سألني: - ِلمَ تكتبين رواية؟!
أجبتُه:
-لكي ُأ ّحبكَ فيها.
**************
توقفتُ عن الكتابِة لِما يقارب الّثلاث سنوات، واقتصرتْ كتاباتي على الأبحاث والفروض الخاّصة بدراستي ،بيَد أنني في أعماقي ،شعرت بأّني سأعوُد إدماني الحبرّي إّياه. لكّنني لم أكن لأعلم أن عودتي ستكون قهرية أكثر منها سلمية. لم أكن لأعلم أن كل حروفي وكل ما ّاختزنته من كلمات سيكون لك وحدك- أن َت دون سواك- وكأ ّنني تعلم ُت القراء َة والكتابة لأسر َد ما كان بيننا لهذه السطور المنسّية. ها أنا أعود،وحولي كل ما يلزمني لاستحضارَك ها هنا وكأّنَك عفريٌتُ أحُّب استحضارُه وأفشُل لاحًقا فيصرفه!أقبُل هذه الورطة،كماأقبُل أن
أشقى، وما أجمَل الشقاَء بك! َ ُ وأناالآن مدركة كلًّيا وعلى يقيٍن مطلق أن استحضارك هنا هوالدليل الأقوى على فشلي الذريع في نسيانك.لاأصّدُق أّنني ابتعُت كتاب أحلام مستغانمي"نسيان كوم "في محاولٍة مّني لتنفيذ وصاياها والاّتعاظ ولوعلى سبيلا لتغيير.وجدتها تكتب في نهاية الكتاب ميثاًقا غريًبا ولكّنه أبهجني نوًعا ما بعنوان:"ميثاق شرف أنثوي"وعلى جميع من يقرأنه -إذ كان الكتاب نسائًّيا بحًتا -الالتزام كّلًّيا بعهودها لأربعة.
ونص الميثاق على: . أن أدخل الحب وأناعلى ثقة تاّمة بأّنُه لاوجود لحّب أدبي.
. أن أكتسب حصانة الّصدمة، وأتّوقع كل شيء من حبيب
.أّلا أبكي بسبب رجل ،فالذي يستحق حًّقا دموعي ماكان ليرضى بأن يبكيني.. أن َ أ َكون جاهزة للنسيان كما ينسى الرجال. َ
ثم طلبْت الكاتبة من كل قارئة إضافة توقيعها أسفل تلك الّصفحة، فما
كان مّني إّلا ووّقعُت أسفلها بكل سرور " رنا معاذ ياسين " ،وكأّنه قد
تَّم تجنيدي لأصبَح إنسانة تنسى كما ينسى الرجال، وماهي إلا خمس
دقائق حّتى شرعتُ بالبكاء!
فُرحُت أبحث عن الّصفحة التي تركتها الكاتبة للقارئاّت ليكتبَن فيها،
لأكتَب فيها فجيعُتي : "تطلبيَن مني النسيان سيدتي والذاكرة تأبى.
حينزيغيب ،يترك خلفه عمًرا من الّصمت ،فتصبح كل الموجودات
ذكرى عقيمة لما كان بيننا ،ويمسي الّنسيان حلا مستحيلا أكثَر منُه قهرياً ويبقى السؤال معلقاً
. َ "كيف لي أن أنسى؟" كيف لي أن أنسى وفي انعكاسي ملامحه
الغائبة؟ وفي شراييني رائحته المسافرة؟وفي دفاتري شيٌء من عبِق حروفِه وجنونُِه الذي لاُ ينسى؟؟ ُ ِ ٍ ماهذا الّنسيان المستحيل ،عزيزتي ؟....لن أنسى،ولوأصبُت بضربة قويٍةعلى رأسير أفقُد على أثرها كل ذاكرتي،حتًما سيقودني شيٌء ما إليه..حتًما!عطري رّبما ،قلمي،ضحكتي،أوشرشف سريري؟!
فليُحَّل علَّي غضبِك يامستغانمي.
"ما استطعُت أن أنسى!"شوقي إليك،يملؤه العتاب،حًّقا لا أدري ،أِمَن الّصواب أن أشتاقك؟ أن أشتاق ملامحَك المشاكسة ورائحتَك المتمّردة؟ أن أمَلأ عمري بفراغاتك وأن تنشغل كل جوارحي بوعودَك التي لن تكون يوًما لي؟؟ ليتني لم أعرفك!،ولكن لن ينفع الّتمني الآن؟سأبقى تحَت ظّل الوقت أنتظر أن يلتئم عمري وأن يسامحني قلبي الذي تشاركنا تعذيبه
وروحي التي شّردناها سوّية. أحّقاً هذا قد حدث؟ُ أحيانا ولفرط ذهولي أسأل نفسي: لَم كل هذا الحداد؟ فكل ما حدث بيننا هو بداية لجنوٍن ما ،بداية لتمّرداٍ تعاطفية،بداية لضوضائية الحواس، بداية لإجراءاٍت عشقية ستجمعنا.فقط بداية.بداية لم تكن يوًما لتليَق بالحب كما يجب. هكذا فعلْت بي البداية، فماذا ُتراها قد فعلْت بك؟ أحيا ًنا وأنا أجو ُب شوارع القاهرة، أجدني أبحث عن نسيمك القاهرّي، أعلم أ ّنَك لسَت هناك، لكن هذا شاب في طولك، وهذا له لون شعرك، وهذا له عيناك، وذاك له شفتاك، وهذا اسمه كاسمك. أتدري كم أعشق اسمك؟!كم أعشق حروفه الأربعة؟أعشقه حتى حينما يكون اسًما لغيرك .يقشعُّر قلبي لدى اجتياحه مسامعي ،فأشعر بها دعوة أخرى لتذكيري بك، حتى دون أن أرضى بنسيانك فعلًّيا. كنت في الآونِة الأخيرة أقرُأ مقاًلا لمحررعمود في مجلٍة أسبوعية فقط لأّنه يحمل اسماً كاسمك، حتى وإن كانت لديه عقدة واضحة ضد الّنساء.
أنت تقرأ
كانت لك
Romanceللكاتبة حلا المطري رحلة عميقة جدا فى غيابات مشاعر الأنثى و أحاسيسها المتقلبة. - رحلة للحب من أجل الحب. رحلة لهوس العشق و اللا منطقية و اللا تعلل ولعل القيمة الكبرى التى حاولت الكاتبة ان ترسخها هو أن الحب لا يعرف للعقل و المنطق أى قياس لا يعرف قون...