المُقدِمة

892 52 61
                                    

جَلسَ الثُنائي أرضًا تَلفهم بطانيةً حمراءَ اللون يَستَنِدون على الأريكة الرماديةَ خَلفهم بينَما يَتناولون عشاءًا دَسِم مُتأخِر يَبحثون عمّا يَلفِتُ إنتِباههم بالتِلفاز يُشاهِدونَ المُذيعة الجميلة تُلقي آخرَ الأخبار " عِصابةً ما بدونَ أيةَ هوياتٍ مَعروفة الآن قد أحاطَت بِموظفيّ الشحن المُتعاوِنينَ مع شَركة U-city على الحُدود قد عَّنفت وخَدرت الموظفين وسَرقت عِدةَ مُنتَجات مِن مَشروعَهُم الجديد والذي لاقى إقبالًا كبير 'الأندرويد البشري' " 

أظهرَت قناةِ الإخبار مقطعِ فيديو مُصور مِن أحَدِ كاميرات المُراقبة سياراتٍ سوداء كبيرة دونَ لوحات تُشير على أرقامَهم وأشخاص يُغطيهم السواد قد إنتشروا في المَكان يَهجِمونَ على الموظفين يَسرُقونَ سِتةَ صَناديق مُغَلفة بِالحَديد تَفوقَهم طولًا و عُرضًا 

هَمست ذاتِ الشعرَ القصير الذي يَصِلُ لِكتفها ساخِرة " ألا يَجِبُ على شرِكةً عالمية وقوية كّهذه أن تَمتَلِكُ نِظامًا أمنيًا قوي ؟! " 

تناولَ الشابِ ذو الشعرِ الأشقر الذي بِجانِبها مِن البيتزا " لِكن أليسوا هُم مُرعوبين ؟ سَتبدأ الشَرِكة بِمُلاحَقتهم بِجنون وإن أمسكت بِهم تِلكَ سوفَ تَكون نِهايتهم فقط تَخيلي الغرامَة المالية ، سَينفونَ حياتهم بالعمل لِدفعِ نِصفِ نِصفها فَقط " قهقهَ وهو يَقضُمُ مِنَ البيتزا خاصَته

" لَكِن لِما يَضعونَ أنفُسهم في خَطر كَبير كهذا ؟! ليسَ وكأنهم سوفَ يَستطيعونَ بَيعها ! "

توقَف الآخر عَن هَضمِ قِطعةَ البيتزا بِفَمه يُفكِر ليشهقَ و يَختنِقُ بها فَيبدأ بالسُعال بِقُوة يُفزِع مَن بجانِبه لتهلَع و تُقدِم له كأسَ عصير

شربَ العصير والذي ساعَده بإبتلاعِ القِطعةَ بِفمه لِتُحدّق به بِعيونًا قَلِقة " كيونغ، مالخَطب ؟! "

مسحَ شَفتيّه بِسَطحِ يَده " أنا أعلم لِما سَرقوا هذه الآلات ، هم يودونَ إستِخدامهم في جرائِمهم الشَنيعة ، القتل و السَرِقة و الخَطف وحينَها سوفَ يَصعب على الجَميعَ إيقافِهم وسوفَ تكونَ البشريةَ في خَطر !! "

حدّقت به بِنظرات تَستَحقِرُ أقواله " يَجِبُ عليكَ التوقف عن مُشاهَدةِ الأفلامَ الخيالية المَليئة بالهراء، إنها تؤثِر على خلايا عَقلك "

-

وضعَ الفَتى قُبعةِ الهودي على رأسه يُغطي شَعرهُ البُني الداكِن قبلَ أن يَضعها على نافِذةَ الباص حتى يَتجنب أيًا مِن الأوساخِ المُقزِزة التي على سَطحها وهو يَعبثُ بِهاتِفه حيثُ أسخنَ الأخبار سِرقة الأندرويد البَشري كما أنَ مُستخدِميّ الإنترنت قد إفتَتحوا نِقاشًا عمّا سَيفعله المُجرِمون به و هو كانَ يُمرِر لِقراءةَ التَعليقات يمضَغُ عِلكته بِهدوء دونَ إصدارِ أيَ صوت

على قيدِ الحياة || Alive حيث تعيش القصص. اكتشف الآن