المشهد السادس

220 35 11
                                    


تم اصطحابنا أنا وتشانيول عودةً لغرفتنا عبر الفريق الطبي.

"إن احتجتما أي شيء فتعلمان ما عليكما فعله. هل تشعران بأنكما ستكونان بخيرٍ حتى نهاية الليلة؟" أحد أعضاء الفريق الطبيّ سألنا.

تشانيول أومأ برأسه "أجل، شكرًا لك. سنكون بخير، شكرًا على كل شيء" ابتسم له وحنى رأسه ليعزز امتنانه. وأنا قلدته "أراكما من جديدٍ غدًا"

حنى رأسه ردًا علينا ثم غادر تاركًا كلينا. مشينا نحو الأسرة الملتصقة وارتمينا بإجهاد، تشانيول بسرعة عانق هلعي حينها غرقت في حضنه. أطبقتُ عينيَّ وابتسمت، وصوتُ خافتٌ لضرباتٍ قلبه كنتُ قد سمعته. قَبَّل أعلى رأسي ثم بقينا هكذا لدقائق هادئة كان كلانا في أمس الحاجة لها.

"هل أنت أكيدٌ من أنه يجب عليك مزاولة عملك في الغد؟ أراكَ تحتاجُ الراحة، يول" قلتُ حين ركد شعوري نحو الواقع. تشانيول تنهد.

"أنا على ما يرام بيك، ليس سوى رتقٍ للجرح. أعطوني الأدوية اللازمة لذا هذا لن يظرني. سأكون بخير، لا تقلق بيكهيوني خاصتي" قالها وموضع القبلة الثانية على رأسي. رفعتُ وجهي نحوه أقابل أعيننا.

"أنا أشتاقك تشانيول! أنا واللعنة أشتاقك كثيرًا!"

"أعرف ولا أقل عنك بيك. لكن لا خيار لدينا، يحتاجونني، يحتاجون تعاون الجميل لنتخلص من هذا الوضع المزري. حالما ننجوا سيكون هناك أنا وأنت فقط لبعضنا، عندها لن أسمح لشيء أن يبعدنا، حسنًا؟" ما زلنا نتأمل، ابتسمتُ وأومأتُ مجيبًا. أعدتُ رأسي لموضعه السابق، أسترق السمع لنبضات قلبه مرةً بعد.

"أتعلم لمَ أؤمن بك يول؟" همست.

"لمً؟"

"لأن قلبك ينبض. طوال مدة معرفتي بك كان قلبك ينبض بنفس الطريقة، وكنت تشانيول القوي الذي يفعل كا ما بوسعه ليفي بوعوده. تشانيول الذي طالما بقي بقربي مهما كانت الظروف التي نمر بها ومهما كنتُ أنا مخطئًا. أنت حي، أنا كذلك. مينسوكي هيونغ لم يعد يتمتع بهذه الميزة بعد الآن. ولا الصبي الصغير عند الحافلاتِ ولا الرجل في الكافيتيريا. ولا أيٌّ من الأشخاص هؤلاء يتمع بها. ما يهم الآن هو أننا على قيد الحياة، ونحن على قيد الحياة معًا. أثق بك" شرحت.

"إلهي، أنا أحبك حقًا"

حدقنا ببعضينا بحبٍ لوقتٍ قبل أن أعود فعليًّا لأحشر نفسي في حضنه.

"أنا أيضًا يولي"

"فلننم" همس "فقط كما نحنُ الآن" وغرقنا في النوم.

~~

لم يعد أي مكانٍ آمنًا منذ الآن فصاعدًا، خارجًا الاشعاع العالي. وداخلًا المعارضون الخطرون والآخرون. الآخرون الذي انتهى بهم المطافُ كابن ذلك الرجل. هؤلاء المخلوقات اللابشرية. لا أحد حقيقةً يعلم كيف أصبحوا هكذا أو لما. كل ما نعلمه أنهم تعرضوا لأشعةٍ لم تقتلهم. ولا أحد يعمل ما الذي سيحصل لهم لاحقًا. بعد أن يتم أخدهم من قبل الفرقاء الطبية حيثُ لن يطلعوا حتى تشانيول عليها تحت ذريعتهم المعتادة "الأمان"

الإشاعات تشتعل، الشعبُ يزداد غضبًا كل ساعة. والمعارضون يصبحون أكثر تصيدًا.

"كل ما تعتني به الحكومه هو نفسها"

"آهٍ لو أننا امتلكنا رأيًا في هذا. لما صارت عائلتى من الموتى الآن"

"أنت حتى لا تمتلك الجرءة لمواجهتنا وتظن نفسك قائدًا جيدًا؟"

تشانيول وأنا بقينا خارج الموضوع. نحن ندين بالكثير للرئيس جايشين لذا كان أقل ما بإمكاننا فعله هو الثقة به. لا بد أن الأمر صعب له كذلك، أن يضطر للتعامل مع الأناس الغضبى، وفوضى الإشعاع والآخرون الذين ذكرتهم مسبقًا، ناهيك عن ضغط الحرب. إن كان هناك أي شيء لم يقله لنا، فهذا لأنه لم يستطع. السياسة ليست بالأمر اليسير. صحيح؟

لكن هذا لا يعني أني لا اتفهم الشعب أيضًا، لا عجب في أنهم خائفون وغاضبون. هم فقدوا عائلاتهم دون أن يحصلوا على جوابِ: لماذا هم خسروهم؟ الحال الآن كتلة من الفوضى المتفاقمة. أنا وتشانيول فقط نحفظ أنفسنا.

بعد أن تمت خياطة جرح تشانيول هو عاود تدريبه، وفي ذلك اليوم أنا توسلتهم أن يسمحوا لي بالقيام بأعمالٍ تطوعية هناك. لم أكن أمتلك أي خبراتٍ طبية، لكني أعلم أن المساعدة مطلوبة بل ومعوزة. اقترحتُ أن أقوم بتنظيف المرفقاتِ وبعد جهدٍ جهيدٍ هم وافقوا. وها أنا في يومي الثاني هنا.

"أشعر بالإجهاد. لا علم لدي كم يمكنني الاستمرار. يمكنك الذهاب لتناول عشائك بدوني بيك، سأنام باكرًا الليلة" تشانيول قال لي حالما خطونا داخل غرفتنا بعد يومٍ طويل آخر. صراخُ المعارضين كان يتسلل لتلك القاعة.

تنهدت "لن أتناول وجبة أخرى وحدي، أنا باقٍ معك"

"فليكن" همس تشانيول بينما يرمي نفسه على السرير حالما طاله. أنفاسه بطيئة وثقيلة. وجهه شاحبٌ ومهتاج.

"يول! هل تشعر أنك بخير؟ لا تبدو كذلك مطلقًا.." سألتُ بقلق.

"أنا خائر القوى فقط بيك، هذا كل ما في الأمر. أحتاجُ أخذ حمام "نهض من على السرير ومسد خلف عنقه "شكرًا لمعاونتنا هذين اليومين الماضيين. أنت الأفضل" ابتسم لي قبل أن يجمع أشياءه لأخذ الحمام. مشى نحو الحمام وأغلقه خلفه.

ارتميتُ على السرير وتنهدت. أشعر بجو من التوتر يحوم حولي. لم يعد يهم كم أتكبد لأبعد تلك الأفكار من رأسي، هناك شيء ما يبدو خاطئًا. ضممت ركبتيَّ لصدري وعانقتُ نفسي ككرة بينما أنتظر صديقي، أحاول الإفلات من هذه الطاقة السلبية لأطول زمن ممكن. وقبل أن ينهي تشانيول حمامه، النوم كان قد جرف ذهني بعيدًا.

تطلع [مترجمة] K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن