كيم تايهيونغ فتى في السنة الاخيرة من الثانوية بعمر الثامنة عشر ذو شعر اسود قصير وناعم،متوسط الطول، رغم جمال ملامحه الواضح الا ان الحزن يكسو وجهه ويبرز سواد عينيه بشكل كبير لكن ذلك يعطيه رونقا يزيد من جاذبيته هذا بنظر حبيبته لونا صديقة طفولته ومعه في نفس الصف،فتاة ذات ملامح جذابة بشعر اسود طويل وعينان فتانتان وابتسامة مشرقة . لطالما بقيت لونا بجانب تاي وواسته باحزانه خصوصا بعد وفات والديه بحادث سير فظيع كان هو الناجي الوحيد منه منذ سنتين.
يحاول عادة تاي ان يكون في يومه كأي فتى عادي ليخفي حزنه والمه عن اصدقائه ،وهكذا امضى يومه في المدرسة بين اصدقائه ودروسه مع بعض اللحظات الجميلة مع حبيبته لونا وبعد نهاية اليوم عند غروب الشمس عاد تايهيونغ الى منزله دخل ليكون الصمت سيد المكان والظلام يسوده بشكل كامل ليخفض رأسه بحزن محاول كبت صرخات الحزن وهو يتذكر والدته كيف كانت تستقبله في السابق بابتسامة مشرقة ولكن الآن ....
"كف عن تلك التخيلات الحزينة ايها الغبي تاي ذلك كله من الماضي انت الآن وحيد " كلم نفسه بغضب وهو يسير نحو غرفته ليرمي نفسه فوق سريره ويحدق في السقف طويلا الى ان غفى . استيقظ بعد ساعة بدل ملابسه فهو لم يغير الزي المدرسي بعد وارتدى ملابس سوداء كباقي ملابسه فقد اصبح هذا اللون يغطي معظم ملابسه وحياته ايضا وخرج ليتمشى لعله يخرج الضيق الذي في صدره. كانت الاضواء خافتة في الشوارع والهواء يحمل نسمات باردة سار الى ان وصل للجسر فوق النهر لم يكن هناك سوى بعض الناس فالوقت متأخر وبعد قليل اصبح خاليا كان تاي لا يشعر بشيء من حوله فقط ينظر الى الماء وانعكاس القمر بهدوء غارق في بحر من الافكار والتساؤلات : " الى متى سأبقى في هذا الحزن والكآبة، تعبت من حياتي كلها اشعر كأن مشاعري متخبطة؛ اضحك والحزن يكسر قلبي من الداخل اتوه في متاهة الضياع مابين التعاسة والامل ،العزيمة والهزل ،مابين الفراغ والهمة والضجر والالم لوحدي، لقد ارهقت وانا اخفي كل ذلك لابدو طبيعيا ،لم اعد احتمل اريد ان اخمد هذه النار في داخلي ."
بقي تاي يشرد بالماء الى ان قرر ان يمتلك الشجاعة لاول مرة ويقف على حافة الجسر ،مسح دموعه وفتح زراعيه شعر بالهواء البارد يلفح وجهه تنفس بعمق ليستنشق الهواء بقوة ويشعر به داخل رئتيه ومن ثم زفر زفرة طويلة ينفث فيها بعض من همومه .كان هناك من يراقبه بصمت من بعيد متردد باتخاذ خطوات تجاه تاي بينما الاخر لم ينتبه عليه وكأنه غائب عن هذا العالم ليغمض عينيه يسترجع لحظات من حياته و يستسلم .
