هبطت أحذية سوداء من السيارة على الارض لترشق الماء حولها وعلى عجلات السيارة، ثم اغلق الباب وراح يقطع الشارع المظلم والمطر يضرب على معطفه الاسود والقلنسوه التي تغطي رأسه وتحجب كل ملامحه،
صرخ به صوت من السياره:"هيييه انت لم تدفع أجرة التوصيل!! هيهه!"، نزل سائق الاجره مشتطا وغاضبا لانه لم يتلقى أجر مسافه طويله وفي منتصف الليل ورأى شرطيا يقف بجانب سيارة ومشغول بهاتفة يتحدث مع زوجته التي تتذمر من تأخره وتطلب منه الهرب من العمل والعوده للمنزل، فصرخ قائلا:"هااي ايها الشرطي، لقد قام هذا الرجل بسرقتي وهو يحاول الهرب".
التفت نحوهم الشرطي وهب الى الشخص ذو الملابس السوداء وهو يناديه:"عفوا ياسيد قف مكانك"،
توقف صاحب القلنسوه واقترب منه الشرطي وقبل ان يقول له ان يستدير انطلق هذا الشخص يركض كانه في سباق! وكان من الصعب ملاحظته في هذا الظلام الحالك وأنوار الشارع المعطلة بسبب المطر الكثيف لكن الشرطي لم يستسلم وانطلق بدورة يركض خلفه على طول الطريق السريع والمباني الشاهقه، التي لم تترك مساحه لجاده او مساحه لزقاق حتى ينفذ منها الشخص الهارب ويفلت بجلده اضطر فقط للركض إلى الأمام
لكن علم الشرطي الوحيد بانه سيفقد هذا السارق فقد ابتعد كثيرا وهو يركض بسرعه خارقه فامسك جهاز الاتصال ليبلغ عليه ففاجئته سيارته وصفارات الانذار الحمراء تمر بجانبه بسرعه وتهدف للإمساك بالسارق،
فشعر السارق بالسياره قد وصلت اليه وحاول الركض أسرع لاكنها قطعت الطريق لتقف بشكل عرضي امامه مباشره على الرصيف حتى تحجزة او تعيقه فيمسك به الشرطي، لكن هذا الشخص الغريب لم يجفل حتى وخطى خطوه واسعه تحولت الخطوه التي تليها لقفزه على صندوق السياره ثم انزلق من الجهه الاخرى وكانها مجرد عقبة في سباق ماراثون، انفتح باب سائق سيارة الشرطه لينطلق منها رجل يرتدي معطفا ويتعلق أسفل صدرة حزام بمسدس يركض خلف صاحب القلنسوه ويصرخ به:"توقف الآن والا ستقع بورطه!".
اثناء ركض صاحب القلنسوه للامام اختفى في جزء من الثانيه! كان موجودا ثم لم يعد كذالك!؟؟
وصل الضابط للمكان الذي اختفى فيه وهو يتنفس بصعوبه والمطر قد اغرقه بالكامل يقف خاويا ولا يعرف اين ذهب هدفه! ثم سمع صوتا بين زفراته، صوتا غريب خلف جدار يقفل زقاق ضيق بين المباني المظلمه لايكاد ان يلاحظ، تراجع الضابط للخلف ثم ركض وقفز ليتعلق على الجدار ويسحب نفسه للأعلى وقبل ان يهبط رأى ظل السارق يتشابك مع شخص آخر تحت ضوء الشارع الضعيف! لم يستطع الضابط تمييز شيء بسبب الظلام الحالك فقفز نحوهم وسحب سلاحه وقال:"توقفا حالا!"
لكنها لم يلقيا له بالا حتى، وبدى انهما يتضاربان بشأن حقيبه كانت على ظهر الشخص الآخر الجديد الذي كان يحاول الإفلات من السارق الذي كان بدورة يشدها،
هرع الضابط نحوهم ينوي ان يفعل شيئا ليوقف اللكم والركل لكنه تفاجئ من صاحب القلنسوه السارق يلتفت نحوه ويصرخ قبل ان يصل اليهم:"هذا خطير قف مكانك!".
توقف الضابط ورفع سلاحه لايعرف ماخطبهما وبنفس اللحظه التي تشتتا بها ضحك بها الشخص الآخر وقال:"انتهى امرك ايها اللعين"