان انظر اليك ثانية .. لكن صدقيني تلك الثواني اختصرت عمرا كاملا من الاثارة و كانت كافية لي لان اتجنب النظر اليك و اتجاهلك طوال وجودك الاول
فبجميع الاحوال لم يبدو لي انك المريضة .بالرغم ما سببه لي وجودك من اعياء ..ان ترى فتاة احلامك تجلس على بعد خطوات منك و لا تستطيع النظر اليها ..كان ذلك شعورا مرهقا ..فقد كنتِ ذالك النوع من النساء الذي يمر بحياتك مرة وحيدة لا تنسى و لا تعود حياتك بعدها كما كانت قبلها ابدا ....
جعلتني اشعر بالحسرة انني لم اعرفك قبل الان
فكرت حينها ان النساء امثالك هن السبب في الخيانات الزوجية و تدمير البيوت العامرة.و تشريد الصغار و 70% من المشاكل النفسية المصاحبة لذلك .
. لكنني عدت و ندمت على ذلك الحكم المسبق فعصفورة رقيقة مثلك لا تستحق ان ترمى بكل تلك التهم القاسية دون ان تفتح فمها حتى . خاطبت السيدة التي معك " كانت تبدو سيدة لطيفة بخدود ممتلئة و عينان تشبهان عيناكي الجميلة كنت اشعر بحرارة في جسدي لمجرد ان افكر بانك كنت تجلسين علي كرسي بعيد قريب وربما تراقبني بتلك العينان التان لم ارى بسحرهما ..تجاهلت هذه الفكرة واكملت حديثي مع والدتك .. بدات بسرد قصة مرضها فسالتها عن بعض الاشياء اعطيتها النصائح جاءني صوتك من الحهة المقابلة قائلة يكون الشخص مصاب بالسكري عندما يزيد السكر في دمه عن 200 لمرتين من القياس العشوائي او اكثر من 120 عندما يكون صائما .. قلت ذلك بثقة بالغة كان بصوتك الرقيق كمعزوفة موسيقية من عدة الحان عذبة متداخلة فلم يتناسب ماقلته مع صوتك عندها رفعت عيني لانظر لمصدر الصوت في اخر الغرفة كنت تعبثي باصابعك بعصبية لم اكن اعلم سببها لم تنظري الى وحتى تجاهلت وجودي تماما و اكتفيت بتلك الجملة ثم صمتت
شعور بالغيظ بدا يسيطر علي قلت لنفسي مغرورة مادامت تعرف الكثير لماذا تحضر والدتها الي .. كانت عالجتها هي ..سالتلك بفظاظة هل انتي طبيبة ؟؟ ابتسمت لي و ليتك لم تفعلي كانت بسمة اعتذار لطيفة لم تصل الى عينيك و كانت اول مرة حينها التقت و تشابكت فيها نظراتنا. لم ادري لماذا فعلتِ ذلك و و لماذا اثرت بي بتلك الطريقة .
فهل كنت تذكرين كل ذلك يا قدري ؟