مرض الحب القهري

98 4 0
                                    

الألم يجعل الناس تتغير
بعد المعارف احوال و بعد الحياة جحيم لا يطيقها الاحتمال،  وراء باب المقبرة تقف قرينتي التي قهرها الإهمال ، بعد النكرات صفات و بعد الرحيل قلب فتاة على هيئة فُتات ، شكراً على لا شئ ايتها الحياة هل من مزيد بعد كل هذا الحتَات .
ها انا ذا اجلس على عرشي في آخر المطاف،  أشاهد جثتكم المرمية على التراب ، المنظر خلاب ! ، أنفخ سيجارتي و أبتسم بلطافة شيطاملائكية ، حدقة عيني متقلصة لكثافة الإضاءة هنا،  أمررحدقتاي  بين قلوبكم المتعفنة و عقولكم الملوثة المستأصلة من جثثكم ، لا تستغربو أيها البشر فأنا معتادة على الحرارة هنا ، كانت اول نار أحرقتني أشعلتها انت ايها العاهر البائس  بأعواد الثِقاب خاصتك،  كان مكان الحريق تحديداً يقع شمال شرق صدري وراء أضلعي الهشَّة ، هناك تقع مستحاثة قلب ملاك تحول تلقائيا لشيطان ، البشر لا يطاقون !
أحببتك بظلماتك و نورك أحببتك أحببتك أحببتك بقدر مئة سنة ضوية بينما انت آلمتني آلمتني آلمتني بقدر مئة صعقة كهربائية
، أحببتك بلاشيئ من قواي  العقلية، بينما انت استنزفت كل صوت من  نبضاتي القلبية ، لا تستغرب إعادتي للكلمات فأنا مصابة بمرض الحب القهري ، ليس خطأ مطبعي كما تفكر ، إصتأصلت مني جناحاي الملائكية الضخمة و رحلت تاركني اتحول الى شيطانة شيطانة شيطانة ، اخر صوت لقلبي كان نبضة عشق بإسمك و آخر صوت  من تحت لساني كانت كلمة تشهد بحبك ، بندقية معطلة الزناد ، كوبرا  تفرز سماً معالجاً ، شيطانة من النور ،  رماد على شكل حليب مجفف ، هكذا أنا بدونك كنت بالنسبة لي كالدين كنت متدينة بك أنا والطفلة، البريئة داخلي اصبحنا بقهر رحيلك ملحدتين ، للأسف لم نكن محميتين  ، فدخلت الرصاصة لتخترقني و تخترقني وتخترقني نعم ماتت أنا و انا و انا مات كلي ماتت  ارواحي ثلاثتها " انها رصاصة الرحيل " ، في الماضي قبل ان تفتح القبور و تخرج الارواح ، كنت ارى خيالك ورائي عند الوقوف امام المرآة ، الآن ارى جثتي وورائي شياطيني يال الهول !  ، كل شيئ تافه مللت من العيش بالموت  ، من قال أنّ الأبيض و الاسود متناقضان ؟
فالرمادي وريد يفصل  بينهما ، من قال أنّ أنا و أنا متشابهتان ؟ فلبي بريئ و عقلي خبيث يئبى محو ذكرياتك انه يحاول تدميري ، من قال أنّ الجنّة و الجّحيم متجاورتان ؟ ، فالأولى فوق السماء السابعة و الأخرى تحت الأرض السابعة ، من قال أنت و انا متحابّان ؟ ، فانت لا تحبني انت تحب حبي لك ، انت تحب شجاري مع عقلي لأجل إقناعه بأنك الشخص المناسب ، لا أحدآ يريد أحدآ لأن أحداً سبق أن تخلى عن أحد  لأجل أنّ أحداً يريد لا أحد فالمجتمع مجتمع أُحادي  ، لا تثق في أحد ولا في نفسك  لأنها ستخذلك و سترفع روحك بدون سابق انذار ، لا أحد  أبدي ، الحياة ستكتب  لك نهاية بفنائها  ، الموت ستجعل اسمك في لائحة امواتها ، المقبرة ستحجز لك مكاناً  بين قبورها  ، السيجارة ستخونك بإنطفائها، حتى قماشة بيضاء ستجعل لك لقباً كفينها،  هل من مزيد ؟
أنا المجنونة في عالم ساد فيه العقلانية انا الحب في قلب احتواه البرود انا البرائة في عالم اصبح  فيه الظلم عبادة
يا الله ارني عجائب قدرتك فيما أتمنى فصبري تجاوز الحد الأدنى،  كنت أطيل السجود حين أتذكرك،   بينما انت كنت تطيل الغياب لأنساك ، البشر هنا يفطرون على لحوم البشر و يصومون عن البرائة لم أعرفكم فقط البارحة .
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، هجرت سريري ، مشيت بعض الخطوات إلى خزانتي ففتحتها مما جعل ذلك يصدر صوت ، لنرى ... كل أكفاني سوداء لكن بأشكال مختلفة ، مددت يدي أخذت قطعة .. كفنت نفسي و عند محاولتي لإغلاق الخزانة لمحت صندوقا ابيض كان فيه ملابس عاهرات و لربما ضمادات ، بجانب الصندوق ألبوم ذكريات .. لقد كانت تحث على شيئ منك او بالاحرى بقاياك  ، انقلبت ملامح وجهي من العابسة الى المستهزئة!  ضحكت  بهستيرية عندما مر شريط حياتي المزيف امام عيني في ستة ثواني و في وسط الضحكات شهقة طفلة بريئة سرق منها تسجيل لاغنية أمها المتوفات ،كانت تغنيها لها قبل النوم ، كان داخل الالبوم اوراق صفراء قديمة مضمونها كلمات لعينة ! كل رسائل الانتحار خاصتي تلك عليها دموع قد جفت و حبر باهت اللون ، لكنني لم افعل و لم و لن  يقرأها انسان بعد .. الحياة كانت نسخة عذاب مزيفة مضمونها تعذيبي انا شخصياً ، الآن أظلمت الظلمات ، اصبحت روايتي بتمهيدٍ كان يا مكان ، فكشفت الاعفان ، و أغلقت الاجفان حسناً حان الاوان ! الواحدة و ستة دقائق ... اغلقت الخزانة و توجهت إلى المقبرة انه موعدي مع جدتي .. انها تحدثني عن مدى بشاعة المكان هناك ! انها تقول:  " الحياة ليست بتلك الاهمية هي فقط غرفة انتظار للجحيم " لطيف !
لا زلت افضل شيطان رحيم على إنسان رجيم اللعنة ! لازلت أقف بتوازن رغم الخراب حولي  و التراب تحتي ، رأيت من بعيد عند باب المقبرة ساحرتين دخلتا محاولتين دفن حجابين في قبرين مختلفين ، تركتهن ورائي و أكملت طريقي ... عدت الى  متاهة المجانين أنا و أفكاري اخمن ما إذا كانت الحياة حياتين سأعطيكم مثالين : حياة بالموت او موت بالحياة . هل ترى  ماخلفه رحيلك أيها الاحمق ؟ لقد كنت لي كالراحة بين السجدتين وحياة بأرواح قطتين ، او فرحة الصفح عن سجين  ، لعنة مقدسة !
بعد ستة سنوات توجهت إلى المستشفى اريد التبرع بعيناي سئمت من  نظرات البشر اللعينة اضافة لإبتساماتهم المتصنعة امام عيناي، عيناي التي تعكس  كل لعنة تحدث داخلي ، توجهت إلى المصعد ، زر الى الطابق السادس الغرفة رقم ست مئة و ستة و ستون !  نعم انه رقم الشيطان !
لمست المقبض ففتحت الباب رأيت فتاة كانت تعاني من ورم سرطاني في عيناها جاء الطبيب من خلفي قال من سمح لك بالدخول أجبته انني أريد التخلص من قمامة عيناي ... بعد ستة ايام دخلت غرفة العمليات مع تلك الفتاة مخدر لي مخدر لها و ها نحن في عالم آخر

                 ... بعد ستة ساعات ...
فتحت عيناي أقصد عينا الفتاة و إذ بي أرى البشر على نسختهم المزيفة،  الابتسامات الخادعة ، أرضية عادية و كل شيئ مزيف إن كان مكاني شخص آخر كان سيصدق تلك اللوحة الفنية تحت عنوان البرائة  ، تباً لعالم البشر اللعين  ... قطع تفكيري  صراخ بالغرفة المجاورة كان مصدره  تلك الفتاة ، كان الاطباء يهرعون لفحصها لكنني الشخص الوحيد الذي بإستطاعتي تشخيص حالتها بدون فحصها حتى،   مشيت  بضع خطوات متثاقلة نحو غرفتها و إذ بها تمسك بيدي مترجية " أرجعي إليّ أورامي لا أريد لا أريد " أجبتها بأنني آسفة لما جعلتها تراه بعيناي ...
أعيد نفس السيناريو .. غرفة العمليات ، مخدر ، ستة ساعات ، رؤية ضبابة واللعنة البشر بالنسخة الحقيقية التي لم تعرض بالسينما قط اجسام على هيئة جثث ، عقول ملوثة ، قلوب متعفنة ، واللعنة تلك النظرات مجدداً .. خرجت من المستشفى ذهبت الى منزلي تحديدا غرفتي ثم وقفت امام مرآتي لمقابلة قرينتي ، الوحوش في عقلي ، إنفصامي ، شياطيني و طفلتي البريئة .. جلست على الارض ثم لا اعلم ماذا
العالم مصحة مجانين و انا أجلس على العرش
انا خيطان من الكوكايين وورقة من الماريخوانا ممزوجة في كأس نبيذ من الدم
أنا ورم الجنون في عقل إنسان عادي
أنا كلمة بعد سنوات من البكم
انا بقعة سوداء في فستان عروس  ابيض
أنا كأس من الماء بعد سباق جري في الصحراء
أنا أول بصيلة تنمو بعد علاج كيميائي لمريضة سرطان
أنا دمعة بعد ثواني من الاعتراف بالحب
أنا نبضة بعد سكتة قلبية
أنا راية السلام بعد حرب نفسية
أنا ابتسامة عفوية بعد دهر من الاكتئاب
أنا جنين بعد ستة عشر سنة عقماً
أنا آخر رصاصة بإسم الظلم
أنا الالماسة الثامنة الضائعة من تاج عظماء العشق
أنا رماد كتاب إحتوى  مشاعرا عجز اللسان إفصاحها
ولدت في عالم الملائكة و أموت في مقابر البشر
أسكن في الشريان و أعيش تحديدا عند عتبة باب مقبرة عظماء لعنة الحب
أنا رشفة من السم في طعام  صدقة بإسمك أنت
أنا آخر قطرة رحيق بعد تعفن بساتين الأزهار

أنا لعنة ملائكية !

الجحيم حيث أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن