رسائل لن تصل ١

7 1 0
                                    


الجزء الاول:

منذ اربعة اعوام في يوم شتوي، على حفة الرصيف التقينا، لم اعرفك ولم تعرفيني لكن روحي وجدت روحك، ضحكنا و مشينا، أمطرت السماء بخفة علينا؛ وكأنها تحتفل بلقيانا، وظهر بعدها قوس من الالوان ليزين السماء لنا.

كنتِ جميلةً كما دائماً لا جديد في ذلك، وكنت بسيطاً كما دائماً لا غريب في ذلك، لا اخفي عليك توتري؛ فلم اكن اعلم ما الذي يفترض بي فعله، كنت - ان لاحظت- اتحاشا النظر في عينيك؛ لأنني كنت اضيع فيهما وانسى نفسي فيهما في كل مرة القي نظرةً عليهما، كيف لا؟، اخبريني كيف لا، وهما تحملان حنان الدنيا كاملة فيهما، احببتهما ولكنني سكت عن ذلك لخجلي وأكرر، لأني لم اعرف ما الذي يجب علي فعله، ما هو التصرف الصحيح؟، وكيف يجب علي ان اعامل ملاكاً مثلك. لا يمكنني ان انسى كيف انسكبت القهوة على قميصي دافعة اياك لإطلاق ضحكة هي الاجمل في هذه الدنيا، واود ان اعلمك ان ضحكتك ازالت عن قلبي تعب كل السنين الغابرة. ولكن هل تذكرين الوردة التي اعطيتك اياها؟، ام الالحان التي اسمعتك اياها؟، سؤال لم استطع النوم بسببه كل هذه السنوات هل اعجبتك انغامي ام ماذا؟، ولكن اتعلمين مالذي اشتاق له حقاً؟، الجواب بسيط بريق عينيك وصوتك الخجول، كلماتك الرقيقة وقلبك الحنون، بإختصار اشتاق لك بكل جنون.

اخبريني كيف هي احوالك هذه الايام؟، وهل ما زالت شفتاك لا تكفان عن الابتسام؟، ثم هل وجدت فارساً كما اردت؟، ام انك لا زلت على العهد بعد كل هذه الايام؟، اصدقيني القول، اما زلت بنفس الاهتمام؟، اما تزال عينيك تلمع عن رؤية رسائلي ام ان هناك غيري؟، سمعت من بعض الناس انك عزمت على الزواج، لا اعلم مدى صحة الكلام، ولكنني تمنيت من كل قلبي ان يكون مجرد كلام، الا اني لا مانع عندي ان كانت هذه رغبتك، فإن كان هذا ما يحقق سعادتك فعلى الدنيا السلام، لكن قبل ان تهجريني، اعطيني القليل من زاد الوصال، لا اطلب الكثير فقط نظرة وابتسامة وضحكة، ومعها عطر الهيام. لكن ان كانت هذه شائعة او كلام في كلام، اذاً فلتصليني فمعنى هذا انك على العهد ولم تخوني كما قيل في بعض الايام، اخبرتهم انك اصيلة، وعلى العهد قائمة مهما تكاثرت الايام، لعلمك لقد بنيت بيتنا الذي كنتي قد حلمت به مرة تحت شجرة الرمان، ووضعت منضدة في الحديقة لنتناول عليها الافطار، تماماً كما اردت في الاحلام، اتعلمين ما الاجمل؟، ان الشاطئ امامنا؛ اي ان البحر الذي اردته امام حافة منزلنا، ولكن اين انت؟، تعالي فلنهرب الى ارضنا، فلا نرى بعدها حزن ولا فراق، تعالي فلنعمر بأحلامنا ابراج تناطح قمم السحاب، ولنهوي بأفكارنا لنمسك اللآلئ في اعماق البحار، الا تسمعيني؟.

اعذريني فقد نسيت؛ كيف تسمعيني وانت قد بعت هذا الحلم، اخيروني امساً ان عرسك بعد اسبوع، اعتقد ان احلامنا قد ذهبت، بالأصح قد بدلتني به، واصبح هو الفارس الذي سترافقيه لفوق الغيوم، ولأعماق البحار، يبدو بأنك لم تستطيعي ان تنتظرنيني، أمللت الانتظار؟، ام لم تعودي تتحمليه، وكيف لا تتحمليه وقد تحملته؟، الم نقطع هذا العهد سويةً، على رصيف منزلك، الا انني ومثل كل المرات دائماً سأسامحك، كيف لا اسامحك؟، لا املك عليك شيئا كي لا اسامحك.

لا اعلم النهاية لهذا الفصل، لا اخفيك السبب؛ لم اعلم انه قادم، قد كان كالصاعقة، انه القدر، لقد حطمني ولكن لا اعلم، أسأمضي بعد هذا الحطام؟، هل سأحمله معي الى الممات ام انني سأخلفه ورائي؟، لا علم لي، لكن اتعلمين ما عزائي؟؛ عزائي بسيط وهو انك وفي يوم من الايام ستذكريني، وسأتي على بالك، لا مشكلة عندي ان اكون جزء من الماضي، المهم انني هناك في ذاكرتك في مكان ما.


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 29, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مقالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن