الفصل الأول

194K 4.3K 571
                                    

#الفصل_الأول
#نِصال_الهوى

لقاءنا لم يكن صُدفة
بل هي تدابير القدر
وبدايتنا هي القضاء
وأنا مُؤمن بـ القضاء والقدر...

-أوباااه...

خرجت تلك الكلمة مشدوهة من فِيه هذا المُتلصص وهو يعتدل من إتكاءه عن السيارة نازعًا نظارته الشمسية..ثم بدأ بـ تفحص تلك الفاتنة التي أمامه

تمتطي جوادًا أسود عربي أصيل..صوت صهيله يكاد يخترق أُذنيه..مُهلكة بـ جلستها المُحترفة فوق جوادها..بـ جسدٍ مغوي ذي إنحناءات يتبينها الأعمى..وخُصلات كستنائية تطاير من جديلتها المُدللة كـ صاحبتها

ولما لا وصاحبتها جُلنار الصياد!!!

مسح على وجههِ بـ عُنف ثم هتف بـ إمتعاض وعينيه تكاد تلتهمها حية

-لأ إحنا متفقناش على كدا...

عاد يضع نظارته ثم تقدم بـ خُطىٍ وئيدة ، مُتمهلة ، تستمتع بـ مُشاهدة تلك الفارسة من العصور القديمة..وعلى شفتيه الرفعيتين ظهرت إبتسامة شقية ، خبيثة وتقدم منها حتى وقف خلفها وهي تهبط عن الجواد ثم صفق بـ يديهِ لتلتفت جُلنار بـدهشة

وإلتقى فيروزها بـ عينيهِ والتي أسرته لوقتٍ طويل..طويل وهو يُقسم أن عينيها ما هي إلا حجرين كريمين يشعان بريقًا ناعمًا ، شقي ، وجرئ

تنهد صاحب الثياب المُنمقة ثم أردف وهو يضع يديه بـ جيبي بنطاله

-رائعة يا أنسة جُلنار
-إرتفع حاجبها الرفيع بـ دهشة وتساءلت:حضرتك تعرفني!
-إبتسم بـ إتساع وقال:ومين ميعرفش جُلنار الصياد!!...

حينها إرتفع حاجبيها أكثر وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها تنتظر تفسير دون أن تسأل وإلتقط هو ما تُفكر به ليقول بـ تنمق

-أنا صُهيب..مُعيد فـ كُلية طب
-إبتسمت بـ سُخرية هاتفة:قصدك بتعيد السنة كتير يعني!...

توقعت أن يغضب ، أن يعقد حاجبيه بـ ضيق ، أو أقل تقدير أن يوبخها إلا أنه خالف كل توقعاتها وهو يضحك ضحكات رجولية صارخة..ثم أردف وهو يحك ذقنه

-ولو أنه ألش رخيص بس من جُلنار الصياد غير
-نفخت بـ نفاذ صبر وقالت:أنا مش فاضية لـ لعب العيال دا..يا تقول أنت مين يا تتفضل بدل أما تشوف جُلنار الصياد تقدر تعمل إيه...

رفع يداه بـ إستسلام زائف ثم قال بـسماجة وهو ينزع نظارته فـ تظهر عينيه الآسر

-لأ وعلى إيه..أنا مش مستغني عن عمري...

إرتفع حاجبيها بـ غضب وظهر توهج عجيب بـ فيروزها ثم هتفت بـ صوتٍ لا ينتمي إلى ملامحها الرقيقة

-أنت عبيط!..ولا حابب تستعبط ولا شُغلك إيه بالظبط؟!...

عاد يرتدي نظارته فـ تعجبت لما نزعها ليرتديها بـ اللحظة التي تتبعها..ثم قال وهو يستدير عنها

نِصال الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن