في بيت متوسط الحجم يضم الأم ووليدها،رائحة الورق تفوح من غرفته، نقر القلم على الورق كان الصوت الوحيد المُتحدث في الغرفة،
شاب متربع على كرسي المكتب ذو ملامح مميزة،شعره الكحيل المرفوع للأعلى، مقلتان بُنيتان واسعة، أنفه المُستقيم، شفتاه مُحدبة صغيرة، يُلفح ملامحه لون بشرته البيضاء،
الأوراق البيضاء على سطح المكتب والأقلام الكثيرة مختلفة اﻷلوان موضوعة مقلمتها.
كان مغمض العينين يفكر بصوت مسموع" أريد كتابة نوع قصص لم اتطرق إليه من قبل،ومع فرز قصصي جميعا أجد أنني لم أكتب في الرومانسية!
إذا وجدت ضالتي قصتي المقبلة ستكون عن الحب.. أريدها أن تكون قصة مميزة وعلى سبيل التغير أحب تجربة الكتابة على شيء مختلف،
كتبت على الورق، واﻹلكترونيات، ماذا يوجد أيضا؟.." لم يستغرق دقائق حتى علا صوته" آلة كاتبة! مهلا، لم أكتب عليها من قبل رائع!"
لصق جملته بإمساك الهاتف والبحث في اﻻنترنت عنها، ثبت نظره على الهاتف وهو يتفقد المواقع صعودا وهبوطا، أخذ يهمهم ويردد ما يقرأ.
" اممم، اﻵلة الكاتبة تعتبر أول طابعه..أول من أخترعها هو هنري ميل سنة 1714 ميﻻدية.."
انسجام تام اعتراه مع البحث، يدخل في موقع ويخرج من آخر،
معلومات جديدة توالت على عقله عن كيفية عملها وتاريخها العريق،غاص في البحث حتى وجد موقع ينظم مزاد وكانت من ضمن اﻷشياء المعروضة اﻵلة!
هنا قفزت تعابيره بكل سعادة من على وجهه وهو ﻻ يكاد يصدق.. تفحص السعر المبتدئ وراق له.
ماذا سيفعل اﻵن؟منذ قليل كان يريد تجربة الكتابة على شيء جديد واﻵن وجد الشيء الجديد وسعره بخس وفي متناول يده، قلّب أفكاره برمتها في عقله، سيُقام المزاد في يوم 18\3\2019 أي يعد يومين من الآن،
ذهب حيث يخبيء مدخراته وأخرج أمواله وبدأ بالعد، شعر بالرضا حين فاقت أمواله السعر المعروض إلى الضعف، وهنا مشكلة قد حُلت تبقى القصة..
استعاد نشاطه وشحذ همته وبدأ يخطط لأول قصة رومانسية يكتبها،
وحتى يكون له قاعدة يستند إليها أخذ يطالع قصائد الغزل، روايات الحب،
يكتب كل ما يشعر به عند قراءته،
يرى كيف يعبر الشاعر أو الكاتب عن مشاعره فيعمل على معارضته،
وهذا تفكير جيد من شاب لديه واحد وعشرين سنة ولم يقع في الحب ولم يدق قلبه إلا لأمه وأباه حين كان حيّ يرزق.انقضت باقي ساعات النهار وهو يفكر فيها، ما الهدف؟ فلا بد من وجود هدف فهو ليس من النوع الذي يكتب بلا هدى،
وما أسماء الشخصيات وكم عددهم؟ والزمان والمكان؟
أنت تقرأ
الحبر
Short Storyالحب مشاعر تجعل القلب طائر يرفرف بجناحيه متهللا فرحاً، وما أجمل أن تعبر عن مشاعرك بوردة بيضاء وقصاصة صغيره، فترسم خيالك المحب على الوريقة ومشاعرك تتصارع أيهما تظهر أولاً. رأى رسالة صاحب الآلة القديم موضوعة على المكتب بجانب الآلة، تحمس لقرائتها أمس...