لن اتركك

8 0 0
                                    


قصة عشق حقيقية...
بطلها أنا شخصياً . اتمنى ان تنال على إعجابكم

لم أدري ان كان ما عشته واقعا أم سرابا , لكني فقط تمنيت ... أتمنى أن يدوم ولا ينتهي , و أن أعيش كل ثانية منه و أحس بها و أجعل كل لحظة مما عشته ذلك النهار ذكرى جميلة في حياتي و أحتفل بها على مر الزمان . لكأن الدنيا في ذلك اليوم فقط صارت نعيما , جنة خلابة سرح قلبي وهام في رحابها و أقسم أن لا يستيقظ و أن ينفي منه الأحزان و الكوابيس التي طغت عليه قبل ذلك اليوم ....
بدايته مملة كانت , مجرد يوم ربيعي مشمس كباقي الأيام , الروتين يسيطر على ربوعه و قصص الأيام الماضية تكرر نفسها باستمرار فيه و أنا أمشي كعادتي لا أدري أين وجهتي , فقط شعور يحثني على المشي وكلما أردت التوقف أبت قدماي الا مواصلة المسير ,ذلك اليوم الذي خلته مجرد يوماً روتينياً عادياً كسائر الأيام خاليا من طعم الحياة، لكن ما حدث فيه جعله واحداً من أفضل أيام حياتي بل أجمل يوم في حياتي , ففي ذلك اليوم فقط انجلى الغمام و السواد عن حياتي و حلت محلهما سعادة غامرة و حب لا ينتهي , كأن رب الأيام رضي عني أخيرا و قرر أن يبث الحياة في ربوع قلبي فقط في ذلك اليوم فكما يقال رب صدفة خيرا من ألف ميعاد .. و يا لها من صدفة جميلة غيرت حياتي، ففي ذلك اليوم ذهبت إلى مكاني المنعزل كالمعتاد، لأجلس وحيداً و أكتب كل ما يجول في خاطري و أعبر بأسى عن ما أعيشه من واقع مزري من ألام نفسية و مثلية و مشاكل ... آخ من تلك المشاكل التي تأبى النهاية، فلا أحد يفهمني أو أستطيع إفراغ قلبي له سوى هذا الدفتر الذي يحمل في طياته فصول حياتي التي يغلب عليها السواد و الكآبة ،و كل ما تبقى بداخلي مجرد خريف طويل يحن إلى أي ربيع عابر , لكن هذا الربيع لم يكن عابرا كما ظننته, بل قرر أن يسكن فيه و يزرع أزهاره ، و مع استقراره بداخلي هبت رياح الحب و أخذت تلعب بفؤادي يمينا و شمالا , وفقط في ذلك الربيع ذقت طعم السعادة و عرفت معنى الحب و التقيت بمن كنت أضن أن لقياه محال أو ضرب من الجنون , إلتقيته في ذلك اليوم الذي سيبقى راسخاً في بالي، و كما هو معروف عني أنني لست من النوع الذي يهتم بالناس كثيراً، لكنني لا أبالغ حين أقول أنني لمّا رأيته أختلجني شعور غريب، لم أفهم ما هو، حب ؟ إعجاب ؟ إشتياق ؟ لقد كان مزيج بين أحاسيس فارقتني طوال هذه السنين و غادرت قلبي المجمد، و قد عادت في طرفة عين فقط حين رأيته. جلست في مكاني المعتاد غير آبه بهذا الشعور الغريب الذي أختلجني صدفة، و حاولت إزاحة تفكيري و نظري عنه لكنني فشلت و لأول مرة أحس بأن مشاعري تخونني، و أدركت حينها أنني أعجبت بها الشخص الغريب... و طول تلك المدة لم ننبس ببنت شفة، لكن عيوننا تولت مهمة إيصال رسائل قلوبنا لبعض , فعبرت عن إعجابنا ما شاء لها أن تعبر , و قالت ما عجز اللسان عن قوله , فقد أفقدني ذلك الشعور القدرة على الكلام، و لقد توقف لحظة عندي الزمن ما إن التقت عيوننا بنظرة، أعقبت فؤادي ألف حسره و حطمت جبال كبريائي و أسقطت من الجبين مائي ، فأنا الذي لا أهتم بالناس و لا أحرك ساكناً لهم، أنهار بسهولة أمام هذه النظرات ؟ ! كلها تساؤلات أتتني فجأة كذلك الإحساس الرهيب كهجوم الألمان على الباريس !!!
لملمت ما تبقى من كبريائي و هممت فورا بالمغادرة بعد أن تأخر الوقت و قلبي ينبض بشدة، وحملت حقائبي و انطلقت، فلاحظت انه يتبعني فمشيت غير آبه به في الظاهر، و لكن قلبي يزداد نبضه أكثر و أكثر، حتى سمعته يقول لي '' لا حاجة للكلام، فنظراتك فقط تكفي، أنا أراك دوماً هنا و ألاحظ أنك تحب الوحدة و الانعزال، و طالما أردت الحديث معك لمعرفة مالذي يجعلك تبدو حزيناُ و أنت بهذا العمر ! '' عباراته جمدتني و اخترقت قلبي كسهام لحظن ما لهن دواء , لكني وضعت اليد على الجرح و أجبته و عيني لم تفارق عينه لحظة '' صدقني ليس للعمر علاقة بما يعيشه الإنسان ... حياتنا هكذا '' عم السكوت بعض الوقت، ثم مد ليه يده مصافحاً '' أنا خليل '' مددت يدي في خجل و ارتباك و قلت متلعثماً '' ر..ريياان ' و هذا كله و أنا غير مصدق ما يحدث معي، ربما لأنني أول مرة أتحدث مع شخص غريب ، أو ذلك الإحساس جعلني أتلعثم و أرتبك... لكن أيما كان، يبقى ذلك بداية لحياة جديدة مختلفة تماماً عن ماضي أليم.
وكلما مضى الزمن و مرت الأيام زاد قلبي تعلقا به فصرت لا أطيق صبراً على فراقه و صورته لا تفارق ذهني أبداً مهما كانت حالتي ، و كلماته تبقى دوماً عالقة في أذني غير آبه بأي شيء آخر وجل ما شد انتباهي هي طريقته في التعامل معي و اهتمامه الكبير بي , فقد كان يترك عمله و يركض الي في حب و اشتياق ، فلم أجد غيره يستمع لي باهتمام، و لم أجد غيره يفهمني، نعم ... لقد عشقته بجنون و مشاعري تجاهه لا يمكن للقلم أن يكتبها، و لا العبارات أن تصفها و لا الدنيا أن تسعها، أحسست بقيمة حياتي معه، كان يساعدني في كل شيء، حتى في دراستي، دوماً ما ينصحني و يوجهني للطريق الصحيح، و في أحضانه أشعر بالأمان و أدخل في عالمنا السحري الجميل، الذي أكون فيه معه فقط، في دنيا خلابة جميلة، علو صداها سوى كلمة أحبك، أعشقك، و لا يمكنني العيش بدونك ... و تأتيني إجابته بضمة حنونة و قبلة فرنسية و همسة عشق بقوله '' لن أتركك أبداً '' 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 04, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لن أتركك ابداWhere stories live. Discover now