كنت اجر خطواتي المثقلة وأنا اتجه إلى جامعتي، كان يومي الاولأحسست باني ادخل سجنا أو ربما جزيرة منفية في آخر العالم، ليس كرها في التعليم أو بغضا للدراسة، ولكنني لم أرد الانتقال للعيش في مدينة أخرى والابتعاد عن أهلي وأصدقائي والحي الذي أتنفس هواءه كل صباح
هذا أنا، إنسان إذا ما تعلق قلبه بشيء أحبه بجنون ولا أقوى على فراقه
افتقد ذلك المقعد الذي اعتدت الجلوس عليه وحدي اقلب أفكاري كما اقلب صفحات كتاب وتغمرني أسئلة كثيرة تشغل فكري إلى أن أعود إلى منزلي واضعا رأسي على وسادتي فأسمعها تكرر علي أسئلتي من جديد فتسرق النوم من عيوني كما يسرق الم الفراق الآن بهجة أول يوم في الجامعة
دخلت جامعتي وكأني غريب عن هذا العالم. يا لتلك الضجة والصخب! أنهم يتحركون بنشاط البعض تجمع، يبدو أنهم يعرفون بعضهم من قبل وآخرون يتعارفون والبعض ينزوي وحيدا يبدو مثلي كأنه من كوكب آخر. ولكن الابتسامات طغت على علامات الدهشة أو القلق والحزنلا اعرف احد هنا ولكنني كنت ابتسم سعيدا كلما رأيت اثنين أو أكثر يلقيان بعضهم بالأحضان والسلام الحار وربما حسدتهم
انظر إلى هذه الفتاة الجميلة ! يا لها من فتاة مثيرة. إنها تمتلك تضاريس واضحة ومثيرة جدا.
هذه بعض من تعليقات سمعتها ولكني تساءلت لما هذا الاهتمام الكبير بالفتيات ولما لا اهتم أنا بتلك الأشياء لم يكن هذا السؤال غريب علي ولم يخطر ببالي لأول مرة بل تردد في خاطري عشرات المرات إن لم يكن بالمئات
وربما ما لفتني أنا بالذات بعض الشبان الوسيمين المفعمين بالرجولة والجاذبية
لم اعرف لا الآن ولا من قبل سببا واضحا لذلك إلا أني أحب أن أرى أبناء جنسي الجذابينمر يومي الاول ككل يوم، مر بي مليء بالتساؤلات، ربما كانت الإجابات واضحة ولكني تغافلتها لأنني ارفض حقيقتها وأقنعت نفسي طيلة هذه السنوات بان الأمور عادية تماما
بعد مرور اشهر على بداية عامي الاول في الجامعة وكنت حينها بعمر التاسعة عشر
أصبح لدي أصدقاء كثر من كلا الجنسين تربطني بهم علاقات قوية حتى بدأت أنسى معهم تلك الأشياء التي حزنت على فراقها في حيي البعيد
كما قلت من قبل فانا إذا ما تعلقت بشيء أو شخص ما أحببته من صميمي
أصدقائي جميعهم طيبون ودودون مرحون إنهم رائعون ولكن وان تعدد الأصدقاء لا بد أن يكون فيهم مميزون يحتلون المرتبة الأولى في قلبك
انه أفضل صديق لدي شاب وسيم مرح طيب جدا انه (رضا ) بعمري لم تربطني به إلا الصداقة القوية ولم أكن له إلا مشاعر الاحترام والمعزة الكبرى.
ومع مرور الوقت كانت علاقتنا تزداد قوة ولان رضا من سكان المدينة التي أقيم فيها حاليا وأنا مغترب قرر أن يدعوني إلى منزله لتناول الغداء مع أسرته والتعرف إليهم
كنت سعيدا جدا بدعوته وأحببت كثيرا التعرف على أفراد أسرته الذين تخيلتهم كرضا طيبة وروحا نقيةلم أشأ الذهاب فارغ اليدين فهذه أول زيارة لهم وكان الخجل يملأني
كانت باقة ورد جميلة جدا اخترتها بعناية ورود بيضاء وبنفسجية تعبر عن صفاء قلبي ومحبتي لهم حتى وان لم أرهم من قبل
كان رضا بانتظاري في موقف السيارات وسرنا سويا إلى منزلهم ذلك المنزل الجميل والهادئ
لا ادري ما حقيقة الشعور الذي تملكني عندما رايته
أحسست بان في ذلك المنزل طاقة أشعلت في حزنا كبيرا اختلط مع سعادة. لا ادري لما أحسست أن مشاعري ارتسمت على وجهي وخفت أن يراها رضا ويبدأ بالسؤال
كلما اقتربنا من باب المنزل كان قلبي يخفق بسرعة كبيرة يا الهي ما هذا الشعور الغريب الذي يتملكني
دخلنا واستقبلني والداه أنهما طيبان حقا، يستقبلاني لأول مرة وكأني فرد من العائلة وبدأت بالتعرف على أفراد العائلة الأب والأم و(رجا) شقيق في الخامسة عشر
إنهم أسرة جميلة وهم جميعا وسيمون كرضا