p3

89 3 4
                                    

نهاره اصبح ليلا وقلبه كالشمس يظل يحترق
أفاق ماسحا عرق جبينه،
حين فتح عيناه السوداوتان اللتان فقدتا الأمل منذ الأزل
راح يستحم ليجهز نفسه فطريق العودة طويلة ومرعبة بالنسبة الى عقله
لم يكن الأسود مفارقه حتى في ثيابه إلتصق...
ركب سيارته نحو الديار، بعد فراق 17 سنة

مر وقت إلى ان وصل، هاب النزول لكنه نزل
أقبلت كل ذكرياته المرة تراود عقله حتى ارتجف؛ ... نظر الى القصر بألم وحسرة
ثم أخذ شهيقا عميقا ودق بابه ثلاث مرات إلى ان فُتِح
فتحت له الخادمة " فضيلة" الباب، لم يتغير شكلها بالنسبة إليه أما هي فلم تكد تعرفه
بقت تنظر إليه بعينين لا تكادان تصدقان ماترايانه
هل هذا خيال أم حقيقة لا تعلمان!
فرحت كثيرا لرؤيته في حين أنها حزنت عليه أكثر فالحزن ماكان مفارقه ...
نادت على الكبيرة جدته وصرخت بأعلى صوتها لكي يسمعها كل من في القصر...
نزلت الجدة السوداء عابسة لم تتغير برأس مرفوع في السماء متجهة نحوه و كأنها تقول:"هاقد أتى من كنا ننتظره"
توجه اليها فورا مقبلا كلتا يديها وهي رأسه
ثم قالت له بفخر:
-"عدت يا أسدي الى ديارك، عدت الى العش الذي فارقته، وبيتك الهش الذي بقى بدونك، لقد كبرت ياأسدي، اشتاق هذا القصر إليك" قبل رأسها ثم قال لها" سلمت يا جدتي"،
نظر إلى الجميع، يبحث عن شخص، خاف أن يقول أين هي لكنه استجمع نفسه وقرر ان يسأل
شعرت جدته بأنه يبحث عن شيء ..
فقالت له:" أرح لسانك يا أسدي، قل ما عندك"
-"أين هي أمي؟"
نظرت اليه نظرتا خائبة وصمتت ولم تتكلم، فقط أدارت رأسها الى غرفته القديمة... كأنها تخبره أنها تنتظره
كيف لا، فروح الأم تموت ببعد الابن عنها وتتحطم...
فتح باب غرفته، وإذ بأمه نائمة في سريره حولها ثيابه ...
يده التي حاولت أن تلمسها خافت، وأنفه اكتفى برائحتها العطره من بعيد وعيناه احمرتا تبكيان على مافعله بها الزمن حين تركها ورحل.
القلب لاينسى الألم، حتى لو قالوا أن الزمن ينسي!
خرج من الغرفة وقلبه يؤلمه ثم خرج من القصر والكل ينظر اليه ...
نظرت اليه جدته قائلتا اليه:" الى أين يا حفيدي، غرفتك تنتظرك"، لم ينظر اليها حتى فقط اكتفى بقول أنه ذاهب الى الفندق...
لم تتكلم جدته، بل ابتسمت معه، في حين أنه خرج هي توجهت الى الغرفة أين والدته...
نظرت الى حالتها وهي تشمئز، مرددتا لها:
-" احسنت فعلا... ألهبت قلبه وفجرت بركانه ... حفيدي خرج حطمت روحه بحالتك البائسة" ثم راحت تخنقها وتهددها، بأن لا تشعره بأي شيء أو تنهي لها حياتها البائسة من دون أن ترجف لها عين أو تفكر... ثم أسقطتها من على السرير...
راحت تداعب خصلات شعرها القليلة في حين أن الأم العاجزة تبكي بصمت في الأرض عاجزة على النهوض، وياليتها كانت تقدر على الحراك، فقد عذبوها الى أن جعلوا من الكرسي المتحرك سريرها، ووطنها، فكيف تقدر!
كانت فقط تحرك شفاهها العاجزة عن الكلام... وكأنها تقول< سيحاسبكم الله على أعمالكم>
خرجت الجدة تبتسم بفخر وتنتظر حفيدها وبطلها، في حين أنها أمرت كل الخدم بتجهيز أفضل المأكولات ليوم غد من أجله وأمرت بذبح ثور وتوزيع لحمه ليضاف الى حسناته...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 14, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وردة الكاميلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن