نبوءات الجريوم

434 11 4
                                    

قد تتسائل و انت تقرأ جيكا مينالي و لعنة ست عن سبب وجود مدرسة عين حورس السحرية بمفردها فقط في مصر و عدم وجود اي مدرسة سحرية اخرى
السبب يكمن في تاريخ تأسيس المدرسة نفسها
فقديما إبان العصر الذهبي للحضارة الفرعونية كانت للمعابد مناطق تعليمية ملحقة بها مخصصة لتأهيل شباب السحرة المصريين و تدريبهم . عرفت تلك المناطق التدريسية ببيوت الحياة . كان أشهرهم على الاطلاق هي بيوت حياة امون و رع و ايزيس و اوزوريس و ست.
في منتصف الطريق و قبل عصر بناة الأهرامات تنبأ أحد السحرة العظام للفرعون بحتمية اضمحلال الحضارة المصرية و اندثار القوة و التقدم الذي امتلكوه ليسود عصر من ظلام و تخبط مستمر . كتب هذا الساحر برديات توصية للفرعون الذي سارع بالعمل بما جاء بها . كان الساحر يحمل اسم الجريوم و قد ختم البرديات بختمه المميز بعين حورس الحامية حتى تحمي توصياته من غدر الزمان . عرفت تلك البرديات بمتون جريوم و الذي تناقلته العقول و كبار السحرة حتى اعيدت صياغة بعض ما جاء بها في متون هرمس .
كانت اهم التوصيات تقضي بضرورة توحيد العلم المصري المتناثر في بيوت الحياة المتعددة ، حيث رأى الجريوم ضرورة حتمية لهذه الخطوة في سبيل تأسيس قلعة تصمد في وجه المتغيرات و تحمي الأسرار السحرية المقدسة من الوقوع في ايادي من لا يفهمها و يقدرها .
تحرك الفرعون و اجتمع بكبار سحرة المعابد ليوافقوا على مضض على تلك التوصيات لينتدب كل منهم ساحرا قويا قادرا ليمثلهم في هذا المعبد الجديد .
انتقى الفرعون بقعة حددها له الجريوم ليؤسس معبده الجديد ، و كما وصاه الجريوم فقد استخدم الفرعون مفتاح الحياة الملكي الذي تتناقله الملوك منذ عصور طويلة ليستخدم العالم الفسيح القابع ورائها في تاسيس دعائم معبده . كان هذا العالم بمثابة الملاذ الآمن للفرعون بعيدا عن صخب السلطة و لما يمثله من اهمية و مكانة في التاريخ الفرعوني الطويل فقد وافق بأريحية على استخدامه . فلو صحت نبوءات الجريوم فسيأتي يوم و تختفي فيه مفاتيح الحياة الكثيرة التي يملكها المصريين و تتيح لهم مقدرة التحرك في اماكن شتى و عوالم مختلفة ، لذا فبموافقته على منح هذا العالم للجريوم فسيحافظ على بقاء هذا المفتاح حيا حتى نهاية الزمان . بعد مئات السنوات قام بعض الفراعنة بتخليد هذه الذكرى و قاموا ببناء اهرامات عملاقة تجاور المنطقة المقدسة لديهم .
ولأهمية الدور الذي لعبه الجريوم فقد اصدر الفرعون امرا بتكليفه برئاسة المعبد الجديد ليصير كل رئيس للمعبد بعدها يحمل لقب الجريوم تخليدا لذكراه
انضم للجريوم تسعة سحرة كبار من مختلف المعابد لذا أطلق عليهم الجريوم لقب التاسوع ليُخلد الاسم لكل من يساعد الجريوم في امور الدراسة و شئونها
و حتى يخفف الجريوم من حدة الرفض التي واجهها داخل نفوس تاسوعه فأصدر أمرا ذكيا بتقسيم طلبة المعبد الى أقسام خمس كل ينتمي الى المعبد الاكبر الذي جاء منه ، مطلقا اسم المعبد على كل قسم ليؤسس خمس بيوت حياة داخل المعبد حاملة اسم امون و رع و ايزيس و اوزوريس و ست . ساهم ذلك كثيرا في تخفيف حدة التوتر و الكراهية بين الطلاب و ان استمرت كراهية البيوت لبيت ست تحديدا لما يمثله من رمز لشر قديم و صراع ازلي .
بعد انتهاءه من تأسيس قواعد معبده الكبير اجتمع الجريوم مع الفرعون ليكلفه بتوصيات خلدت على جدار المعبد الكبير ، حيث تمثلت اكثرها اهمية في ضرورة حماية الاسرار الفرعونية من اي اعتداء و سرقة و اهمية رعاية و حماية شباب السحرة المصريين و تربيتهم بالشكل اللائق و المميز . عرض الجريوم على الفرعون تعويذة من بنات أفكاره يلقيها على كل من بالمعبد و من سينضم له تباعا . حظت تعويذة حماية الاسرار على قبول الفرعون و رضائه نظرا لانها تقتل كل من تسول له نفسه التحدث عن اسرار المعبد لاي غريب . اختار الفرعون اسما للمعبد استوحاه من ختم الجريوم الشخصي و انتقى الجريوم لقبا للمعبد اختاره من رؤياه ليطلق اسم مدرسة عين حورس على المعبد الجديد.
لا تندهش حين تعرف ان نبوءات الجريوم قد صدقت ، فاختفت الحضارة العتيدة و اندثرت المعابد ببيوت الحياة الملحقة بها و عبثت ايادي خارجية غريبة بتراث مصر و كنوزها ، لكن لازالت مدرسة عين حورس السحرية باقية صامدة حتى اليوم تحمي اهم و اغلى اسرار الحضارة المصرية القديمة . و لا تزال المدرسة ترعى و تأوي شباب السحرة كما رغب الفرعون القديم يوما .

🎉 لقد انتهيت من قراءة مدرسة عين حورس السحرية 🎉
مدرسة عين حورس السحريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن