خطر

32 1 5
                                    

ليس منظرا ساراً!،
أين كانت هذه التكتلات السوداء ذات السيقان الطويله العنكبوتية؛ انها على قيد الحياة!! وكانت تسير خلف الضابط والشاب الغريب، لم تكن بهذه السرعه لاكن سيقانها الطويلة جعلتها تستطيع اللحاق بهم بمافيه الكفايه لتصبح حافة ظلها يلامس اقدامهما المنطلقة كانعامتين يهربان من دايناصور، كانت تترنح اجزائها وتصدر اصوات صرير معادن تهدد بالتفكك والسقوط، فان لم تنل منهم لاشك ان جزئ منها سيفعل!!
بدأ صدر الضابط يصارع لإيجاد نفس وقلبه بدا وكأنه يلاكم طريقة ليخرج عبر أضلاعة ويركض بعيدا ويترك الجسد بالخلف،
لايعلم ان كان بسبب الخوف من الخردة الشيطانية التي تلحق بهم أم أن الركض قد أخل به؛ نظر إلى الغريب الذي يسبقة بخطوتين! كان على الضابط ان يفعل شيئا بسرعه حتى ينجو!، لانه لن يستطيع الصمود أكثر!؛ لذا بدون سابق انذار امتدت يد الضابط لتمسك بساعد الغريب وشدة بأقصى قوة لدية! رمى به الضابط على الأرض وبفعل انهم كانوا منطلقين كالغزلان من الخوف؛ كان الغريب يتقلب بقوه على الأرض وهو يثير الرماد والغبار بكل مكان حتى اصطدم بكتله معدنية؛ رفع الغريب رأسه بسرعه وقد نسي كل ألم قد شعر به أمام هذه الكتله التي يظن أنها ستقوم بقتله! لكنه تفاجئ أنها مجرد صفيحة حديد او مايشابهها مغروزه بالأرض تسببت بإيقاف تدحرجه! التفت خلفة وهو يسمع صرير المعادن واحتكاكها العالي المزعج يزن في اذنه؛ لكن ماضهر في وجهه هو الضابط الذي امسك بيده مجددا وجره بكل قوته وهو يقول:"قف بسرعة" ولم ينتضره حتى ليقف بل قام بسحبه معه إلى الجهه الأخرى من الصفيحه الحديدية الكبيرة المغروزة بالأرض ليتواروا عن أنظار ذالك الكائن الخردوي الشيطاني الذي لايعلمون ماهو!؛ استمر الضابط بالجري بمحاذاة الصفيحة محتميا بها ويجر الغريب ليركض معه والتفت يلقي نظرة سريعه نحو الخلف إلى صوت الصرير العالي ليجد أن ذالك الشيئ قد أستمر بالسير نحو الأمام كأنه لم يلحظ اختفائهم، وهو يهتز وينثر القطع الحديدية من حولة كحيوان مختل يرتجف؛
تسمر الضابط يختلس النظر إليه من خلف الصفيحه التي اتخذوها ملجئ وهو لايعلم مالذي ينظر إلية! كان صدره يصعد ويهبط بقوة ورأسه يضغط عليه وكان جمجمته تتقلص بسبب نقص الأكسجين الذي يعانيه من الجري القاسي، شعر فجأه بيد الغريب تنفلت منه بقوه ليلاحظ انه كان يضغط عليها ولم يفلتها بعد، وقال الغريب من بين لهاثه:"أيها اللعين هل تحاول قتلي!".
خر الضابط جالسا يستجمع انفاسة بعد ان أطمأن أن الأصوات من حولهم ابتعدت، ثم قال مجادلا:"تبا لك لقد أنقذت حياتك للتو، أخبرني الآن أين نحن!".
صمت الشاب الغريب يفكر ثم وضع يدة بداخل معطفة ليخرج حلقه ثخينة، وينفضها لتصبح منظارا طويلا ذو عين واحده تماما مثل الذي يستخدمه القراصنة وأسوأ، وضع بداية المنظار المخروطي على عينه وبدأ يتفحص المحيط من حولهم وهو يقول:"أظن أننا علقنا في أحد العوالم..." لم يفهم الضابط مالذي يثرثر به الغريب الذي أكمل:"لابد أن بان قد ضغط على عالم بشكل عشوائي، والا كان سيرمينا ببركان او بهاوية حتى نموت"، جعد الضابط حواجبة:"مالذي تثرثر به! من هو بان!".
انزل المنظار من عينة ونظر إلى الضابط يلومة:"أنه الشخص الذي كنت ألاحقه وانت أفسدت الأمر بتدخلك، ونتيجه لذالك سنموت قريبا ان لم نخرج من هنا"
استطاع الضابط أن يركز على شيئين فقط هو أن هناك طرف ثالث سبب مشكله، وانهم سيموتون!، ثم قال:"من أنت أذا، وماهي علاقتك بهذا الشخص! ولماذا تلقون الأشخاص في مكب النفايات هذا حتى يموتون!"، لم يبدو على الشاب الغريب الأعجاب بماقاله له الضابط فرد عليه بازدراء حاد:"تلقون الناس في مكب ننننن ماذا! ايها اللعين!! هذا عالم كامل بأراضي وفضاء وكواكب ومخلوقات حية!؛ وأنت تقول بلا بلا مكب نفايات! كيف لهذه الحياة الواسعه الشاسعه ان تكون مكب نفايات ايها العنصري" بدى ان الموضوع اصبح شخصيا اكثر ولم يتراجع الضابط وقام بالتهجم على الشاب يجر ساعده والشاب متفاجئ ويحاول أن يصارع لكن الضابط قد أمسك به ورفع أكمام ساعديه حتى وجد مايبحث عنه على بشرته الشاحبه وقال:"تبا لابد انك منتشي، هذه آثار حقن!"،
جر الشاب أخيرا يده وقال بتذمر:"أنا لست منتشيا أيها الجاهل ذو العقل البدائي وأنت لن تفقه أبدا ما قلته، لذا وفر علي وقتي ولا تسألني عن أي شيء أنت فقط تشتت تفكيري"،
أصبح الضابط جديا فجأه وهو يقول:"لاتسخر مني أيها الطفل أنت بالفعل رهن الأعتقال عليك أن تسهل الأمور على نفسك وتتعاون معي".
تجاهله الشاب وهو يعود يتفحص المكان بمنظاره الصدئ ويقول ساخرا:"أجل أجل".
خطف الضابط المنظار وقال:"مالذي تحدق فيه..!"
أمسك بالمنظار بيد واليد الأخرى كان يدفع بها الغريب بعيدا حتى وضع عينه في العدسة:"ماهذا! أنا لا أرى شيئا هل هذا مكسور ام ماذا!" نجح الغريب باسترجاع منظارة بغضب وقال:"انت بدأت تثير غضبي أيها اللعين" ثم تراجع للخلف بغضب واستدار وراح يمشي وهو يسب وشتم، لحق به الضابط ببطئ وهو يناديه:"أين أنت ذاهب تعال إلى هنا"،
قال الغريب وهو يضع المنظار مجددا على عينه ويتحرك بحذر وهو يبحث في الأفق:"علي أن أجد بان، وإلا سيموت كلانا هنا".



لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 15, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حافة المنحدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن