تأملوا القلب
هل جَلس شخص منا يتفكر في نفسه، وما أودع الله فيها من أسرار وعجائب، ومنها القلب ومكانته، إذ إن الله خلق الإنسان، وميّزه بالعقل والإدراك، وكلّفه بالشرائع ليعبد ربه كما أمره، وتصديقاً برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. يقول عليه الصلاة والسلام: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” متفق عليه. فالقلب دوران في الجسد، ظاهر يدركه الأطباء بالدورة الدموية، وباطن لا يدركه إلا من أنار الله بصيرته، بفهم الرسالة المحمدية، وإدراك شرع الله وتمثّل ذلك عملاً.. فالقلب فيه صلاح للجسد كله، كما أخبر بذلك رسول الله.
ودقات القلب لا تخفى على كل منا معاشر البشر، فنحن نُحسُّ بها، تلك الحركة الدائبة ليلاً ونهاراً، في النوم ومع اليقظة، وتزداد الضربات هذه كلما قام الجسم بمجهود، لأن أجزاء الجسم تحتاج لزيادة الدم ونشاطه، والقلب يلبي ذلك بزيادة الطاقة في العمل تلقائياً.
فسبحان العظيم من قدّر هذا وأحكمه وأتقنه، وقد أمرنا سبحانه بالتفكر في أنفسنا أولاً بقوله الكريم {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}* (21) سورة الذاريات