متشرد (مكتملة)

2

.

.

.

.

قيدت حركته على كرسي في منتصف البيت تحديداً عيناه تلتهب مطالبة برمشة الا ان عقله يرفض الانصياع جفاف حلقه يخرج انفاسه متهدجة عضلات افخاذه مشدودة حد الرجفان ازرقت اطراف اصابعة مناشدة قلبه بإبطاء ضخ دمه

يطوف ثلاثتهم حوله بهمهمات تزرع في لبه هلوسات وتثقل على أَصْغَرَانِه ليشرع ملزماً بالذرب بشكل آلي خامل

"عند طبخي لعشاء يوم الاثنين 2019/3/3 امسكت بالأنبوب بعجل وسكبته أجمع ظناً مني  انه الملح وعند ما انتهيت وجدت انه المادة التي كان |كريس| يجري عليها الاختبارات علمت من الورقة الملصقة اسفل العبوة لم يكن هناك وقت للطبخ مرة اخرى فصمت وقدمته للعشاء ولم اقرب منه ولكن لم امنعكم لحسن ظني بـ |كريس| فلن يقوم بصنع بشيء سام  وان كان سيضركم فلن يتجاوز التسمم الغذائي؛ أخبرتكم اني ذاهب لشراء الكحول وان تبدأوا بالاكل دون انتظاري لاني لن اغيب اكثر من عشرة دقائق, غبت7 دقائق وقد عدت في الحادية عشر  وخمسة وثلاثون دقيقة لأجدكم مرميين على الأرض وقد شحبت الوانكم تقدمت من |روز| و | ليندا|  وقد فارقن الحياة لأعيدكن الى  الكراسي بشكل سريع  وأسحب صاحب الانبوبة بصعوبة الى المطبخ وأفتح انابيب الغاز  وأشعل بين يدي |روز| عقب سجائر  وقبل خروجي من المنزن انتشر الحريق ولكني هربت قبل ان يمسني بأي سوء  يذكر"

تحولت همهمتهم الملحنة الى نزعات تشتد ثم تهدأ فتحتد الى زَهْزَقَة متحشرجة .

توقف طوفانهم حوله متشكلين كـ مثلث وهو في منتصفه ؛ لم تتحرك اطرافه رغم انعدام القيود ,غسلت ملابسه ,بغدده الفرازة لتقطر على الارض مزعزعة هدوئهم, اسطفوا امامه بهدوء مطبق , مزقت وجوههم بابتسامة دامية خاليه من اية نواجد او لسان, مالت رؤوسهم بخمول ؛هازة رقابهم قبل السقوط  اسدل جفنيه بَدَرَان مجيبً مطالبة عينيه, لتجحظ فور انتهاء راحتها اثر وجوههم امامها.

خُرِمت أغشية اذنيه بأشواك صريخهم الحاد مسيلة دماء صممها , حُرق غراء أعصابه لشدة السيالات التي تعرضت لها *الخلايا العصبية* لها ليصاب |جورج| بـ نوبة من صرع فقد تركيز وعيه إثرها.

.

.

.

مُنْتَصِب على عتبة منزله المحترق يحدق به بأعين خالية, يهأهأ تارة ويعْوَل حين آخر, شعث شعره ومَلَئ لُجُه وجهه ,طالت اظافر يده؛ مؤذٍ بها أدتمه مسيلاً لدمه.

متشرد يهيم على الأرض بجنون فاقد لبه؛مشاعره منبثقة بـ بهلع متندم مشبرقة فؤاده الى أوصال.

*

*

*

انتهت