جلست على كرسي وسط ظلمة غرفتي الكئيبة،نظرت الى النافدة الزجاجية بحزن،لأرى المطر يهطل بغزارة،يعبر عن روحي المنكسرة،حضنت نفسي و بدات افكر بتمعن فيما حدث و فيما يحدث الان،أبت الدموع النزول و اراحتي بل فضلت أن تحيلني سجينة المها و حزنها،تريد تعذيبي لآخر يوم بعمري لآخر ثانية الفظ بها أنفاسي،أحس أن مشاعري عاصفة داخلي،أحس أن قلبي شذر مدر،أزحت ناظري عن النافذة لتستقر على الطاولة،قلمي العزيز،صديقي الوفي،أمي الحنونة،حياتي البائسة كل هذه الاسماء كان يمثلها بالنسبة لي،نهضت و امسكته باصابعي المرتجفة،أريد إخراج ما يؤلمني،لطالما استمع لي و فهمني أريد ان احكي له كل شيء كل ما حدث،جلست على كرسي الطاولة لأكتب أول كلمة روح طفلة لابدا بسرد ماض تلاشى و بقيت ذكرياته خالدة،بدأت بكتابة قصتي الحزينة قصة عمري البائسة،فتاة صغيرة جميلة و لطيفة مشاعرها مرهفة تحب الجميع،عزيمتها قوية بطول الجبال و عمق البحار ابتسامتها مشرقة كاشعة الشمس،أحلامها كبيرة وصلت لحد السماء،لطالما سقطت و نهضت،لطالما تمنت أصدقاء لكن لم تحصل عليهم،و رغم كل شيء يحدث لها لم تختفي ابتسامتها،لم يهز أحد ثقتها بنفسها بل لم تسمح لأحد بفعل ذلك،لكن ما ذنبها،ما ذنب طفلة بريئة،قسا عليها العالم،دعس على قلبها،حطم أحلامها ببشاعة،أخفى ابتسامتها عن الوجود،اخذ عزيمتها و قوتها،كسر روحها و تركها محطمة،ماذا ستفعل طفلة بريئة تمنت حبا صادقا يدفئها،تمنت صديقا وفيا تشكو له تلعب معه تضحك معه تشاركه كل شيء و لا يتركها،تمنت حنان والدين لكنها لم تجده فهي يتيمة تخلى عنها والداها،تمنت سماع كلمة جميلة لكن لم تسمعها،جثت على ركبتيها تبكي بحرقة،تعبت من ظلم الناس لها،صرخت في الظلام و لكن لن يسمعها أحد،حضنت نفسها و بكت،بكت على امل ان تخرج ألم سنين،فتحت عينيها اللتين زينتهما دموع متلالئة و نضرت الى الزجاج المبعثر أرضا،ابتسمت ابتسامة سخرية قائلة بصوتها الملائكي العذب:"ألا تشبه روحي المكسرة."،رأت أوراقا لقد كانت رسوماتها أحلامها،نهظت بهدوء و مشت خطوة خطوة ببرود كأننا جسم من دون روح،أمسكت ورقة من بينها لترى عائلة رسمتها في السادسة من عمرها،مزقتها بدون شعور لمليون قطعة و قطعة قائلة:"هذه أحلامي المحطمة."،من النافذة رأت المطر يهطل،لمست الزجاج المكسر لتخرج الدماء من يدها فتقول بألم متأسية على نفسها:"هذا ما حولني العالم له روح طفلة مكسرة."جلست على الأرض و حضنت نفسها هي ليست سوى طفلة بائسة بروح مكسرة،لن تلتئم مجددا.
رفعت ناظري لسطح الغرفة انظر للكلمات التي كتبتها،ماضي الكئيب موضوع أمامي كل حرف أحس به كل كلمة تعني لي الكثير حاولت محوه و جعله ذكريات حزينة لكنني لم انجح لقد تغلب علي حاولت نسيانه لكنه حفر بذاكرتي،نزلت دمعة متمردة ظننتها الوحيدة لكن سرعان ما تحولت لبحر يفيض باحزاني،أمسكت قلمي و قلت بهدوء:"أنت كل شيء بالنسبة لي قلمي العزيز."عدت الى كرسي بجانب النافذة المكسرة،ركن آلامي و أحزاني،هذا ماضي الحزين، منه عرفت أن الحياة لا ترحم ابدا لا تشفق ابدا كيف ستفعل و قد حطمت طفلة صغيرة بريئة لا ذنب لها بهذه الحياة،هذه حياتي لم اخترها لكن القدر فرضها علي.لم اكتب خواطر من قبل.
ارجو ان يكون قد أعجبك
للمبدعة
AYLOL_fared