الجزء الثاني

65 7 6
                                    

كان الحفل صاخبا جداً لاذنيه , القاعه الخاصه مليئه بلأشخاص الذين يتمايلون على الحان اعزوفة الفرق التي تقف في الزاويه حاول الوقوف بعيدأ جدا عنهم يشعر بجسده يثقل من التعب وان راسه سينقسم لنصفين من الالم الذي يغزوه , يريد العوده لغرفته والنوم لعدده ساعات اخرى , فكر لماذا لعده ساعات لماذا ليس للأبد ؟

لمعت تلك الخاطره برأسه بحده , لم يعد صوت الحان شقيقته ايف التي صعدت على المسرح المصغر في القاعة يصل لمسامعه الصوت الوحيد الذي يرن في اذنيه هو صوت افكاره التي تشتته عن الواقع وتسحبه بعيدا نحو دهاليز ذكرياته المظلمة ، كانت خطواته ثقيلة وبطيئة باتجاه الباب ، لم يسمع الاصوات التي تناديه ولم ينتبه سوى لليد التي قبضت على كتفه بقوة تديره بحدة ليقابل المحيط الازرق في عيون الرجل امامه ، كان حاجبيه يتصافحان ليدلا على عدم رضاه وهو يتفحص الواقف امامه ، وجه شاحب وكأنه عبر حاجز الموت للتو واعين ذابلة كانها مامست للنوم طعما من قبل
زاد من ضغط يده فوق كتف الماثل امامه حتى عقد حاجبيه بألم ليهمس بصوت يسكن ثقل العالم فيه "أنت تؤلمني..ابي !!"
خفف الأكبر قبضته عن ابنه ثم دفعه من ظهره بخفة لمنتصف القاعة
ليقول له بصوت يسمعه هو فحسب " ابقى هنا حتى تنهي شقيقتك حفلها ، ولا تفكر بالمغادرة قبلا حتى لا تنال ما لايرضيك او يرضيني "
ثم مد يديه فوق كتفيه ليقربه منه موجها نظراته لأبنته التي تقف فوق المسرح المصغر ، تعزف بكمانها الجديد
زادت ابتسامته اتساعا وهو يسترق النظرات نحو ابنه الأصغر المندهش
كانت عينيه متسعتان وبريق آخاذ يلتمع فيهما وهو يسمع الألحان التي تتسرب من الكمان إلى مسامعه

"سوناتا الشيطان" همس بهدوء وعينيه تلتمع فيهما الدموع المتحجرة ، نظر ناحية والده ثم اعادها لشقيقته التي انحت بخفة للضيوف المنبهرين وهي تضحك بسعادة
كانت تبدو مشعة جدا ومبهرة جدا ، لدرجة انه في كثير من الفترات كان يقف امام هيئته المظلمة في المرأة متسائلا هل حقا تجمعهما اي صلة دماء
ثم سحب من شروده على صوت التصفيق الذي ملأ القاعة
المزيد من الضجيج وصداع بحجم المجرة يسكن رأسه
ثم يدين تحاوطانه في عناقا دافئ مليئ برائحة الخزاما
كانت تقف امامه بكل نورها تشكره امام الجميع على هديته , ابتسم لها وعينيه مازالت تبرق بلمعان الدموع , كان يخشى ان تخذله نفسه فتتساقط امام الجميع وتحرجه , لكنه استطاع ان يسيطر على نفسه وان يحتفظ بصراع الذكريات وتأثيرها في داخله حتى نهاية الحفلة , الذي اجبره والده على ان يجاور شقيقته حتى يغادرهم الضيف الأخير مودعا

اغمض عينيه ليأخذ نفسا عميق , يحاول ان يخفف على نفسه قوة الصداع , وحينما فتحهما مرة اخرى , كان يستلقي فوق سريره في غرفته يناظر السقف ابيض اللون , ثم اعاد اغماضمها بشكلا اقوى وهو ينقلب على جانبه ليواجه الحائط , لازال يشعر بصداع يعشعش في دماغه , وكأن الوسادة التي اراح رأسه فوقها , زادته ثقلا , رفع يده يتلمس الوسادة , تسائل داخله هل هي ايضا يحتاج من يخفف عنها حملها , هل تحمل هي ايضا وزر ضجيج افكاره فانتقمت منه ؟

كل شي كان يبدو مشوشا بفعل الدوار , انفاسه تصبح ثقيلة جدا ليستطيع التقاطها , والبرد ينخر عظامه فيحاول ان يختبئ اسفل غطائه هربا منه , في الوقت نفسه كان يشعر وكأنه في زاوية من الجحيم , حتى اللحظة التي فتح بها باب غرفته المغلق , ليتسلل النور مخترقا غياهب الظلمة التي غرقت فيها الغرفة وتسلل الى انفه رائحة الخزاما التي ملئت الجو , ثم يدا دافئة تتخلل بين خصلات شعره مبعثرتا اياها اكثر ويدا اخرى اكثر برودة توضع على جبينه ليميل اتجاهها كطفلا رضيع استشعر وجود والدته حوله ,

ويأتيه صوت ايفا قائلة بهلع , " رايان ! انت تحترق , لما لم تخبرنا انك مريض؟! " اراد ان يجيبها لكن كل ما استطاع فعله هو ان يهمهم كاجابة , ثم احتدم النقاشين بين طرفان هو ثالثهما , يستوعب وعيه المشتت منها كلمات مختلفة وغير مرتبطة

"مشفى"

"هذا خطأك"

"طبيبه "

لاشيء , اختفت الاصوات وكانها لم توجد قط , ثم شعر بنفسه يحمل بين يدي احدهم , ليدرك انه والده وقبل ان يدرك شيء اخر سمح لوعيه ان يغيب
.
.
.
.
.يتبع
....

__تتنهد__
لا شيء يقال للأسف

+دققو بالتفاصيل رجاءً حتى تستطيعو كشف سر القصة
❤🍂
دمتم بخير🍂❤






help!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن