الجزء الثاني : فَرقُ الإنسان

65 22 6
                                    

في يومٍ منَ الأيام جَلَسَ مُحمد معَ إبنه يُحدثهُ عن إحدى قصص وأحداث حياته . . . . . . .

قالَ مُحمد : يا بُني في يومٍ غائم من أيامِ طفولتيَ الحزينه

ارتأيتُ الخروج معَ صديقيَ الوفي لأملأ ناظريَ من جمالِ منظرِ السماء حينَ تقطر ذرات المطر

فخرجنا نتمشى طويلاً وأُكلِم صديقي الوفي ولكِن لم اسمعُ منهُ جواب

اشتدَ المطرُ كثيراً . . . !

رَكضنا بسرعةِ والمطر يتساقطُ علينا ، الى أن وصلنا الى سقيفةٍ وجلسنا تحتها

فجلسنا ننتَظِرُ وقوفَ المطر ، فتمتعتُ بالنظرِ الى أحوالِ الجوِ المُريحه الرائعه ، أتكلمُ معَ صديقي ولم أسمعُ مِنهُ جواب.

قُلت : صديقي . . . . . . صديقي . . .

اتعبتني الدنيا ، بأجتماع الهم ، وتكدس الغم

ارهقتني الحياة ، بفراق الحبيب ، ورحيل المنيب

فأصبحتُ اطرقُ للراحةِ باب ، وأسألُ ربُ الأرباب

لِمَ ياصديقي هكذا حالي ، بائسٌ ، يائس

فطولُ العهد ، وإتصالُ البعد ، زادني شوقاً لأُمي ، وحنيناً لأبي . . .

ياالهييي . . . "بصوتٍ مُحترِق ومُتألِم"

صديقييي . . . لمَ هكذا وحدتي ، اُريدُ عائلتي

أنا مشتاق . . . تعبتُ منَ الأوجاع قلبي مُهشم

يا صديقي . . .
لمَ وضعُ بلادي العراق هكذا كُله أزمات ، وقتل
لا امان ولا طمأنينه
بلدي مَسروق بلدي مُحتل بلدي مَظلوم
ليس فيه حقوق العيش للأنسان
ليس فيه كرامة للأنسان
لمَ هكذا تتأزم الأوضاعِ في بلدي ؟!...

ومَعَ الأنين مني والتذمر الطويل . . .

لم أجدُ جوابً أسمعهُ من صديقي .

ثم رأيتُ قطةً ، تتلألأُ العين لبياضها ، ويشفقُ القلب لحالها

يتساقطُ المطر عليها ، ويُطرِفُ الطين بذيلها

ومن ثَمَ رأيتُ بعدها شاب يركضُ بسرعةٍ

حسبتهُ يهربُ مِن تساقط المطر عليهِ

لكن . . .

كان مرادهُ ضربَ القطه . . . لخُبثهِ وجهلهِ

فَضَربها بقوةٍ وأسقطها في بركةٍ طين

فبَدت بُنيّةَ اللون ، وازدادَ حالها سوء

فبدلاً مِن ملأ ناظريَ بجمالِ الطبيعه ، مُلأت بمنظرٍ بشعٍ يكسرُ القلب ، ويُدمع العين

نظرتُ الى صديقي فأذا بعينهِ تدمعُ لحال القطه

قُلت :ياصديقي أرأيت ،إنما حاليَ وحالَ بلادي بسبب
التخلف والجهل

وأنا حُمّلتُ ذلّاً وتعباً واحتقاراً في بلدٍ ليسَ فيهِ كرامة ولا إنسانيه ، لتخلفِ شعب بلادي

وهذا الذي امامك يا كلبي الوفي (ياصديقي)*هذا ليسَ إنسان

لانَ فرقُ الإنسان الذي يمتلك انسانية ورحمه وحب فرقٌ شاسع عن البشر الذينَ يمتلكون عقولاً لايفكرون بها وقلوباً لايشعرون بها ولايعرفون الانسانيه لذلك هم حقاً ليسوا أُناس . . .

فالتفتُ الى الكلب وقلت انتَ ياصديقي الوفي حقاً اطيب من هؤلاء البشر .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فيا ولدي (أحمد) كُن إنسان تتمتع بعقل رَجِح وأخلاق

وإياك وأيذاء اي مخلوق بظلم .

.
.
.
.
.
.
.
.
.
================================
انتهى الجزء الثاني كأولِ قصة يرويها مُحمد لأبنهِ أحمد ليعطيه عِبره منها .

انتظروا الجزء القادم . 💜🤩💜

الكاتِب : عبدالله اركان الحكيم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حِكايةُ يَتيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن